Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

علينا بالتريّث والتمعن , بالعقلانية يتحقق الرفاه يا كلدواشوريون سريان

قديما كنّا نسمع من أهالينا , سواء الوجهاء منهم او من عامة الناس , أن بالتأنّي السلامة وفي العجلة الندامة, وغالبا ما كان أحدهم يكرر المقوله المعروفة بلغتنا السريانية( إن لا غزيلوخ ناشا د مشيرت بكاوح, مَشر بخا كيبا)أي إن لم تجد من تستشير به فأستشر بصخره,ومفاد هذا المثل هو أن في المشوره وتبادل الرأي ما يضمن لك النجاح و يخفف من حدة تأثير الإخفاق لو وقع.

لكن حين يتسرّع السياسي القوي والمقتدر في إتخاذ قرار ما او في طرح فكرة ما و أحيانا تكون على عجاله, فهو يفعل ذلك مثل العسكري الذي يعلن عن شن هجوم مباغت على عدوه بعد أن يكون قد إستمكنه إستخباراتيا في كشف مواطن الضعف فيه و عن مكامن هشاشة أسواره وخطوطه التي يمكن إختراقها بسهولة وبأقل خسائر, بعكس الذي يفعلها مُتكلاّ بعيد إلقاء نظرة خاطفة الى السماء وكفى .
يا ترى, لو إستخدمنا هذه البديهية البسيطة كمعيار لتقييم ما يجري في ساحتنا السياسية الكلدواشورية السريانيه ومساحتها الإعلامية, لوجدنا بأن من ضمن ما قد تمّ نشره للبعض من الساسة والكتاب (أوكد على كلمة البعض) لانني لا أخفي إعجابي و تقديري بتلك الأقلام التي تنظر بعيدا في الأمر وتفكر مليّة قبل أن تكتب او تقول ما عندها, بعكس القلّله القليلة الأخرى التي تندفع في قذف ما لديها من قرارات إرتجاليه وكأنها هي التي قد إستحوذت على ثلثي مفاتيح اللعبة و أن لديها في أرشيفها ما يفوق ثلاثة أرباع مجمل ما تخفيه وما تضمره مخططات الأحزاب والكتل الطارحة لمشاريعها.
نقبل بضمّ سهل نينوى الى أقليم كردستان أم لا, هو السؤال الذي طرحته القيادة الكرديه رسميا عن طريق السيد سركيس أغا جان في معرض تعليقه على المسوّده الدستوريه التي أًصدرها البرلمان الكردي , والسيد سركيس كما معروف عنه بأنه عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني, أي أن المشروع هو كردي بالأساس, ويبقى موضوع شكرالإخوة الأكراد على مبادرتهم يتبع مدى المصداقيه التي يتمتع بها الأمر , ولابدّ أن يكون حصاد هذه الفعاليه , ليس من باب التشكيك ,هو أبعد مما نتصوره , لسبب جدا بسيط هو بأن طرح المشروع هو ليست لا كلدو ولا أشوري ولا سرياني, لكن حين نقر بأن الأسبقية للمرور تكون لمن هو في الساحة بالفعل,فيكون للساسة الأكراد الحق في إستباق الجميع كي يتحقق لهم ما يدور في مخيلتهم, مقابل تهافت الراكضين نحو تلذذ كعكة المشروع غير أبهين مدى تفاهة تناقضات إدعاءاتهم القومية و طريقة ردود افعالهم , , ثمّ كان تعليق السيد أغا جان وتأكيده على مسألة الحكم الذاتي في سهل نينوى ولا نعلم كيف إمتلك السيد أغا جان هذا التخويل السياسي والتاريخي كي يطلق العنان بإتجاهه و كأنها منطقة تابعة للإداره التي يعمل فيها,وللإجابة على هذا السؤال ليست سوى في قول المثل المأثور بأن ( سيطا بيذد سوتو) اي ان طول الشبر هو بيد العجوزبعد ان أخفق أهل الدار من لملمة شتاتهم, والأمثال تضرب ولا تقاس , حيث أن المقصود بالعجوز هنا هو السيدة المتنفذه, ثمّ تبع تعليق وكلام السيد أغا جان تصريحات صحفيه لأعضاء في برلمان كردستان مثل السيد روميو هكاري مشيدا بالدستور ومؤيدا لفكرة ضم سهل نينوى الى اقليم كردستان ثم على نفس الوتيره كان تصريح السيد جمال شمعون ولو بنبرة أقل إصرارا من زميله, ثم كان تعليق السيدة كلاويش التي أشارت بإقتضاب الى نقطة او نقطتين تاركة تفاصيل الرأي لقيادتها ومرجعيتها السياسية الممثله بالحركة الديمقراطية الاشوريه.
إن السرعة التي شهدنا فيها ردود أفعال هؤلاء الإخوة (الساسة الكبار) ومعهم بعض الكتاب من الذين لا أرى أية فائدة في تحميلهم أكثر مما يستحقونه سوى تكرار العتاب لهم , ردود في شدة سرعتها وإنفعاليتها لا تشير بأي شكل إلى أنهم قد تدارسوا الموضوع من كافة جوانبه كما يستوجب كي يخرجوا بكلام مسنود ومقبول, وإنهم لم يتعبوا أنفسهم حتى في إعتماد إستفتاءات إنترنيتية على الأقل , وأقول الأنترنيت بإعتباره الصخرة التي يمكن إستشارتها ان لم يكن لدينا عقلاء ينظروا في الأمر.

كي أكون أكثر صراحة, فإن مشروع اقليم (كردستان) وصحة تحقيقه لحد هذه اللحظة هو شأن نتمنى للإخوة الأكراد ان يكون ذلك منجزا شعبيا وديمقراطيا نابعا من إرادة الجماهير التي تسكن فوق تلك ألارض و في إقراره وطنيا في برلمان العراق أولا , لكن مع الأسف , الكل يعرف وفي المقدمة منهم قرّاء التاريخ وممارسي السياسة في يومنا هذا , بأن البلاد التي يدخلها الأجنبي محتلا إياها بحجة التحرير, تكون جعبته في بداية المشوار مملوءة من المزركشات الجميله والحلوى والدمى وأفرشة شهور العسل المنمّقه التي سرعان ما تظهر على حقيقتها حين الإقتراب منها او محاولة لمسهاووذلك ليس تنجيما مني , فهو أمر واقع ونلمسه في كل لحظة , لأن المتابع لتصريحات الرئاسة الأمريكيه منذ دخولهم العراق ولحد الأمس لايمكنه إلا أن يستعوذ بالله من الشيطان وشروره المبيته للوطن وشعبه , مئات الألوف من العراقين ماتوا ولا نعلم ماهو المخفي لاحقا.
نعم, لابأس أن يكون خيارنا في تجاوز محنة التدهور الأمني الذي يسود البلاد هو ان يعود أهلنا الى قراهم وممتلكاتهم التاريخية , ولا اقول أن يلجأوا إليها , وأن ينعموا بخيرات أرضهم التي أجبروا يوما على مغادرتها ,لكن لا يحق لنا أن نستخدم هذا الوضع العصيب كي نلقي بكل البيض في سلّة لا نعلم من سيكون حاملها او حاميها, نعم لقد إرتبط مصيرنا نحن الكلدواشوريون السريان طويلا بمصير الأكراد , وقد شاركناهم السراء والضراء, وقد عانينا منهم او بسببهم الكثير من المتاعب والمصائب عبر التاريخ, ولنقل بأن ذلك يحصل في أي مجتمع, ولكن حين نتطلع بجديّه الى إعادة الأمور الى مسارها الإنساني المتوازن , لابد من تبادل الحوارات و لا بد من تقديم الإعتذارات ورد الإعتبارات حيثما يتطلب الأمر , حينها سيكون الكلام حول إمكانية ربط مصائرنا المستقبليه سياسيا و جغرافيا وإجتماعيا مع بعضنا البعض في جغرافية واحدة من عدمها هو الثمر الطبيعي الذي سيتمخض عن جديّة الحوارات العميقة التي يجب إجراءها ما بين فصائل أحزاب الطرفين من دون أي حساسيّة, وهكذا بين رجال الدين المسلمين والمسيحيين في المنطقة من كلا الطرفين , دون ان يكون الخلط ما بين إعتماد السياسيين في حواراتهم وقراراتهم مع جهات دينيه حصرا وبين التعمّد في تجاهل التمثيل السياسي الحقيقي للمكوّن الكلدواشوري السرياني.
كان المفترض, من باب تثبيت الموقف الوطني السليم و من أجل تضميد الجراح العميقة التي تركها لنا التاريخ القريب والبعيد في واقع شعبنا (الكلدواشوريالسرياني), أن يكون للإخوة من الساسة الأكراد الدور المشهود في هذا الإتجاه, لكن مع الأسف ما حصل كان العكس في معظم حلقات التغيير التي شهدناها قبل اكثر من اربع او خمس سنوات مضت, وهي في مجملها تبقى وخزات مؤلمة في ذاكرتنا مقارنة بالعطاءات التي قدمها شعبنا أثناء الحركة الكردية على مدى عقودها الأربعة الماضيه.

. و أرجو ان لا تؤاخذوني على هذه الطريفه في قولي : ربما سرعان ما سيكون الكلام عن الاقاليم الفيدرالية بنظر الأمريكان هو بالضبط مثل الذي كان يتكلم عن إقامة إمارة إسلامية على غرار تلك التي أرادها الزرقاوي,,,
إذن لماذا هذا التسارع يا أبناء شعبنا الكلدواشوري,,,, ونفس السؤال موجه أيضا للإخوة الأكراد أو لمن ينوب عنهم؟؟ لندرس الأمر برويّة و مشوره جماعية ,إنه أمر مصيري وتاريخ وطني مستقبلي لشعبنا.




Opinions