Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عرف ما يأتي؟!

الشراكة الوطنية: غطاء مخملي لإخفاء الصراع المحتدم بين الكتل المتنفذة. فالخلافات بين زعيم القائمة العراقية السيد إياد علاوي ورئيس الوزراء السيد نوري المالكي، هي من الاتساع بحيث تعجز أكثر الكلمات نعومة عن تضييقها. كما انها أعمق من ان تحلها اية مبادرة، الا اذا جرى البحث في جذر الأزمة، الكامن في صراع الإرادات والتنافس على السلطة والمال. "الشراكة الوطنية" بكلمات أخرى هي تكثيف شديد لأزمة نظام الحكم وعيوبه الكبيرة: المحاصصة والفساد المالي والإداري.. وما الى ذلك.
التوازن: تعبير مهذب عن رغبة المتنفذين في استمرار نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، وتكريسه كواقع موضوعي في جميع هياكل الدولة. فإذا كانت المحاصصة قد فسرت يوما على انها تقسيم "الكعكة" قسمة ضيزا بين كبار المتنفذين، وصولا الى وكلاء الوزارات والمستشارين، فان التوازن يعني اليوم في ما يعنيه إعادة توزيع المناصب والمواقع الوظيفية طائفيا.. ابتداء من المدير العام وانتهاء بالبواب!
الأزمة: هي الكلمة الأكثر تداولا اليوم في الوسط السياسي العراقي. وهي تعني انسداد الأفاق أمام العملية السياسية، وبقاء الوضع مشلولا تماما في غياب الإرادة الوطنية، وبحضور مؤثر للعاملين الدولي والإقليمي. كما انها تصور يحمل النقيضين، فهي اتفاق على تشخيص الأسباب من جانب، واختلاف حول الحلول من جانب اخر. وفيما ينظر اليها البعض على انها أزمة حكومة، فانها في الحقيقية أزمة نظام حكم بني على أسس طائفية، فوجد فيه الفساد مرتعا، واستطاع بناء مؤسسة واسعة قوية، تضاهي في حيويتها مؤسسات الدولة وتسمى "مؤسسة "الفساد".
ترشيق الحكومة: اعتراف متجدد بترهل الحكومة، نظرا لكثرة وزرائها، وتضخم هيكلها الإداري، وبروز ظواهر سلبية فيها مثل "البطالة المقنعة القيادية" و "الوزراء الهامشيين". وهؤلاء الاخيرون لا يسمون كذلك نسبة الى المدن الهامشية (مدن الصفيح، حزام الفقر، العشوائيات، المدن المهملة التي لا تعني بالنسبة للمتنفذين سوى أصوات تشترى بالسحت الحرام إثناء الحملات الانتخابية) التي تلتف كحزام حول مراكز المحافظات. انما هم وزراء دون مهمة، والوزارة بالنسبة اليهم مجرد راتب وامتيازات! اما الترشيق فينبغي ان ينطلق من تخليص الوزارة وهياكل الدولة من المحاصصة الطائفية والاثنية، ومن ادارة الظهر لمعايير الكفاءة والخبرة، والا فهو طحن هواء لا غير!.
الاحتجاج في ساحة التحرير: احد مظاهر حركة الاحتجاج الشعبية متنوعة الاشكال في البلاد، والتي لا يمكن حصرها في ساحة معينة، او في شكل محدد. وفرادة هذا النموذج تكمن في انتظام تواجد المحتجين كل نهار جمعة، بغض النظر عن العدد، للمطالبة باصلاح النظام، والاحتجاج على إخفاق الحكومة في أهم واجباتها - توفير الخدمات وتحسين تقديمها للمواطنين-. وبهذا المعنى فحركة الاحتجاج ليست للمساومة او الاستثمار على حساب أهدافها المشروعة. وهي من جانب آخر عصية على الانفضاض قبل تحقيق أهدافها المشروعة. وبهذا المعنى فهي تجسيد للمعارضة السياسية الشعبية، نظرا الى غياب المعارضة البرلمانية، الناجم عن اشتراك جميع القوائم في"حكومة الشراكة". والحركة غير متحزبة وغير منحازة لهذا اوذاك من اطراف الصراع الحكومي. وتتجسد أهدافها السياسية في طريق ثالث، طريق تبني حاجات الشعب العراقي وتطلعاته، بعيدا عن المصالح الإقليمية والدولية.


Opinions