Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

على الخط مع تيريزا إيشو وسولاقا بولص سامي المالح وكرسي الاعتراف

تحرص الكثير من الفضائيات على تقديم برنامج شبيه بالبرنامج الذي تقدمه قناة الجزيرة وتحت عنوان ( شاهد على العصر ), تستضيف فيه شخصية حياتية , بجوانبها المختلفة , وتستعرض فيه مسيرة حياتها في محاولة لعكس الواقع المعاش خلال تلك الفترة من خلال تلك الشخصية , وهكذا تكاد تكون فكرة البرنامج واحدة , وإن اختلفت مسمياته باختلاف من يُعدٍه ويُقدمه , اشخاصا أومؤسسات . لكن هذه البرامج تبقى جزءا من التاريخ وقصصا تصلح ان يتداولها الناس في مجالسهم ومسامراتهم . ان تأجيل الكلام عن احداث الامس الى المستقبل يترك المرء بالتأكيد يفقد جزءا من القدرة على التغيير لتصحيح او معايرة مايحتاج الى تصحيح او معايرة في اللحظة المناسبة وقبل فوات الاوان , حتى ان احد الفلاسفة يذهب الى قلب الحكمة المعروفة فيوصي ( لاتفعل الشئ ابدا , خير من ان تفعله اخيرا ), فالطرق على الحديد وقد خسر حرارته عملية مُجهدة وتكاد تكون عبثية اذا كان الهدف إحداث تغيير فيه وليس فقط سماع دقات رنينه .



طرحت السيدة الفاضلة والكاتبة الغيورة على مصلحة شعبها ( تيريزا ايشو ) , قبل فترة قصيرة , موضوعا في غاية الاهمية , يهدف الى تبصير ابناء شعبنا بمجريات الامور اثناء مؤتمر عنكاوة وبعده بفترة حتى انبثاق المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري بصيغته الحالية , وقد كانت السيدة ايشو موفقة تماما في اختيار الاداة الصائبة لمشكل البحث المطروح , من خلال محاولة فتح ( الصندوق الاسود ) التي قرر الاستاذ الفاضل سامي المالح ان يقفل عليه بإحكام منذ اكثر من سنة. من الاجحاف ان ينكر المتابع ان الاستاذ سامي المالح ومعه رفاقه في العمل ( شيرزاد شير وحازم كتو واخرون ) لهم جميعا الفضل الكبير في انضاج وتحقيق فكرة مؤتمر عنكاوة , اضف الى ذلك ان السيد سامي المالح , والشهادة حق , يتمتع بطاقات كامنة قيمة في العمل السياسي والجماهيري والاجتماعي , وظهر بعض هذه الطاقات جليا قبل المؤتمر واثنائه , وكانت , هذه الطاقات الظاهرة , مبعث فخر للمعجبين والمؤيدين , جملة وتفصيلا , ومحط تقدير واحترام المتحفظين والرافضين, فاذا كانت الغاية فقط هي استغلال تلك الطاقات لتحقيق عبور مرحلة التأسيس ثم حرق الشخصية ورميها فإن ذلك يمثل تأسيسا بإسس غير سليمة ليناء تُعقد عليه الامال.



اصرار السيد سامي المالح في الابقاء على ترك الصندوق مقفلا كان عاملا في نفاذ صبر الاستاذ سولاقا بولص , الشخصية العنكاوية الكلدانية السريانية الاشورية , المعروفة بالجرأة في الطرح والاقتراب من المواضيع المهمة والبالغة الحساسية , حاله حال الفراشة التي ترى في الاقتراب من النار , لذة وسعادة وراحة للضمير. ان الكاتب في عالمنا الشرقي كان ولازال يعتقد على الدوام ان الخطر الاكبر لايكمن في نظرة العنوان السياسي او القيادي اليه او الى مايكتبه وينشره , بل ان الخطر الماحق يمكن ان يتمثل في اصطدامه ببعض الحاشية والابواق او في نظرتهم اليه, حيث يعتقد هؤلاء ان نوايا الكاتب هي بمثابة ( طين اصطناعي ) لهم كامل الحق في ان يصنعوا منه الشكل الذي يرغبون في تقديمه للعنوان. وهكذا عرًج الاستاذ سولاقا بولص , في سياق رده على الاستاذة تيريزا ايشو , الى مسألتين في غاية الاهمية , الاولى تكمن في الصراع من اجل الاحتواء من قبل الاطراف التي ساهمت في تحقيق مؤتمر عنكاوة , كل من جانبه لاحتواء المقابل , حيث نفهم من السيد سولاقا ان تعامل السيد سامي المالح مع مطالب اهل ( بغديدا ) كان ليمثل ربما القشة التي قصمت ظهر البعير فتعلن تباشير توازي في الخطوط , والنقطة الثانية تتمثل في تعليق الامور على شماعة الخلافات الشخصية البحتة وهي مسألة في غاية الخطورة , عانى ويعاني منها شعبنا , حيث لايمكن ان نجد اي خيط من العلاقة يربط بين استعداد الانسان ان يبذل الغالي والنفيس من اجل قضية شعبه ومصيره وبين ان يترك كل ذلك , استمرارا او انسحابا في العمل , عُرضة او معتمدا على الاهواء والمكاسب والخلافات الشخصية .



اننا عندما نطالب بفتح حيثيات مؤتمرعنكاوة ومابعده , وكذلك حيثيات فعاليات كل الاطراف الاخرى من قوى شعبنا , انما نفعل ذلك ليس بدافع الرغبة في نشر الغسيل او حب الاطلاع على المخفي من الممارسات , بل من منطلق الرغبة في بناء قاعدة جماهيرية تكون كتلة ضاغطة باتجاه مراجعة نقدية للذات تساهم ربما في اكتشاف القواسم المشتركة , التي يُجهد المعتدلون الذين يحملون العصا من نقطة المنتصف , في الاشارة اليها او اكتشاف المزيد منها. ناهيكم عن ان الكثيرين ربما يصلون الى قرارات مظلمة ومجحفة , سلبا او ايجابا , بحق هذه الفعالية او تلك في غياب الصورة الكاملة. ان امام شعبنا خيارات وقرارات مصيرية وصعبة ومن واجب كل صاحب دور ومعلومة مفيدة , ايا كانت فكرتها واتجاهها , ان ينوٍر بها شعبنا ليكون قادراعلى اتخاذ القرار الصائب .



ربما يكون السيد سامي المالح , كشخصية مستقلة , اكثر الشخصيات من شعبنا التي حققت اتصالا مكثفا مع مختلف قطاعاته وشرائحه وخلفياته , في الداخل اولا ثم في المغتربات , لذلك فهو يمتلك صورة نموذجية , يمكن ان تعكس بنظرة حيادية , أراء وافكار ومطالب وطموحات هذا الشعب , فهو ( هارد ديسك ) الذي يملك بيانات عن موقف شعبنا تجاه القضايا الحساسة المطروحة وألغاز اللعبة السياسية داخل قوى شعبنا , وليس من العدل ان يكون لهذا ( الهارد ديسك ) كلمة سر مجهولة تقف عائقا امام الحصول على اية معلومة , فتترك شعبنا يلجأ الى استخدام ضربة الحظ في محركات البحث الاخرى. نؤكد هنا مرة اخرى ان الخلافات الشخصية لاتعنينا , فمن المؤكد ان لها غرفها الضيقة التي ستعالج فيها , بالرغم من ان تعريتها باطارها العام ضرورة , كون كل شعبنا وحاضره ومستقبله يدفع ثمنها, بل المهم هنا هي نقاط التباين في النظرة الى قضايا شعبنا. ربما يقول البعض اننا ندفع بالاستاذ سامي المالح الى الزاوية الحرجة بمطالبته بفتح صندوقه , وهذا قول غير منصف , لانه كما نشير جميعا بالدور الذي لعبه السيد المالح في مؤتمر عنكاوة ونعتبر ذلك انجازا له, هكذا يجب في الكفة الاخرى من المعادلة ان يتحمل مسؤولية هذا الانجاز بكافة اشكالها وافرازاتها وتبعاتها , ثم ان السيد المالح سياسي مُتمرس يعرف جيدا ان يترفع في مكاشفته عن كل انواع الخدش الشخصي. كما قد يعتقد اخرون ان مطالبة السيد سامي المالح بالكلام يندرج في باب العداء للمجلس الشعبي وهذا ايضا محظ افتراء , لان العديد من ابناء شعبنا ربما انتابتهم الشكوك , ولازالت , من المجلس الشعبي بسبب الانسحاب الغامض و المفاجئ والمبكر للسيد سامي المالح ورفاقه الاخرون منه , وقد يكون الحديث الصريح والبناء حول تلك الملابسات مناسبة وعاملا في تصحيح المعلومة واعادة تقييم الموقف, فقد يرى الكثيرون في المسوغات التي سيقدمها الاستاذ سامي المالح حججا لاتبرر قراره في الانسحاب وتوجيه طعنة للمجلس من خلال تشويه ولادته.



تُرى هل سينْفذ صبر الاستاذ سولاقا بولص مرة اخرى , وهو يعاين استمرار السيد سامي المالح على صمته , فيُخبرنا عن جوهرمطالب اهل بغديدا والمدن الاخرى ؟ اما ان الاستاذ سامي المالح قد قرر ان يكون شاهدا للحاضر فتصبح شهادته دعامة لتأسيس حاضر ومستقبل جديد , عوضا عن ان تكون شهادته في المستقبل , فقط شهادة للماضي تتصفحها الاجيال ضمن فصول كتاب ( حكايات جدًي ).

Opinions