عسر مخاض بابل وأشور اليوم ,ينجب أول كاردينال في تاريخ المسيحية في العراق
نعم, الأزمة ألتي تعصف بعراق سومر وأكد وبابل وأشور أليوم , هي حلقه متمّمه لتلك المخاضات العسيره ألتي ألقت بثقلها كاهلا على رحم أرض ميزوبوتاميه(بيث نهرين) عبر تاريخ وجودها , وألأن حيث الكل يشهد مدى شراسة هذه اللحظه التي تُوّجَه فيها مخالب الشر من كل حدب ٍ وصوب مقوّسة ً بإتجاه المجموعات العرقيه العراقيه ألأصيله وحضارتهم ذات البعد الإنساني الخالد , وما عُرِفَ عن هذه الأرض وتاريخ أهلها هو ضرب من صنوف رقي البشرية وعظمتها لِما تضمنته عهودها من دلائل حضاريه بارزة في معالمها وما زالت صروحها شاخصة بشموخ في موطنها الحقيقي , أمّا أثارها الثمينة ألتي تمّ خطفها ونقلها فهي أنتيكات تتزيّن بها متاحف الغرب , ولو تحدثنا عن الرسائل المتبادله والمتناوبه ما بين خالق الكون و أنامه عبر رسله وأنبيائه على أرض العراق (بيث نهرين) , فهي الهبه الإلهيه المميّزه ألتي أوصلتها إلى قمم روابي الكون بدرجة قدسيتها, وكتب التاريخ والديانات خير شاهد على ذلك , عامرةٌ شامخة ٌ كانت هذه الأرض بأهلها , حين كانوا بعرق جبينهم يحرثون أرضها ويحفرون الترع لها, و بذكائهم كانوا يهندسون طبقات جنائنها و بفطنتهم يبنون قامات صروحها , وبدرايتهم يوفرون العيش الكريم لناسها , وعشقهم الحميم لتنظيم الحياة حدا بهم لوضع الشرائع والقوانين , إنهم أول من صنع العجلة, و أول من أوجد نظام البريد, و حبهم الغزير للمعرفة دفعهم لإكتشاف الحرف ثم ّ الرقم والختم كي يكتبوا و يحسبوا ويتكلموا , وبغيرتهم و أنهر دمائهم دافعوا عن أرضهم وحموها ضد من رام تذليلها, إلى أن سقط الفاس بالراس حين عاث الخمباب في عقول طوائفها وقبائلها . .أين نحن اليوم من الأمس إذن يا أبناء أولئكم العظماء ؟ أين هم أبناء وبنات ذلك الشعب من موروثات أجدادهم المهدده , أسئلة ٌ كثيره تستدعي التوقف عندها هنيهة كي يتعرّف كل عراقي ٌ على المطلوب منه فعله و على ما يتحتم عليه قوله في محنة الساعه كي يبلور لنفسه موقفا من كل الذي يجري , حينها يكون وجوبا ً كلّما تطلّبت الضرورة , أن يلتزم كل طرف بحدوده في إحترام الأشياء ومسمياتها , سواء كان هذا الحد في أمانة التمييز ما بين أهل العراق الأصليين أمثال أجداد غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث دللّي , أو بين الذين قدموا للعراق وبطرائق شتى قلّما يجهلها العراقيون ,نعم إستقبلتهم الأرض حين كان أهلها بمياه فراتيها المدمييّن يغتسلون , ومن جمامجهم برزت التلال فوق أرضهم , إستقبلهم أهلها مضطرّون على أمل ألتعايش والتألف سواء بموجب أحكام القوانين الأرضية أو بتسامح و عفو مفاهيم الأديان والسنن السماويه, أقول ذلك ليس تعصبا ً أو تهكمّا منّي , إنمّأ ومن أجل إثبات موازنة طرفي معادلة كلامنا وحتى نكون أكثر صراحة , يكون قول الحقيقة كلّمّا تطلّب المقام أمر لا مفر من ذكره حتى لو كان فيه من المرارة ما يعكر المزاج لكنّها الحقيقة ,أو هل تريدوننا أن نسكت جامدين و أحدهم لا يسأل ولا يسمع عن سبب تشرذم وتشتيت ما يقارب الثلاث ملايين من مسيحيي العراق الكلدواشور السريان والأرمن في اًصقاع القارات , ها هي اثار مبانيهم وقراهم وكنائسهم لازالت ماثلة أمام مرأى ألذين في أعينهم غوش , لقد أصبح أهل العراق الأصلاء مبعثرون في أكثر من 45 دوله خارج وطنهم الأصل ؟ إذن عجبي كل العجب حين يصبح إطلاق تسمية الجاليه على بقاياهم وكأنّه رد لفيض ِ تلك الجمائل , متى غدت وبأي قانون أصبحت سرقة تاريخهم والإستحواذ على مدنهم وممتلكاتهم و تحويل ملكيتها للذين حلّوا محلّهم قانونا لديمقراطية ما بعد نظام صدام الطاغية!!
ليعلم كل أهلنا العراقيين الكرماء بأنّ إختيار قداسة پاپا الفاتيكان وحضرة كنيسته للمار عمانوئيل الثالث دللي بطريرك الكنيسة الكاثوليكية الكلدانيه, ليكون كردينالا وهو منصب يسمح لصاحبه أن يتربع لاحقا حتى على كرسي البابويه , ليعلم الجميع بأن إختياره لهذه الدرجة الرفيعة لم يكن مجرّد مجاملة شخصيه لغبطة البطريرك, ولا أعتقد بأن البابا فعلها طامعاً ببئر نفطي أو في إمتلاك قطعة سكنيه في حي من الأحياء البغداديه , وليعلم كذلك أولئك ألذين يعتبرون المسيحيين الكلدواشوريين السريان بأنهم جاليه مسيحيه ,ومعهم الذين أصابهم داء الهذيان في إدعائهم بأنّ الكلدواشورييون السريان لايمتلكون شبر أرض في العراق لو شاؤا إقامة منطقة خاصة بهم , ليعلم هؤلاء بأن عَراقَة عراقية غبطة البطريرك , و جذوره الضاربه في أعماق أرض العراق البيث نهرينيه علاوة على خصاله الإنسانيه المسامحة وفقهه اللاهوتي , هي من ضمن الأسباب ألتي على أساسها تم ترشيحه لهذه الدرجه .
لاشك, إنه لفخر عظيم ليس لمسيحيي العراق فحسب, بل لكل عراقي أصيل ورحم أرض وطنه المعطاء تنجب ولأول مرة علما ً عالميّا ً حاملا لراية المسيح في نشر السلام والمحبة بين بني البشر, مبروك للعراقيين كاردينالهم الجديد متمنين من قداسته في إكتسابه لهذه الدرجة أن يتوفق ليكون أهلا لتجسير الهوّات الحاصله ومرجعا توكل إليه مهمّة لملمة العراقيين وإعادة اللحمة التي عهدناها , ثم ما من شك أنّ أبناء العراق المسيحيين لهم الحق ان يتطلّعوا إلى دوره المؤمّل من أجل توحيد ما فرّقته صراعات الأزمنه ولم شمل أبناء كنائسنا في خلق تلك الأرضيه الصحيحه كي يجتمع عليها أهلنا ليبدأوا عملهم القومي الموحد ولكي يمارسوا دورهم الفاعل في إعادة بناء وطنهم , وغبطته سيد العارفين بأننا نحن الكلدوأشوريين السريان أبناء بيث نهرين كنّا شعبا واحدا وعلينا أن نؤمن بأننا أمة واحده وشعب واحد وعقيدتنا هي المسيحيه السمحاء ,,,,,ولكم منّا أطيب الأمنيات.