علياء الانصاري
فلتحزم الامم المتحدة حقائبها وترحل!فلتغلق كل المنظمات النسوية أبوابها وتعود بأحلامها أدراج الرياح!
لأننا قررنا في عراقنا الجديد الديمقراطي الحرّ، بعدما ضحينا بالكثير وناضلنا.. تحدينا الصعاب وانتخبنا من نريد! أو (اعتقدنا أننا انتخبنا من نريد)، وسعينا جاهدين لتكون للمرأة حظوة في صناديق الاقتراع، وحظوة في المقاعد النيابية، وما زال البعض يجمع التواقيع ويعد الحملات لاجل أن تكون لها حظوة في مواقع التنفيذ، قررنا أن نصفق لحكومة ذكورية!
عفوا قررت النائبات العراقيات أن يصفقن لحكومة ذكورية.
فلماذا انتخبناكن؟!
لماذا تحدينا الصعاب لتجلسن في مقاعدكن بنسبة الخمسة والعشرين!
كيف ارتضيتن لأنفسكن أن تفرطن بأصوات النساء لأجل مصالح أحزابكن وسلطة ذكورية تحاول أن تكرس معرفتها في مفاصل الحياة كلها.
عن أي ديمقراطية سوف نتحدث؟! وأي حقوق سوف ندافع عنها؟
عن حق المرأة في ماذا؟! وقد تنازلت نائباتنا عن حقهن وحقنا في حكومتنا الجديدة؟!
هل هي نكسة؟! هل هي أزمة؟ هل هو خوف؟ هل هي استكانة وخيبة أمل يعشنها النائبات؟!
يقولون ان السبب في الرجال، رؤساء الكتل الذين لم يرشحوا نساء؟! فأين هي كتلة رئيس الوزراء؟ ألم يجد رئيس وزرائنا أمرأة كفوءة في قائمته لتولي منصب وزاري؟!
تغمرني الشفقة؟ ولكن لا أدري على من؟!
على نفسي وغيري من الناشطات النسويات بأحلامنا الضائعة في دهاليز السياسية الذكورية؟!
على النائبات، وهن عاجزات عن اتخاذ قرار ولو بسيط بالخروج من قاعة البرلمان ورفض التصويت على الحكومة، ربما أستثني الشجاعة (آلاء الطالباني)، وأن كنت أتمنى أن يكون موقفها الشجاع أكبر من القول والكلمات!
أم أشفق على الرجال في حكومتنا الجديدة، لله درهم، كم سيعانون؟!
لله درك يا عراق؟!
لله درنا، ربما نفكر أن نهاجر الى ...
أين؟ ستغلق كل المطارات بوجهنا، وسيُعلق على وجودنا، لاننا نساء، ولن نجد من يطالب بحقنا، ألا بمرسوم ذكوري سيتفضل به علينا أصحاب المعالي، وبتصفيق من أخواتنا في البرلمان!