Skip to main content
عالمة الاجتماع لاهاي عبد الحسين لرووداو: المرأة العراقية صارت صدى لظاهرة التحزب والتمييز العرقي والديني والطائفي Facebook Twitter YouTube Telegram

عالمة الاجتماع لاهاي عبد الحسين لرووداو: المرأة العراقية صارت صدى لظاهرة التحزب والتمييز العرقي والديني والطائفي

المصدر: شبكة رووداو الإعلامية

أكدت عالمة الاجتماع، البروفيسورة لاهاي عبد الحسين، ان:"المرأة العراقية كانت جزء من حركة التحرر والتطور في المجتمع العراقي منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921، وحتى الخمسينيات حيث كان تحرك المرأة فردي وشخصي اعتمادا على شخصيتها ودعم العائلة". مشيرة الى ان:" وضع المرأة في الاربعينيات والخمسينيات كان افضل ذلك لان المجتمع كان مختلف من حيث انه كان اقرب الى المجتمع الطبقي منه الى المجتمع الشعبي المفتوح لهذا كان هناك اهتمام بتعليم المرأة وتبؤها مراكز مرموقة ولكن عندما دخلت التنظيمات الحزبية على الخط بدأ العمل على استغلال المرأة لصالح هذه التنظيمات".

وقالت لاهاي عبد الحسين، وهي استاذة متمرسة في قسم الاجتماع بكلية الاداب بجامعة بغداد، لشبكة رووداو الاعلامية:" في عام 1952، دخلت الاحزاب السياسية على خط العمل النسائي، حيث تشكلت رابطة المرأة العراقية المرتبطة بالحزب الشيوعي العراقي وهي المنظمة التي دخلت بمشروع سياسي اكثر جدية، ثم بقية التنظيمات السياسية مثل منظمة نساء الجمهورية في ظل نظام عبد الكريم قاسم، بعدها الاتحاد العام لنساء العراق في ظل نظام حزب البعث". لافتة الى ان:"كل هذه المنظمات، بدءا برابطة المرأة وحتى الاتحاد العام لنساء العراق كانت صدى للانظمة السياسية واحزابها اكثر مما هي منظمات نسوية بحتة تعبر عن رغبة ومطالب وتمنيات المرأة، يعني صارت عبارة عن دعاية للاحزاب والانظمة بدليل انه لم يحدث اي تطور في فكر المرأة والاطروحات التي تتناول قضاياها".

واوضحت عالمة الاجتماع لاهاي عبد الحسين قائلة: "بعد ان وصلنا الى عام 2003 دخلنا مرحلة اخرى اكثر خطورة لان قضية المراة اصبحت هامشية وتعرضت الى الكثير من المضايقات على مستوى الحكم والاحزاب وكل هذه الامور أثرت عليها وعطلت من قدرتها على ان يكون لها دور مؤثر ومضيء في المجتمع". موضحة بانه:" صار في العراق ما يسمى بشبكة النساء العراقيات وهذه الشبكة مفتوحة لاي تنظيم ممكن ان ينتسب اليها  واليوم هناك أكثر من 100 منظمة تحت هذا العنوان، ومنها منظمات او جمعيات نسائية ترتبط بالاحزاب الدينية الموجودة بالساحة ونشاط هذه الجمعيات محافظ بل اتجه لجرف الحقوق التي تم الحصول عليها في فترات سابقة مثل انتزاع حق الام في حظانة الطفل الذي اقره قانون الاحوال الشخصية الصادر سنة 1959 وهو واحد من افضل قوانين الاسرة والاحوال الشخصية، كما شهدنا هجمات على مكتسبات اصبحت بحكم المسلمات بدلا من ان ننتظر قوانين لتطوير وضع المرأة واتاحة فرص لها واجهنا الكثير من المضايقات والعقبات".

وفي ردها عن سؤال يتعلق بوجود اسماء عدد من الكاتبات او الشاعرات او الباحثات العراقيات على عناوين كتب معرض اربيل الدولي للكتاب بدورته الـ 15، او حتى حضور المرأة اللافت ضمن جمهور المعرض، وفيما اذا تعد ذلك يعد تطورا في وضع المرأة، قالت:" نسبيا نستطيع ان نقول ان الحضور النسائي الواضح والكبير هو أمر ايجابي، ولو نتحدث من وجهة نظر سكانية حيث ان عدد النساء يزيد على عدد الرجال في المجتمع العراقي، وحسب احصائية غير دقيقة، فان نسبة النساء في العراق هي 52%، والاحصائيات الرسمية تقول ان النساء يشكلن كتلة بشرية اضخم من التي يشكلها الرجال في العراق وهذا بسبب الحروب وما تلاها من نزاعات والهجرة التي اثرت على وضع المرأة بالتأكيد، لكن في ذات الوقت اذا راجعنا منتج المرأة بعد 2003 ظهرت لدينا اسماء بارزة في كتابة الرواية والشعر والبحوث، ووسائل التواصل الاجتماعي اتاحت الفرص للتعرف على نشاطات وابداعات النساء، حتى المعروفات منهن، امثال الروائيات: لطفية الدليمي وانعام كه جه جي وميسلون هادي ورغد السهيل، وغيرهن، حضور المرأة واضح وملموس لكنه لم يزل غير مؤثر ولا يكفي". منبهة الى ان" المرأة العراقية ما تزال تتعرض للاضطهاد والتحرش وتعاني من ما يسمى بـ (كراهية النساء)، فبالرغم من الانفتاح النسبي لكننا نجد هناك الكثير من التهجم على المرأة وهذا يقه ضمن(كراهية انساء) وهي جزء من ظاهرة عامة، وكل ظاهرة تاخذ شكلين، المباشر العنيف الذي يتمثل بالتهجم الواضح والتقليل من شأن المرأة ومنجزها المتحقق، ولو ناخذ منجزين لرجل ولمرأة سوف ينظرون لمنجز الرجل باعتباره الافضل بالرغم من تفوق منجز المرأة وهذا بحد ذاته يعتبر مضايقة، اما الشكل الآخر فهو الكراهية التي يُعبر عنها بصورة ناعمة وذلك عندما يخاطبون المرأة بان هذا العمل لا يناسبك، او هذا عمل يلائم الرجل أكثر، هم في الحقيقة يمنعون عنها فرصة عمل باسم الحب او العناية، وقد تكون هذه المشاعر صادقة ولكنها في المحصلة تعيق حركة المرأة وتقدمها، يعني شكلين من اسلوب كراهية المرأة، الخشن والناعم، يعيقات تطور المرأة، اليوم عندنا الاقتصاد الحر وتقديم الخدمات والمعرفة التنافسية وبامكان المرأة، خاصة من اجيال الشابات، ان تتنافس مع الرجل في حقول العمل وتبدع، لكن هذه الهجمة التي هي احيانا تبدو خفية لكنها قاسية جدا".

وخلصت عالمة الاجتماع لاهاي عبد الحسين الى انه:"عندما نقول ان النساء العراقيات يشكلن كتلة بشرية كبيرة لكن المشكلة ان هذه الكتلة مخترقة ومشتتة وهي في جانب من الجوانب تخضع للاوضاع العامة التي جعلت من المرأة العراقية صدى لظاهرة التحزب والتمييز العرقي والديني والطائفي وكل هذا ساهم في اضعاف تاثير هذه الكتلة البشرية التي نتحدث عنها، لو كانت هذه الكتلة البشرية متضامنة وتتسم بالوعي النسوي، وعندما اتكلم عن الوعي النسوي فانني اتحدث عن الايمان بالتغيير من اجل مجتمع افضل، مسالة النسوية لا علاقة لها بالنساء فقط، عندما يكون الرجل ايجابيا ومؤمنا بقضايا المرأة وبحق الزوجة والبنت والاخت والصديقة والزميلة وان تاخذ فرصتها كما ياخذ الرجل فرصته فعند ذاك يعتبر نسوي بمعنى انه يدعم التغيير من اجل مجتمع افضل وأكثر عدالة". معبرة عن اعتقادها بان:"معاناة المرأة الكوردية لا تختلف عن معاناة بقية النساء في مختلف مناطق االعراق وهي امتداد لهذه المعاناة ونسمع الكثير من التجاوزات على حقوقها والمرأة الكوردية تخوض مخاضات صعبة لا تقل عن بقية النساء العراقيات".

Opinions