عزالدين سليم البصري نموذج العطاء الفكري
ارث حافل بالعطاء الثقافي والفكري يقدمه شهيد مدينة البصرة عزالدين سليم الذي طالته يد الغدر في السابع عشر من آيارعام 2004 .ضمن سلسلة الفطاحل والعباقرة في مدينة البصرة يأتي عز الدين سليم ليضيف لوناً آخر من الالوان المتألقة في سماء البصرة خاصة والعراق عامة ، لقد حلق ابن البصرة وشهيدها عز الدين في عالم الفكر والادب مذ تتلمذ في الكتــّّاب لدراسة وحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة في السادسة من عمره الشريف. فلم يكن حينها انتشار المدارس الابتدائية، ثم ليتسابق مع الزمن فيملأ الفكر بالعلم والمعرفة حتى دخوله دار المعلمين متخرجا عام 1964 .
(أبو ياسين)عز الدين سليم احد الشخصيات المرموقة التي عملت في السياسة والفكر ومقارعة الطاغوت البعثي المتمثل بصدام ونظامه الفاشي، فتغرب عن ارض الوطن بعد ان اعتقل مرات عديدة واودع السجن ثم حكم عليه بالاعدام مما اضطره للهروب من العراق ليبدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي المعارض للطاغوت مع قافلة المجاهدين من ابناء الشعب العراقي الذين رفضوا سياسات النظام القمعي في العراق.
اهتم شهيد المبدأ بكتابة المقالات الفكرية والسياسية حتى صدر اول كتاب له بعنوان (الزهراء فاطمة بنت محمد) الذي حاز على الجائزة الثانية عام 1969 في المسابقة العالمية للكتاب بمدينة النجف الاشرف، ثم واصل مشواره الفكري في التأليف والكتابة حتى صدرت له العديد من المؤلفات في سير أهل البيت عليهم السلام وكتب في العقيدة والتأريخ، كما خصص زاوية من زوايا حياته في الكتابة للمعترك السياسي لمقارعة الفكر الضال والمنحرف، وله بحوث ودراسات فكرية وعلمية وادبية كثيرة.
آمن الشهيد عزالدين سليم بالعملية السياسية فعمل بها بعد سقوط النظام البعثي ودكتاتورية صدام في التاسع من نيسان عام 2003، ورشح الى مجلس الحكم الانتقالي فاصبح رئيساً له، فكان اغتياله بمثابة اعتداء على الشعب العراقي برمته لانه كان يمثل رئاسة العراق. وما تخطيط عصابات الاجرام البعثية الا لكسر النبتة المشرقة التي اشرقت في عطائها لحاضر العراق بعد 2003.
تسامى عز الدين سليم كثيرا من اجل تحرير العراق من براثن البعث اللئيم، لتسجل روحه في قوافل شهدائنا العظام بعد استشهاد السيد محمد باقر الحكيم في آب عام 2003 ولتفتح صفحة جديدة ضمن سلسلة اغتيال العباقرة والعلماء واصحاب الفكر، وهو الدليل على خبث البعث وجبنه في مواجهة الحقائق معتمدا على تنظيم القاعدة الذي تبنى مسؤولية الاغتيال.
ان مدينة البصرة تفتخر ان ينتمي اليها الشهيد عزالدين البصري وهو رمزها ضمن صفحات البصرة المشرقة بمن اسهموا في رفد عالم الثقافة والفكر لتنمو بذلك بذور التألق في آفاق العراق الجديد.