عجيب البرلمان يسلب حقوقنا والأرهاب يقتل شبابنا ويغتصب اموالنا
أهي مصادفة ام عملية مقصودة بأن يقوم الأرهابيين بتهديد المسيحيين في الموصل وأجبارهم على ترك دينهم او ترك اموالهم وبيوتهم وإلا يكون مصيرهم القتل ، ويعمل هؤلاء الأرهابيين بشكل شبه علني والحكومة ساكته لا تحرك ساكناً والسكوت يفسر على انه من الرضى ، وإمعاناً في هذا النهج يصوت برلمانها وبأكثرية ساحقة ويتفق على سلب حقوق الأقليات الدينية . التساؤل يصبح وارداً :هل هنالك حلف غير معلن بين الأرهابيين من جهة وبين البرلمان العراقي والحكومة العراقية من جهة اخرى ؟
فإن كان مثل هذا الحلف قائماً ، فالله لا يبارك مثل هذا الحلف الشرير. إن ملامح هذا الحلف تبدو واضحة جلية يوماً بعد يوم ، الأرهابيون يقومون بعمليات التهديد والقتل والتشريد والخطف والأغتيال والنهب والسلب للعراقيين المسيحيين والأقليات الدينية ألأخرى ونقرأ عن نزوح عشرات العوائل المسيحية من الموصل وترك بيوتها وأموالها وحلالها والتشرد والهجرة . والحكومة ينحصر دورها في التفرج على المشهد دون ان تحرك ساكن وليس لها أي إجراء جدي في ايقاف العمليات الأرهابية ، وها هي الحكومة تقف بكل جبروتها ودون حياء تقف متفرجة على ما يجري بحق المسيحيين في الموصل ، حقاً إنه عار ما بعده عار يلاحق هذه الحكومة الميتة التي لا تحل ولا تربط في ثاني كبريات المدن العراقية . وأتساءل الا ينبغي على هذه الحكومة ان تستقيل وترتاح وتريح الناس من عجزها وفشلها في المحافظة على المواطنين ؟ أين تصريحات ضباط الشرطة وضباط الجيش وضباط الأمن ووزراء الداخلية والدفاع وغيرهم ؟ حقاً ان تصريحاتهم لم تفلح في قتل ذبابة ، والله ينطبق عليهم قول الشاعر نزار القباني فيقول :
إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لاننا ندخلها
بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة ..
لاننا ندخلها
بمنطق الطبلة والربابة
فهل نتوسل من الأرهابيين ونطلب الحماية منهم ؟ ونعطيهم الجزية التي كانت سائدة قبل 1400 عام ونسلم على ارواحنا وممتلكاتنا من النهب والسلب ، ام نرفع شكوانا الى حكومة بنغلادش وبرلمانها لتحمينا وتسمع اصواتنا وتعطي حقوقنا ؟
لقد غلبنا اليأس فلا امل بهذه الحكومة التي نسمع منها جعجعة ولا نرى طحناً ، ويئسنا من البرلمان العراقي الذي شغله الشاغل محاربة الأقليات العراقية الأصيلة وسلب حقوقها .
في القوش لدينا مثل ترجمته : إن ابي لا يقدر إلا على أمي المسكينة ، وهكذا انتم ايها الأشاوس في برلمان العراق كنتم كالأسود حينما تعلق الأمر بنتف متواضعة من حقوق الأقليات فاستأسدتم على هذه الأقليات الضعيفة وكان اجماعكم غير المقدس بإلغاء ذلك التمثيل اليتيم في ( بعض ) مجالس المحافظات العراقية ، وقامت عندكم القيامة ، ومع الأسف غابت عنكم الشيم العراقية ، إنكم دائماً تتبجحون بمساندتكم للمكونات العراقية الأصيلة في العراق ، لكن على ارض الواقع ثبت بطلان ادعاتكم ، الا يعتبر ذلك حلف غير مقدس مع الأرهاب ؟ إنكم تصرفون ساعات من وقتكم الثمين لتقرروا هل تمنحون الأقليات بعض المقاعد اليتيمة ؟ ولحد اليوم تسلكون طريق المناقشات الماراثونية حول مسألة بسيطة لا تحل ولا تربط في القضايا المصيرية للعراق . إنكم تثبتون بأنكم تفتقرون الى الروح العراقية الأصيلة الى النخوة العراقية ، والى الروح الديمقراطية التي تطبلون وتزمرون لها ليل نهار وليس لكم اية علاقة بالديمقراطية ، إنكم لا تعرفون شيئاً عن مباهج الديمقراطية ، معاني الديقراطية يمكنكم قراءتها في اخبار الهند التي يكون رئيس جمهوريتها من الأقلية المسلمة ورئيس وزرائها من ألأقلية الضئيلة للسيخ ، وأنتم تستخدمون ديمقراطيتكم للقضاء على الأقليات ، يفضل ان تدرسوا حقوق الأنسان وحقوق الأقليات قبل جلوسكم في البرلمان ، وقبل تسنم مهامكم في الحكومة ، إنكم تتصرفون بمنطق العشيرة والقبيلة والمذهب والدين وليس لكم علاقة بمنطق المواطنة العراقية .
لا نريد منكم ايها السادة حقوقاً ولا نسألكم مقاعد ثابتة في البلديات او مجالس المحافظات او في البرلمان ولا نريد المناصب لتكن حلال عليكم ، من فراشها الى رئيس جمهوريتها ، كلها لكم ايها السادة فقط اعطونا حياة مستقرة في بلادنا .
فقط اسمحوا لنا ان نعبد ما نريد كبشر ، ان نعيش في بلادنا دون إرهاب دون سلب بيوتنا وأموالنا والبقية كلها لكم لعلكم تشبعون يوماً وكما يقول نزار القباني لبعض الحكام العرب :
أيا طويل العمر :
يا من تشتري النساء بالأرطال ..
وتشتري الأقلام بالأرطال ..
لسنا نريد أي شئ منك
فانكح جواريك كما تريد ..
واذبح رعاياك كما تريد ..
وحاصر الأمة بالنار .. بالحديد
لا احد يريد منك ملكك السعيد
لا أحد يريد ان يسرق منك جبة الخلافة
فاشرب نبيذ النفط عن آخره ..
واترك لنا الثقافة
ونحن نقول لكم لا نريد منكم حتى الثقافة فقط اتركوا لنا مجال لنعيش بسلام في وطننا وكل الثروات والمناصب هنيئاً مريئاً لكم ايها السادة لعلكم تشبعون يوماً .
إنها مأساة حقيقة ان يقتلنا ويشردنا الأرهاب ويأتي البرلمان ويقول ان اعدادكم قليلة ليس لكم حقوق ، اليس هذا البرلمان متضامناً مع الجلاد للتنكيل بالضحية ، الله لا يبارك هذا الحلف اللامقدس بين الأرهاب والحكومة والبرلمان .
حبيب تومي / اوسلو