على الأحزاب والقوى الوطنية العراقية أن ’تفعل ْ الشارع العراقي وتردد شعار : لا للبعث الفاشي
تحدث المخلصون الآف المرات عن خطر فاشي داهم في هذه الظروف الحرجة من تاريخ العراق الجديد حيث تتفاعل تحركات داخلية وإقليمية وعالمية لوأد التجربة الديمقراطية وحكم الأكثرية الشعبية من الأمة العراقية وعودة لحكم الفاشست البعثيين . هذه الأمة التي تمثلها كافة مكونات الشعب العراقي بدون استثناء إن كان قوميا أو دينيا أو طائفيا كوننا نتحدث عن امة واحدة متكاملة يشترك على أرضها الجميع من المكونات العراقية بدون تمييز .أما أن يترك الحبل على الغارب كما يقال ويتم التستر على القتلة والمجرمين وهم داخل السلطة يحوكون مؤامراتهم بالتعاون والتنسيق والتمويل من قوى إقليمية وعالمية معروفة فتلك مسالة أخرى تتعلق بمن يقود السلطة في الوقت الحالي ومدى قابليته على تقديم التضحية حتى لو بكرسي الحكم ويقف ندا للفاشست القتلة وخلفه جموع العراقيين بكل مكوناتهم يدافعون عن مكاسبهم وشرفهم ووطنهم وسط شوارع المدن العراقية بإرادة وعزيمة صلبتين.
فالحديث الإنشائي سهل جدا ويستطيع أي طالب ابتدائي كتابة نص ( ثوري ) لكن نحن نتحدث عن مدى وقوة الفعل ومدى التحضير لرد الفعل أي كانت قوته ومداه . فالعراقيين لا يستطيعون تحمل أي نكسة أخرى مثلما قاد رجال إدارة المخابرات المركزية الأمريكية CIA قطارهم الأمريكي بدعم وتوجيه بعثي – إقليمي – عالمي يوم 8 شباط الأسود العام 1963 لوأد ثورة 14 تموز المجيدة وإدخال العراق والمنطقة برمتها في نفق مظلم وحروب لا طائل منها بدءا من حرب الأيام الستة المخزية الفاشلة التي هرب فيها ( فرسان العروبة وأبطالها ) من أرض المعركة وحابوا فقط بالأناشيد الثورية ، لأنهم كانوا لا يستطيعون عرض عضلاتهم سوى على شعوبهم فقط ، ويضعون في واجهة نظرهم الشيوعيين فهم أعدائهم الرئيسيين . ثم جاء ( صدامهم ) الذي صنعه أسيادهم الأمريكان ليضعوه في واجهة الخط ويبدأ سلسله حروبه الداخلية والخارجية ويكبلوا المنطقة بقيود عسكرية واقتصادية لا لشئ سوى تنفيذ نرجسيتهم وأمراضهم النفسية الأخرى خوفا من بعبع موهوم وخيالي اسمه ( الكورد والشيعة ) . وألا لم سكت الجميع على جرائم الفاشست البعثيين طوال هذه السنين ؟ . فأي ضمير هذا الذي يسكت عما حصل في حلبجة والأنفال وجرائم الاهوار وما اقترف في الانتفاضة وما يجري حاليا من قتل وتدمير مشارك به من قبل معظم أبناء ( العروبة ) أجمع خاصة المنطقة الإقليمية استثني منهم فقط سلطنة عمان البطلة التي لا تقبل بالتدخل وإيذاء الغير ، ويعرف الجميع دور السلطان قابوس الرافض وقتها للعدوان البعثي على الجارة إيران .
فأي عروبة تلك التي تحتفل وتمجد بشنق مجرم مارس جرائمه ضد الإنسانية علنا مثل علي كيمياوي ومن قبله صدام
( العرب ) ؟ . وهل من احتفل ومجد علي كيمياوي وأطلق عليه ظلما وعدوانا لقب ( الشهادة ) يحمل ولو ذرة واحده من المشاعر الإنسانية لو انه يحمل في دواخله روح إنسان ؟ ، لكن وكما قال جل وعلا في محكم كتابه الكريم ( الأعراب اشد كفرا ونفاقا ) وصدق الكريم في قوله هذا ، وهذا القول الرباني وحده يكفي لمن لديه أي اعتراض .
وخروج العراق من القمقم العربي مسالة جدا مهمة وحاسمة بعد أن يطرد جميع العرب والأجانب المشبوهين أي كانت جنسياتهم من العراق ويتفرغ العراق مثل الكويت بعد تحريرها لاعاده تنظيم بلده على أسس وقوانين جديدة بعد أن يتم طرد وكشف ملفات كل البعثيين وأصحاب السوابق خاصة ممن هم داخل السلطة حاليا . وان تنفذ كل أحكام الإعدام بكل القتلة والمجرمين الإرهابيين والمخلين بأمن وراحة المواطن . ويتم فتح ملفات كل من شارك أو تستر على الإرهاب والإرهابيين أي كانت مكانته وموقعه الرسمي أو الحزبي .
وما يريده كل مخلص ووطني عراقي هو تحسس الخطر الداهم والتهيؤ لمقاومته بكل قوه وإراده نابعة من الشعب العراقي نفسه وبردة فعل قوية ، وليست وفق شعارات سياسية رنانه أو تصريحات عنجهية لا فائدة ترجى منها . فتثوير الشارع العراقي وتطوير قابلياته السياسية والشعبية لا تتأتى من خلال التصريحات والشعارات الفارغة بل يجب أن تقوم بها الأحزاب والقوى الوطنية السياسية العراقية ومنظمات المجتمع المدني لدرء الخطر الداهم للوطن العراقي وخاصة الأحزاب والقوى الوطنية اليسارية العراقية ويقف في مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي الذي كان أول المذبوحين من أبناء الشعب العراقي صبيحة يوم 8 شباك الأسود .
وأول الخطوات التي يجب أن تقوم بها هذه الأحزاب والقوى الوطنية العراقية هو الدعم الفاعل والكامل لكل خطوات
( هيئة المساءلة والعدالة ) التي تمثل نبض الشارع العراقي والمدافع الحقيقي عن شهداء الغازات الكيمياوية السامة والقبور الجماعية التي حفرها البعث للوطنيين العراقيين من كافة فئاته وطوائفه فالعدو دائما لا يميز أحدا عن احد وفق قوميتة ودينه وطائفته وانتمائه السياسي ، ولدي ولدى الكثيرين من الشيوعيين في البصرة وثيقتين صادرتين عن مديرية امن البصرة العام 1982 موزعة على جميع المحافظات ومراكز الحدود العراقية تطلب في إحداها إلقاء القبض على مجموعة كبيرة من الشيوعيين تصل لأكثر من مائتي شخص يمثلون كافة الطيف العراقي والكاتب احدهم بين رجل وامرأة ، والوثيقة الثانية لمصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة ولم يخلو منها أي مكون عراقي ، فهناك عرب وكورد وتركمان نعرفهم من سكنة البصرة منذ القدم ، وكل التشكيلات الدينية والطائفية دون أن يستثني النظام الفاشي أحدا في قمعه وطغيانه . وشاهدنا بكل وضوح اختلاط الدم العراقي عند أي تفجير لمقاومة ضاري الدناءة وحلفاءه البعثيين لان التفجير الإرهابي الأعمى الحاقد لا يميز بين عراقي وعراقي آخر. إذن فالخطر لا يكون موجها ضد قومية دون أخرى أو طائفة دون أخرى ، وان يحصن الكوردي في كوردستان العراق من الخطر ليس معناه نجاة الكوردي البصراوي أو العمارتلي أو أي كوردي يسكن أي مدينة عراقية أخرى غير كوردستان العراق من خطر الفاشست القتلة ؟ . فالجميع مستهدف إن كان زيد أو عمرو والكل مطلوب رأسه دون تمييز ، فالخطر الداهم يجب أن نتحزم جميعا له بحزام أسد حتى ولو كان واوي مثل البعثي كما يقول المثل .
وتحريك الشارع العراقي وزجه في العملية السياسية وتنظيمه للخروج والاحتجاج وتهيئته للتصدي لأي ردة محتملة وتدريبه على رفع مطالبه السياسية والمعاشية وأولها التصدي لعودة البعث للسلطة مطلب جماهيري رئيسي ملح في الوقت الراهن ، كون من يربي كلبا لا يطلق عليه الرصاص إلا إذا عض الكلب صاحبه كما حصل مع صدام عندما أنشب أنيابه بغباء في جسد محمية أمريكية بتشجيع من الأمريكان أنفسهم مما دعاهم من بعد ذلك لإطلاق الرصاص على كلبهم المسعور عندما حانت الفرصة لذلك ، وقد أكد هذه الحقيقة جورج بوش الأب في مقابلة معه عند سؤاله عن الإبقاء على نظام صدام بعد حرب تحرير الكويت إذ قال ( الكلب كلبنا ونحن اعرف به من غيرنا ).
آخر المطاف : يجب أن نتذكر دائما ونردد مع الجواهري الكبير :
فضيق الحبل وأشدد من خناقهم....فربما كان في إرخائه ضرر
تصور الأمر معكوسا وخذ مثلا.....ماذا يجرونه لو أنهم نصروا
والله لأقـتيد زيد باسم زائــدة....ولأصطلى عامر والمبتغى عمر
* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
www.alsaymar.org
fakhirwidad@gmail.com