Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عبدالله النوفلي

مرة أخرى يعود القِسْ الأمريكي لفعلته التي أفصح عنها سابقا وتراجع حينها واستبشرنا خيرا كونه رجع إلى لغة العقل وإلى تطبيق إيمانه إن كان مسيحيا؟ لكن وكما نقلت لنا الأنباء فقد فعل فعلته الشنيعة وبأصرار لمخالفة تعاليم المسيحية السمحاء التي لا تعرف للضغينة والحقد والعنف والكره مكانا، بل على العكس فإننا نؤمن بأن للمحبة قوة لا يمكن لأية قوة أن تحل مكانها وأننا نحب لقريبنا ما نحبه لأنفسنا، وما فتئ مار بولس يوصي بالمحبة حتى انه جعل فضيلة المحبة أعظم من فضيلة الايمان أو الرجاء، وقال إن فعلتُ كل اعمال البر ولم تكن فيَّ المحبة ما انا سوى نحاس يطن أو صنجا يعطي صوتا، وكأني به يقول أنكم بلا محبة تكونون آنية تعطي صوتا وأنتم بداخلكم فارغين تماما كالطبل فصوته عظيم لكن داخله فارغ.

إذاً ما قام به هذا القِسْ ما هو إلا تصرف فردي بعيد كل البعد عن تعاليم المسيحية وهو كقِس قطعا لا يمثل كنيسة المسيح سوى كونه يحمل لقبه هذا فقال وعنهم قال الكتاب أن نحذر من هؤلاء لأنهم يأتون بثياب حِملان وهم من الداخل ذئاب خاطفة!!؟، لذلك نحن مسيحيي العراق نستنكره بل نستهجنه لسببين مهمين أولهما كوننا نؤمن بمبادئ المسيح وثانيهما كوننا نتعايش مع المسلمين منذ ما يقارب الأربعة عشر قرنا استطعنا خلال هذه المدة من مدّ الجسور المشتركة بمناخ إيماني واجتماعي قل نضيره، ونأمل أن مثل هذه الأفعال التي تمارس في أي مكان خارج منطقتنا أن لا تؤثر مطلقا على علاقاتنا مع أخوتنا المسلمين الذين يجمعنا وأياهم الإيمان بالله الواحد الأحد، وباعتقادي أن من يمارس هذه الأفعال ليس برجل دين بل هو رجل سياسة ويخفي أهداف سياسية شريرة وراء فعلته فما علينا سوى التكاتف والحذر لأنه حتما يريد بنا أن نختلف ونتقاتل بعضنا مع البعض كي نصل إلى الضعف الذي ينشدونه وكلي أمل ان العراقيين مسلمين ومسيحيين من الوعي بحيث يفوتون على أمثال هؤلاء ما يخططون إليه ولا ينالون مبتغاهم، نبتهل إلى الله ان يحفظ العراق وأهله ويصونهم من كل أذية خفية وظاهرة ويحقق في ربوع وطننا السلام الدائم.

عبدالله النوفلي

6 آذار 2011


Opinions