Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عزيزي ليون برخو , رفقا بالكنيسة .... ثانية

منذ أيلول الماضي , صدرت خمسة مقالات للسيد الدكتور ليون برخو محورها جميعا يدور حول أنتقاد كنيستنا الكلدانية , بدءا بالأمور المالية في الكنيسة , الى نقد الكنيسة لعدم سيرها في مخطط ما يسمى الحكم الذاتي المزعوم , الى أتهام أحدى أنشط أبرشياتنا في أمريكا بتكميم أفواه معارضيها !! كما يدعي , ومن ثم عن شماسا أنجيليا زعل على كنيسته, وأخيرا العودة الى الأمور المالية للكنيسة.
وكما يلاحظ القارىء الكريم أن جميع هذه الأنتقادات تتجه نحو الرئاسة الكنسية وأن كانت بشخوص الكهنة والأبرشيات وتتزامن مع الهجمة التي تتعرض لها كنيستنا الكلدانية ولا سيّما ما بعد السنهادس الأخير لآباء كنيستنا الأجلاء وبيانهم الصادر في أعقاب الأجتماع في أيار الماضي الذي أنعش آمال شعبنا الكلداني بتوحد كلمته حول الأمور المصيرية في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا الكلداني في وطنه الجريح .
وكما يعلمنا الموروث الأيماني لعقيدتنا الكاثوليكية أن كنيسة الرب يسوع المسيح ومنذ تأسيسها في يوم العنصرة بعد حلول الروح القدس على التلاميذ ومن كان معهم في عليّة صهيون في يوم الخمسين بعد قيامة ربنا يسوع المسيح وأربعين يوما بعد صعوده الى السماء , فأن الكنيسة تمر في ثلاث حالات في مسيرتها الأيمانية , الحالة الأولى هي " الكنيسة المجاهدة " وهذه تكون في هذه الحياة وعلى الأرض . والحالة الثانية هي " الكنيسة المعذّبة " وهذه تكون لأنفس أبناء الكنيسة الذين أنتقلوا الى الحياة الأخرى ولكن عليهم تنقية أرواحهم من بقيّة الذنوب التي صاحبتهم بعد وفاتهم , وتطهيرها بالنار , كما يطهّر الذهب الخام بصهره ليتنقّى من الشوائب وليكون ذهبا نقيّا صافيا , هكذا أرواح أبناء الكنيسة في المطهر يجب أن تتطهّر من كل شائبة لتكون مؤهلة للأنتقال الى المرحلة الأخيرة من الكنيسة وهي " الكنيسة الممجّدة " السماوية حيث التمجيد الأبدي للثالوث الأقدس
و كنيستنا الكلدانية تعيش حاليا ظروفا صعبة نتيجة الأمور التي أستجدت ما بعد الأحتلال الأمريكي وما نتج عنها من فقدان الأمن وتسليم مقدرات البلد بأيدي الأحزاب الدينية الطائفية والأحزاب القومية التي هدفها أناني بحت , فكان المسيحيون المشهود لهم بالوطنية ضحية كل ذلك لأفتقارهم الى قوة تحميهم بعد ألغاء قوة الدولة المتمثلة بالجيش وقوى الأمن الوطنية وسيطرة مليشيات الأحزاب الطائفية والقومية المدافعة فقط عن أحزابها وطوائفها وقوميتها .
عزيزي الدكتور, في بداية مقالك الأخير أوردت عبارة تقول "لولا النقد لبقيت الكنيسة حتى هذه اللحظة تحارب وتضطهد كل من يقول أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس كما جاء في الكتاب المقدس " وأنا لا أزعم بأني درست الكتاب المقدس ولكني قرأته, فلم ألاحظ في أي أصحاح فيه يقول بأن الشمس تدور حول الأرض, وككاتب فمن المعتاد حين ذكر معلومة من الكتاب المقدس أن تذكر السفر والأصحاح والعدد أثباتا لما أوردته .
في ذكرك أن قداسة البابا بنديكت السادس عشرشارك الشعب الأيرلندي مشاعر " الغضب والخيانة والعار" بسبب تصرفات بعض رجال الدين الأيرلنديين , لم يقل أحد أن رجال الدين المسيحيين سواء كانوا كاثوليك أم من مذهب آخر , أو كانوا مسيحيين أو من ديانة أخرى في أي دولة هم قديسين وبلا خطيئة , ونحن لا ننتقدك لوقوفك موقف الصحفي الكاثوليكي الأيرلندي الذي أماط اللثام عن هذه الممارسات الفضيحة كما ذكرت , ولكن لا نريد أن يكون موقفك كموقف المغنيّة الأيرلندية ( سينيد أوكونر ) التي أستغلت الفضيحة للنيل من رئاسة الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة بقداسة البابا , خليفة الرسول بطرس بسبب موضوع الأجهاض والطلاق والتي كانت قد مزّقت صورة قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في برنامج تلفزيوني وعلى الهواء مباشرة . ولأن التشهير بهم للنيل من الكنيسة والكلدانية بالذات هو أمر يحزّ في نفوس أبنائها المشهود لهم أرتباطهم العالي بكنيستهم والدليل النسبة العالية من رواد الكنيسة الكلدانية أينما كانت, في المهجر أو في الوطن مهما كانت الظروف ومن كافة الأعمار ولا سيّما الأطفال والشباب . أما عن مقارنتك كنيستنا الكلدانية بالكنائس في أوربا وكهنتنا بكهنة أوربا فأود أن أذكرك بأن الأحصاءات تقول أن عدد رواد الكنيسة في أوربا هو أقل من 6% من مسيحيي تلك البلدان, مما حدا بمسؤولي هذه الكنائس لعرضها للبيع لعدم تمكنهم من صيانتها وأدامتها, أما عن المسيحية في السويد بالذات فأنها أقل من هذه النسبة مؤكدا لأنه وأن أعتبرت السويد دولة مسيحية الا أنه لا يوجد فيها أيمان مسيحي والدولة السويدية لا تشجع على الأيمان بل وأحيانا تقاومه وما بقي من الكنائس السويدية, فأن روّادها من كبار السن فقط والأحصاءات تظهر أنه خلال العشرون سنة القادمة سوف لن تكون للمسيحية الأغلبية الحالية في دول الأتحاد الأوربي. ومن هذه النسبة 6% فأن العلاقة المباشرة بين الكاهن الأوربي ورعية كنيسته لا تتعدى تبادل بعض كلمات المجاملة في باب الكنيسة ليوم الأحد, بعكس كنيستنا الكلدانية التي تكون علاقة الكاهن مع أبناء رعيته علاقة أبوّة وزيارات لعائلاتهم والوقوف على أحوالهم في معظم الكنائس والكاهن يعرف معرفة شخصيّة معظم أبناء كنيسته ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم وهي صفة رئيسية في الراعي الصالح الذي يعرف خرافه وخرافه تعرفه .
عزيزي المحترم, كنّا جميعا سنقف تحية لك لو كان دفاعك عن حقوق أبناء كنيستك ووطنك اللاجئين والمهجرين سواء داخل العراق أو في دول الجوار ومطالبتك لحقوقهم المهضومة ولحقّهم في ثروة وطنهم المنهوبة وبدون منيّة أحد,والتي لو كانت تصل أليهم بعدالة ونزاهة كما طالبت بها رئاستنا الكنسيّة , لما كانوا بحاجة الى بضع دولارات ترسل أليهم سواء من الجمعيات الخيرية العالمية أو من المبالغ التي تشير اليها في مقالك الأخير,علما أن جمعيات الأمم المتحدة تطالب فقط بحوالي 250 مليون دولار سنويا كأحتياج لأكثر من مليوني لاجىء في سوريا والأردن ولم تلق أذنا صاغية من أحد , وكمثال فقط . فأن حصة أقليم كردستان العراق من ميزانية العراق للأربع سنوات الأخيرة , وحسب ما ذكرته بيانات الحكومة , بلغت أكثر من ستة وثلاثين مليار دولار أمريكي وحصّة المسيحيين وأستحقاقهم منه يمثل على الأقل أربعة مليارات دولار من هذا المبلغ , فلوكان هذا المبلغ الكبير قد سلّم الى الرئاسة الكنسيّة كما طالبت به رئيس الأقليم , فأنه بالتأكيد ما كان اللاجئين المسيحيين في دول الجوار بحاجة الى ما تقترحه بأرسال ما يتم جمعه من صينيّة الكنيسة أو حسنات القداديس التي يقيمها الكهنة على أرواح الموتى المؤمنين,والتي مع الأسف تستخدم كحجة للنيل من الكنيسة الكلدانية, بالأضافة الى أنه ما كان يستخدم قسم من هذه المبالغ الضخمة في أجبار المسيحيين في الدخول كأطراف لتنفيذ أجندة هي بالضد من ولائهم لهذا الوطن .

بطرس آدم

تورنتو

Opinions