عمود كهرباء وساحبة زراعية يتحولان إلى "صرحين مقدسين" في المثنى
ساحبة زراعية وعمود كهرباء، قطعتان لا حياة فيهما ولا تحتهما، إلان أن أهالي قضائي الرميثة والوركاء في محافظة المثنى، حولوا هاتين القطعتين الجامدتين إلى "صرحين مقدسين"، يقصدونهما لتحقيق أمانيهم.
جرار "عنتر" يشفي المرضى
الساحبة الزراعبة من نوع "عنتر" تعود لرجل في قضاء الوركاء، تركها في الشارع منذ العام 2005، وتحولت إلى مزار، بعد أن علقت إحدى النساء "بيرقاً" عليها، وهنا يقول أحد المواطنين في حديثه لـ"السومرية نيوز" إن "هذه الساحبة مبخوتة، والكثير من أهالي القضاء أو من خارجه يقصدونها لتحقيق أمنياتهم"، مبينا انها "تشفي المرضى، وتأتي بالرزق".
إلا ان هذه الحالة، كما يراها مختصون، عبارة عن موروث إجتماعي خاطئ، إذ يقول الباحث الإجتماعي رسول أبو حسنة في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "الكثير من المعتقدات الخاطئة التي لا تزال موجودة هي موروثات اجتماعية منذ مئات السنين، ورثها المجتمع العراقي وكل المجتمعات الاخرى بما فيها المجتمعات الغربية ايضا".
العقيمات يقصدن عمود الكهرباء
الأمر لم يقف هنا، بل هناك عمود كهرباء في قضاء الرميثة، تحول بدوره إلى "مكان مقدس"، لطلب النذور من قبل الأهالي، والذي يقع بالقرب من مغسل للموتى، ويقول أحد مواطني القضاء إن "هذا المغسل يعود إلى السيد، وهو مبارك، ويقصده المرضى والنساء اللواتي لا يحبلن ".
وأضاف أن "النساء والرجال يأتون ويربطون البيرق على العمود، بعد أن أخذوا مرادهم من العمود"، مشيرا إلى أن "هذا العمود مبخوت ومعروف في الرميثة حاليا".
من جانب آخر، تعد هذه الظاهرة بعيدة كل البعد عن الدين، بحسب رأي أصحاب الشأن، ويرون ان انتشارها "سببه تفشي الجهل وما تعرض له المجتمع من متغيرات وصدمات خلال السنوات الماضية".
ويقول إمام جامع السماوة كاظم العوادي إن "هذه العادات لا تنتشر الا في مجتمع جاهل، ولهذا فان الانسان عليه ان لا يتلبس بأمور ليس فيها من الدين شيء".
وأوضح أن "بعض الناس يشجع مثل هذه الأمور لأنها اصبحت دكاناً لجلب الرزق حتى وان كان رزقاً حراماً ومالاً سحتاً، وأصبح المقدس لديهم مجرد سلعة تعود عليه بمردود مادي".