عراق اخر ممكن
تنطلق اعمال المنتدى الاجتماعي العراقي يوم، الخميس 27/ايلول/2013، في العاصمة بغداد، بعد تحضيرات واسعة بذلها الناشطون المدنيون الذين سعوا من خلال جهدهم التطوعي الى تأسيس المنتدى، كفضاء واسع ومفتوح، لحوار الحركات الاجتماعية والشبكات والمنظمات غير الحكومية والنشطاء المدنيين، وتوفير مجال للتفاعل والنشاط غير الممركز. وبهذا المعنى فالمنتدى ليس منظمة مجتمع مدني جديدة، ولا شبكة منظمات، بل هو اطار لمناهضة الفقر والمجاعة والتهميش. وهو، بالإضافة الى ذلك، عملية احتجاج على الارهاب والفساد والامية والمرض، وجهد مدني تطوعي للتضامن من اجل احترام حقوق الانسان وحفظ كرامته. كما انه احد اهم اشكال التنظيم الافقي الذي يؤمن المشاركات المتساوية. فليس فيه مجال لهيمنة أحد عليه، او إقصاء طرف منه. والفكرة الذهبية التي تقف خلف تنظيمه، تفيد بان كل شخص بذاته مشارك في المنتدى وممول ومنظم له في نفس الوقت. ولا توجد جهة ما تقف خلف تمويله بل أن كل مشارك يؤمن تمويل مشاركته. اذا هو مشروع يهدف الى حشد القوى من روابط وتجمعات ومنظمات مدنية ونقابات وكل من له موقف ضد الجوع والفقر والامية والمرض، وما يحط من الكرامة الانسانية.
تمكنت اللجنة التحضيرية من تلخيص تجربة المجتمع المدني العراقي وانشطته المتنوعة وقدرته على قيادة الحملات وادارتها، مستفيدة من خبرة الناشطين المدنيين العراقيين الذين ساهموا في المنتديات الاجتماعية العالمية. فقد تمكن هؤلاء من اطلاق دينامكية من النقاش والتعبئة جذبت مجاميع من الشباب المتحمس للعمل من اجل الشأن العام، على وفق رؤية مدنية ديمقراطية تستند على قاعدة العدالة الاجتماعية. حيث تطوع للعمل اكثر من 200 شابة وشاب بينهم اكثر من ثلاثين متطوعاً للترجمة. كما حققت اللجنة نجاحا ملموسا باستقطابها اكثر من خمسين شخصية مدنية من مختلف بلدان العالم، تساهم في اعمال المنتدى، ونجحت ايضا في التنسيق مع المؤسسات الحكومية ذات الصلة، وحصلت على التسهيلات الضرورية دون وصاية او فرض اجندات او تدخل في اعمال المنتدى واهدافه.
حين يعيش الانسان هذه الايام العصيبة والخطيرة في بغداد جراء تنوع واتساع عمليات الإرهاب، ويسهم في نشاط لمدة ثلاثة ايام، والى جانبه عدد غير قليل من نشطاء مدنيين دوليين. وحين يطلع على منهاج اعمال المنتدى الذي يتجاوز عدد فعالياته 150 فعالية، تتوزع بين ورشة وندوة ولقاء ومسرحية واغنية وصورة تحمل عناوين العدالة الاجتماعية، مناهضة الفقر، وضع المرأة، الأقليات، الحريات المدنية، حق الحصول على المعلومة، اوضاع الصحفيين، الشركات الامنية في العراق، إنقاذ نهر دجلة، البطالة، اوضاع الشباب، المجتمع المدني، الطفولة، الاوضاع السياسية في العراق، التضامن، وغير ذلك الكثير... نعم، حين يطلع الانسان على البرنامج الذي ساهم في اعداده اكثر من 100 منظمة وشخصية مدنية، يدرك حجم التحدي، والجهد المبذول، والحماس المتقد، والعمل المتفاني من اجل (عراق آخر ممكن، عراق السلام وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية).