عشائريون مسلحون لقتال الارهابيين بمثلث الموت
04/02/2006ايلاف: قالت مصادرعراقية ان عشرة عشائر في المنطقة المعروفة بمثلث الموت جنوب بغداد وقعت مع السلطات العراقية اليوم ميثاق شرف لتشكيل وحدات مسلحة من ابنائها للوقوف بوجه الارهابيين
في وقت التقى القادة السياسيون في مكتب رئيس الحكومة المنتهية ولايتها ابراهيم الجعفري لمناقشات تمهيدية حول تشكيل الحكومة الجديدة التي ينتظر ان تبدأ مباحثاتها الرسمية منتصف الاسبوع المقبل بعد اعلان النتائج النهائية المصادق عليها للانتخابات النيابية الاخيرة الاثنين المقبل .
وابلغت المصادر "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان عشرة عشائر تسكن في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد جنوبا وشمال مدينة الحلة (100 كم جنوب العاصمة) فيما يعرف بمثلث الموت قد وقعت ميثاق شرف مع قوات العقرب الضاربة التابعة لوزارة الداخلية العراقية لتشكيل فصائل مسلحة من ابنائها للوقوف بوجه الارهابييين الناشطين في المنطقة التي تشهد يوميا عمليات قتل واختطاف وقطع الطرق المؤدية الى مدينتي كربلاء والنجف المقدستين عند الشيعة العراقيين وخطف زائريها الذين يتوجهون الى هناك من مختلف انحاء العراق ثم تصفيتهم جسديا اضافة الى مهاجمة قوات الجيش والشرطة العراقية واختطاف واغتيال العشرات منهم.
واشارت الى ان الاتفاق ينص ايضا على تعاون العشائر مع جهاز استخبارات الداخلية لتزويدها بالمعلومات الامنية عن تحرك الارهابيين واماكن اختبائهم ومخابيء اسلحتهم والعمل مع قوات التدخل السريع لتفكيك الشبكات الارهابية واعتقال افرادها وتسليمهم الى السلطات .
واضافت المصادر ان ميثاق الشرف نظم العلاقات الامنية بين العشائر والسلطات حيث ستقوم قوات العقرب بتأمين الاسلحة والاموال لفرق الطواريء الشعبية المسلحة للعشائر وتسهيل تحركها ودعمها عسكريا فيما اذا احتاجت لذلك عند أي مواجهة مع الارهابيين . وقال ان عشائر محافظة ميسان "العمارة" (365 كم جنوب بغداد) قد اعلنت اليوم ايضا في ختام اجتماعات المؤتمر الاول للعشائر وثيقة عهد لمواجهة المسلحين وقطاع الطرق والوقوف بحزم ضد عمليات تخريب المنشات الخدمية وخاصة المحطات الكهربائية ومضخات المياه .
وكانت السلطات العراقية وقعت اتفاقات شرف مماثلة مع عشائر محافظتي الانبار والموصل السنيتين تقضي بمشاركة ابنائها في التصدي للارهابيين ومتابعة تحركاتهم ومنع عملياتهم المسلحة .
ومعروف ان مجموعات خارجة عن القانون تمارس في منطقة اللطيفية مركز مثلث الموت جنوب بغداد عمليات خطف تطال العراقيين والاجانب ومهاجمة قوافل عسكرية وقتل زوار العتبات الشيعية فضلا عن رمي جثث محروقة في العراء. ويعتبر المثلث ممرا اجباريا للمتجهين من بغداد الى محافظات الجنوب لكنه تحول في غضون بضعة اشهر الى معقل للخارجين عن القانون وقطاع الطرق وللسلفيين المتطرفين خصوصا.
ويقوم الجيش الاميركي مدعوما من وحدات تابعة للحرس الوطني العراقي منذ العام الماضي بحملات دهم .. ويروي سكان اللطيفية البالغ عددهم نحو 150 الف نسمة ان شبكات الاجرام تتغلغل في المناطق الخالية غرب المدينة وشرقها لكنهم سرعان ما يظهرون في شوارعها في سيارات من طراز اوبل عندما يريدون ارتكاب شيء ما. ويقول مواطنون ان المسلحين يبثون الرعب في اوساط السكان مهددين كل شخص يعمل مع الاميركيين او القوات العراقية.
ويتحرك المسلحون عبر مجموعات كل منها مكونة من 20 او 30 شخصا يستقلون خمس سيارات واحدة مخصصة للتنفيذ والاربعة للحماية كما انهم يقيمون عدة حواجز في وقت واحد لكي لا تتمكن فريستهم من الفرار. ويعمد المسلحون الى انزال الركاب وسرقتهم وتقييدهم قبل وضعهم في صندوق السيارة الخلفي متوجهين بهم الى المناطق الريفية في الشرق والغرب وهناك قد يطلقون سراحهم او يقتلونهم.
وتفيد الشائعات المتداولة ان المسلحين يتقاضون مبلغ ثلاثة الاف دولار عن كل جندي اميركي يقتل والفي دولار عن كل شرطي والف عن كل شيعي حيث ان بعض المجموعات السلفية المتشددة تعتبر الشيعة منشقين وكفارا.
ومن جهة اخرى عقد قادة القوائم الفائزة في الانتخابات العراقية الاخيرة اجتماعا اليوم في مكتب رئيس الحكومة ابراهيم الجعفرى بمقر مجلس الوزراء.وقد اجرى القادة السياسيون نقاشات تمهيدية حول تشكيل الحكومة الجديدة اعتبرت استكمالا لاجتماعات مماثلة أجريت خلال اليومين الماضيين .
وفي مؤتمر صحافي مشترك في ختام الاجتماع اكد قادة الكتل السياسية على ضرورة توفير الاجواء الملائمة لانجاح انجاح العملية السياسية في البلاد واعربوا عن املهم في ان تتواصل هذه اللقاءات حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال الجعفري ان لقاء الكتل السياسية الممثلة في البرلمان امس بمنزل الرئيس جلال طالباني لم يكن لقاء سياسيا بل كان لتبادل وجهات النظر بين هذه الكتل وعبر عن امله في ان تكون هذه القاءات عنصرا ايجابيا لرفد العملية السياسية بعوامل النجاح . اما طالباني فقد شدد على ضرورة بذل جهود متواصلة لاستمرار هذه اللقاءات وبما يسهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع المكونات السياسية في الانتخابات وقال "يجب ان نعمل لازالة التذمر من الارهاب والاعتقالات" . واكد طالباني على ضرورة العمل من اجل منع الارهاب والتجاوز وتلبية تطلعات الشعب الذي يريد الامن والاستقرار وان تكون كرامته مصانة . ومن جهته مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان ان هذه الاجواء الاخوية والودية ترينا بان هناك املا بتشكيل حكومة وحدة وطنية . اما رئيس القائمة العراقية اياد علاوي فقد عبر عن الامل في ان تكون هذه اللقاءات فاتحة ايجابية لتكريس الوحدة الوطنية في العراق وتحقيق الاستقرار والنمو فيه .
واشار عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية عضو قيادة الائتلاف الشيعي الى ان هذه الاجواء الطيبة بين الكتل السياسية تعكس روح الاخوة والتعايش المشترك خلافا لكل مايقال في وسائل الاعلام واقر بوجود مشاكل وصعوبات لكنه اكد ان العمل جار بين الجميع لتذليلها اما عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق فقد دعا رئيسي الجمهورية والحكومة الى اصدار امر باطلاق سراح المعتقلين ووقف المداهمات وقال ان الاعتقالات قد ازدادت منذ الانتخابات وسجلت ارقاما مخيفة وخاصة في بغداد وشدد على ضرورة اطلاق سراح المعتقلين ووقف المداهمات . واضاف ان تنفيذ هذه الاجراءات سيفتح صفحة جديدة من الثقة والتعاون بين مكونات الشعب العراقي وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية . اما صالح المطلك رئيس الجبهة الوطنية للحوار فقد اشار الى ان الاجواء التي تسود الان هي اجواء المصالحة الوطنية "التي كنا ناملها منذ فترة طويلة". ودعا الى ايقاف المداهمات واطلاق سراح المعقلين مؤكدا ان هذا الامر سيكون بداية لتشكيل حكومة وحدة وطنية .
وفازت في الانتخابات التى أجريت فى منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضى أربع كتل رئيسية على رأسها قائمة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية وحصلت على 128 مقعدا تلتها قائمة التحالف الكردستاني وحصلت على 53 مقعدا فيما جاءت قائمة جبهة التوافق العراقية السنية ثالثة وحصلت على 44 مقعدا ثم القائمة الوطنية العراقية وحصلت على 275 مقعدا وقائمة جبهة الحوار الوطني وحصلت على 11 مقعدا اضافة الى خمس قوائم اخرى تراوحت المقاعد التي فازت بها بين خمس ومقعد واحد من مجموع مقاعد مجلس النواب الجديد البالغة 275 مقعدا .
ومن المنتظر ان تبدأ الكتل السياسية الممثلة في البرلمان المقبل اعتبارا من يوم غد السبت عقد اجتماعات ثنائية تتعلق بالعملية السياسية الجارية في العراق.
وقال الدكتور فؤاد معصوم عضو التحالف الكردستاني للوكالة الوطنية العراقية للأنباء اليوم الجمعة إن هذه الاجتماعات تهدف إلى حل الاختلاف في وجهات النظر في ما بينها والتوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة المقبلة وأضاف إن الاجتماعات التي تم عقدها في اليومين الماضيين بين تلك الكتل السياسية لم تتعد المجاملات والتكلم في أمور عامة ولم تتضمن الدخول في أية تفاصيل أخرى . وأشار إلى إن القوى السياسية الممثلة في البرلمان لاتستطيع ألان تحديد آلية متفق عليها لتشكيل الحكومة بسبب تأخر إعلان قائمة الائتلاف العراقي الموحد عن مرشحها لرئاسة الحكومة والمنتظر منتصف الاسبوع المقبل بالإضافة إلى عدم ظهور النتائج النهائية للطعون التي تم تقديمها حول نتائج الانتخابات والتي قال مسؤول في المفوضية العليا للانتخابات انها ستعلن الاثنين المقبل .