Skip to main content
عقد من الحزن: أهالي ضحايا مجزرة سبايكر يطالبون بالعدالة وإحياء الذكرى Facebook Twitter YouTube Telegram

عقد من الحزن: أهالي ضحايا مجزرة سبايكر يطالبون بالعدالة وإحياء الذكرى

المصدر: IOM

"في كل مرة أسمع طرقاً على الباب، أتوقع رؤيته يعود إلينا"، تقول نضال البالغة من العمر 61 عاماً، والدة حسين البالغ من العمر 22 عاماً، أحد الطلاب المجندين حديثًا في الجيش العراقي، قُتل في قاعدة الشهيد ماجد الجوية أو معسكر سبايكر في تكريت، العراق، قبل عقد من الزمن.

لا تزال نضال وعدد لا يحصى من العائلات يشعرون بالحزن على فقدان ما يقرب من 2000 طالب غير مسلح، معظمهم من الشباب في العشرينات من العمر، الذين تم أسرهم وإعدامهم بوحشية على يد داعش صباح يوم 12 حزيران 2014. وتُعرف هذه المجزرة باسم مجزرة سبايكر، ويعتبرالعمل الإرهابي الأكثر دموية في البلاد، حيث تم إعدام ما يقرب من 1700 طالب غالبيتهم من الشيعة في يوم واحد، مع وجود العديد من المفقودين ومجهولين المصير.

وتعمل المنظمة الدولية للهجرة في العراق مع عوائل ضحايا المجزرة الى جانب منظمة الضحايا العراقيين في سبايكر 1700 للمطالبة بالعدالة والحصول على التعويضات والمزايا، اضافة الى جهود تخليد الذكرى وتكريما لها. ذكرى ما يقدر بنحو 2018 ضحية.

يقول جيورجي جيجاوري، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق."لقد ترك الغزو والاحتلال الوحشي لداعش صدمة لا يمكن تصورها في حياة العديد من العراقيين،" وشارك "بدعم من شركائنا في وزارة الخارجية الفيدرالية الألمانية، سنواصل دعم المجتمع في مطالبهم بالعدالة الانتقالية وجهود التعويض وإحياء الذكرى حتى يتمكنوا من اتخاذ خطوات نحو الشفاء والتعافي".

يقول الدكتور ماكسيميليان راش، القائم بأعمال سفارة ألمانيا في بغداد: "تلعب ثقافة الذكرى دورًا حاسمًا في الطريقة التي تتعامل بها ألمانيا مع التاريخ". وشارك "إن الأحداث الدرامية، مثل مذبحة سبايكر، تصيب المجتمع بأكمله بالصدمة. تمامًا مثل أي فرد يعاني من الصدمة، من المهم لكل بلد أن يشفي صدماته، وجهود الذكرى والدعوة حول مجزرة سبايكر هي محورية لشفاء العراق.

ولخلص تقرير قادم عن نتائج جلسات التشاور مع أفراد عائلات ضحايا المذبحة في بغداد وبابل والبصرة، إلى أن غالبية المشاركين لم يكونوا على علم بالأطرالقانونية ذات الصلة بالحقوق والامتيازات الخاصة بالمجزرة، مما يحد في النهاية من حصولهم على التعويضات وخدمات الدعم الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، تعاني العديد من العائلات المتضررة من حزن وأسى عميقين، خاصة في حالة الأشخاص المفقودين وأولئك الذين لا يستطيعون التعرف على رفات أحبائهم لدفنهم بشكل كريم، حيث لم يتم بعد استخراج الجثث من العديد من المقابر الجماعية. توصلت المشاورات مع العائلات إلى أنه على الرغم من حصول معظم العائلات على شكل من أشكال التعويض - على الرغم من الإجراءات البيروقراطية المطولة - إلا أن المطلب الأساسي يظل بذل جهود تخليد الذكرى وضمان عدم التكرار.

يؤكد عبد محمد، رئيس مجلس إدارة سبايكر 1700، أنه "يجب إعلان مجزرة سبايكر رسميًا على أنها إبادة جماعية". وأضاف: "نحن بحاجة إلى إنشاء موقع تذكاري ومقبرة رمزية للضحايا، حيث يمكن للناس الحداد على خسارتهم. وهذا ضروري لمنع مثل هذه الجرائم في المستقبل”. سبايكر 1700 هي منظمة مجتمعية تأسست عام 2016 بهدف أساسي هو توثيق أحداث المجزرة والدعوة إلى العدالة الانتقالية للضحايا وحقوق أسرهم.

حسين، الذي كان الولد الوحيد لوالديه، كان سيبلغ من العمر 32 عامًا هذا العام. تتابع نضال: "كان يشتري الحلويات لأطفال الحي وكان يرغب أن نشتري منزلاً بدلاً من الاستئجار".

"تمنيت أن أراه متزوجا، وأن أرى أولاده يلعبون أمامي". وبدلاً من ذلك، ستقوم نضال وعائلتها اليوم برحلة سنوية مؤلمة إلى القصر الرئاسي السابق في تكريت، موقع المجزرة، لتكريم حياة حسين وزملائه وموتهم المفاجئ.

 

ملاحظة للمحررين

يهدف عمل المنظمة الدولية للهجرة مع سبايكر 1700 وعوائل ضحايا المجزرة، بدعم من وزارة الخارجية الألمانية الاتحادية (GFFO)، إلى توحيد احتياجات المجتمع وتقديم توصيات إلى حكومة العراق لدعم العدالة الانتقالية في شكل فوائد التعويضات، وجهود إحياء الذكرى، والبحث عن الأشخاص المفقودين، وإعادة الرفات المستخرجة إلى الأسر لدفنها بشكل لائق.

 

حول المنظمة الدولية للهجرة في العراق: من خلال موظفيها ومكاتبها الرئيسية في بغداد وأربيل والبصرة والموصل، تعمل المنظمة الدولية للهجرة في العراق بالتعاون مع حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان ومنظمات المجتمع المدني والشركاء الدوليين لتقديم الدعم عبر محافظات البلاد الثماني عشرة، من خلال تشغيل شبكة متعددة القطاعات. تغطي الاستجابة إدارة المخيمات وتنسيقها، وإعادة تأهيل المأوى والبنية التحتية، والرعاية الصحية، وخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي، والمساعدة في سبل العيش، والحماية، ودعم تطوير سياسات الهجرة الوطنية والمزيد.

Opinions