عراقيو سوريا يناشدون دمشق عدم ترحيلهم الى (الجحيم)
06/02/2007الزمان/
جرى اوسع انتشار أمني في بغداد امس يستبق تطبيق الخطة الامنية بأيام قليلة حيث انتشرت قوات للشرطة والجيش في أجزاء من الجانب الشرقي من بغداد، علي نحو تدريجي لتجميع القوات المقرر مشاركتها في حملة الخطة في مراكزها المرسومة. وذكرت تقارير ان اول وحدة عراقية قوامها ثلاثة آلاف شخص جري نشرها في بغداد.
وانتشرت قوات تابعة للشرطة وبشكل كثيف قرب مداخل مدينة (الثورة) الصدر، معقل مليشيا جيش المهدي الذي قتل أحد قادته من المتورطين بجرائم فرق الموت بالقرب من بعقوبة في مواجهة مع القوات العراقية والامريكية. وتمركزت دبابات مدرعة تابعة لقوات الجيش في شوارع متفرقة في الكرادة بالاضافة الي مناطق اخري. في حين قال الرئيس السوري بشار الاسد امس ان سوريا يمكن ان تلعب دورا كبيرا في الجهود الدولية لاخماد العنف الطائفي في العراق، مشددا علي انها اللاعب الاساس بالرغم من انها ليست اللاعب الوحيد ورأي الأسد ان الوقت قد فات علي الادارة الامريكية لاحلال السلام في العراق لأنها لم تبدأ الحوار مع الجميع. في وقت اعتصم فيه العراقيون في دمشق امام مفوضية الامم المتحدة مناشدين الاسد التدخل لمنع ترحيلهم الي العراق الذي وصفوه بالجحيم. واضاف الاسد في مقابلة مع تلفزيون ايه بي سي الامريكي ان المشكلة في العراق سياسية ودورنا سيكون من خلال دعم الحوار بين الاطراف المختلفة في العراق بدعم من الاطراف الاخري مثل الولايات المتحدة والدول المجاورة واي دولة اخري في العالم هذه هي الطريقة التي نستطيع من خلالها ان نوقف العنف . واشار الرئيس السوري الي ان الولايات المتحدة ربما تكون فوتت فرصة احلال السلام في العراق. واضاف بعد نحو اربع سنوات من الاحتلال، لم يستخلصوا العبر، ولم يبدأوا الحوار. اعتقد ان الوقت قد فات علي قيامهم بأي تحرك في هذا الاتجاه، كما انتقد الاسد افراط واشنطن في الاعتماد علي الخيارات العسكرية بدلا من السعي الي الحلول السياسية لاخماد العنف في العراق. فيما طلب الرئيس الامريكي جورج بوش في الكونغرس موازنة عامين طلب فيها 235 ملياراً سيخصص معظمها لحربي العراق وافغانستان. وقال الاسد انهم مسؤولون عن الوضع السياسي ولم يبدأوا اية عملية سياسية داخل العراق. انهم فقط يتحدثون عن ارسال قوات اكثر او اقل. ولا يتحدثون سوي عن الجنود والقوة وليس عن العملية السياسية. واضاف انه بدون جهود سوريا فإن هذه الفوضي في العراق ستمتد الي سوريا وغيرها من الدول. ونفت دمشق امس ان تكون قد اتخذت قراراً بوقف تدفق اللاجئين العراقيين اليها وقال رجاء الناصر امين سر تجمع لجان نصرة العراق امس الاثنين ان سوريا لم تتخذ حتي الآن قرارا رسميا بوقف تدفق اللاجئين العراقيين اليها علي الرغم من ان بعض الاجهزة الامنية تضغط علي بعضهم بهدف ترحيلهم. وقال الناصر ليس هناك قرار نهائي بمنع تدفق اللاجئين العراقيين الي سوريا حتي انه خلال الايام القليلة الماضية وصل عدد من هؤلاء الي البلاد . واعتصم امس امام مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عشرات العراقيين مناشدين الرئيس بشار الاسد عدم ترحيلهم خوفا من تصفيتهم جسديا في العراق. واشار الناصر الي ان ما تقوم به دمشق حتي الآن هو عملية تمحيص وتحديد وتنظيم لدخول هؤلاء اللاجئين . فيما ابلغ السياسي السوري ووزير الاعلام السابق مهدي دخل الله (الزمان) بانه ليس لدي بغداد أي اثبات بعلاقة سوريا بالتفجيرات التي تحدث في العراق مضيفا بانه "لو كان لديهم دليل واحد لقدموه منذ زمن بعيد"، واشار ان هذه الاتهامات تأتي في إطار "التشويش من قبل الإدارة الأمريكية".
وقال دخل الله في تصريح لـ (الزمان) وردا علي سؤال حول الاجراءات التي أقرتها سوريا حول وجود العراقيين في أراضيها أن هذه الإجراءات "عادية وتتخذها سوريا مع جميع العرب الذين يدخلون الي أراضيها وليس هناك تمييز ضد العراقيين".
لافتا الي أن هناك مئات الآلاف من العراقيين "يعملون في سوريا ويتملكون كما المواطن السوري".