على قاعة مقر الأمم المتحدة في جنيف
شاركت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الإنسان وزيرة الهجرة و المهجرين الأسبق عضو شبكة النساء العراقيات أعمال المؤتمر الذي جاء بعنوان " الحوار حول دور الأمم المتحدة في العمل على منع والتصدي للعنف والجرائم الفظيعة ضد الأقليات " والذي حاضر فيه عدد من خبراء الامم المتحدة في شؤون الاقليات بينهم السيد مارك لاتيمور رئيس منظمة مجموعة الأقليات حيث لفت الأنظار بشان الاستهدافات و الانتهاكات والعنف المتصاعد في افريقا .
كذلك حاضر السيد فرنسيسكو موتا ممثل المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف و رئيس مكتب حقوق الإنسان في بعثة اليونامي في العراق حيث اظهر حراجة وضع الأقليات في العراق حاليا و تطرق بصورة خاصة إلى وضع الايزيديين الذين يتعرضون إلى عنف متواصل .كما تطرق إلى الجهود المبذولة من قبل اليونامي في العراق والدعم وان كان قليلا لتطوير عمل المنظمات العراقية المعنية بالأقليات و جاء في سياق كلامه إشادة واضحة بدور منظمة حمورابي لحقوق الإنسان في التعاون المتواصل و كذلك أشار إلى تحالف الأقليات الذي ساهم بجدية في تحقيق مشروع مقترحات حلول تقدمه الأمم المتحدة إلى الحكومة العراقية الجديدة بخصوص العنف الواقع على الأقليات لحث هذه الحكومة على الشروع في إيجاد حلولا جدية ومقبولة باعتبار ابناء الاقليات هم مواطنين . كما اشار الى الدعم الذي قدمته منظمات المجتمع المدني العراقية لمكاتب الامم المتحدة من المعلومات والتقارير المستمدة من الواقع .
و كذلك تحدثت السيدة باسكال وردا في المؤتمر ضمن مداخلة تناولت وضع المسيحيين والآيزيديين وباقي الأقليات متساءلة عن الاسباب الاساسية في ضعف موقف الأمم المتحدة في أدائها وخاصة الأداء البطئ في المبادرات الخاصة بالتصدي لأوضاع العنف التي تتطلب إجراءات سريعة لمواجهة الإرهابيين في العراق .
و أضافت السيدة إن منع وقوع الاوضاع الحالية في العراق كان ممكنا اذا كانت الامم المتحدة تمثل تلك المنظمة التي يحلم بها العالم وخاصة الشعوب المستضعفة كالأقليات الأثنية والدينية واللغوية الخ. وشخصت السيدة وردا حقيقة إن المنظمات غير الحكومية قد اوصلت تقارير عن احتمالات وقوع الإبادة الجماعية لان الإرهابيين كانوا يتسللون من سوريا و تركيا إلى العراق ويتدربون فيه . وان هذه المعلومات وصلت بالكامل إلى جميع السلطات العراقية في بغداد واربيل و كذلك إلى الأمم المتحدة (مؤشرة نحو السيد فرانسيسكو الذي أيد ما قالته السيدة باسكال) كما وصلت هذه المعلومات إلى السفارة الأمريكية في بغداد و لكن ما من احد أراد التحرك بإجراء وقائي لمنع الكارثة، بل الجميع انتظر إلى أن وقعت المأساة المتمثلة بالمذابح ضد أبرياء لا علاقة لهم بما يحدث من صراع على السلطة والأموال.
و تساءلت السيدة وردا متى سوف تمارس الامم المتحدة سلطتها المفروضة من قبل الشرعة الدولية، وما هو دورها الآخر؟ هل تفكر المنظمة الدولية بآليات التعامل ومحاسبة المسؤولين من أعضائها انطلاقا من قوة فرض نصوصها التي تربط بينها وبين الدول التي تبنت تلك النصوص. كما حثت السيدة باسكال وردا إن لا يبقى عمل التصدي هذا على مستوى الاعلان والمكتوب بل أن تكون هناك محاسبة للسلطات المسؤولة أو المشاركة في وقوع العنف بالشكل الذي يفرضه القانون الدولي .
هذا و ضمت قاعة المؤتمر المئات من ممثلي المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان من الوطنية لمختلف البلدان والإقليمية كالمجلس الأوربي والدولية بمختلف مسمياتها . كما حضر المؤتمر ممثلين عن عدد من الحكومات ايضا . كان المؤتمر برعاية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهو مقدمة عملية لافتتاح المؤتمر الأوسع الذي بدا أعماله يوم الاثنين 25/11/ في القاعة الرسمية لمقر الأمم المتحدة في جنيف