Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عودة البعث مرة أخرى!

ما الذي يغري من كان مرتبطا بحزب البعث المنحل، على اعادة نشاطه السياسي في إطار الحزب ذاته، بعد تلك العقود الثلاثة من الحكم المستبد والجائر، الذي ذاق العراقيون في ظله الأمرّين من سياسات هوجاء، لا مجال هنا للخوض فيها؟ وهل من فرصة حقيقية امام حزب البعث المنحل، للعودة الى التسلط على العراق بطريقة او باخرى؟ حديثي هنا عن المرتبط بحزب البعث عن اقتناع والمنتمي اليه طوعا، وليس من ارتبط به مكرها للاسباب المعروفة، والذي فتحت له صفحة من التفهم والمسامحة.

ان عودة الحزب المنحل بالطرق الديمقراطية مستحيلة لسبب بسيط وواضح، هو انه عد منحلا، وقد حضر الدستور نشاطه، فيما قيّد قانون المساءلة والعدالة نشاط من كان مرتبطا به. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فان الحزب المنحل لم يكن يؤمن يوما بالتداول السلمي للسلطة، كما ان الديمقراطية ابعد ما تكون عن فكره وسياسته وممارسته. فهو حزب يعتمد نهج زعزعة الأوضاع، ثم الانقلاب من اجل استلام السلطة. وهذا هو مبرر الحكومة ودافعها للقيام بحملة الاعتقالات الأخيرة.

معروف ان الانقلاب تخطط له وتنفذه العناصر العسكرية بشكل خاص. وفي هذه الحالة فان الحكومة تتحمل وحدها مسؤولية إغراق الأجهزة العسكرية والأمنية بمن كانوا مرتبطين بحزب البعث، وهي التي تدرك خطورة وحساسية المواقع التي كلفوا باشغالها، حيث صاروا آمنين حال دخولهم "بيت ابي سفيان". في وقت أبعدت فيه الشخصيات التي كافحت ضد الاستبداد والدكتاتورية، ولم تهتم باشراك القوى والشخصيات الديمقراطية في بناء العراق الجديد.

ان حزب البعث لم يغادر ذاكرة المواطن لسبب بسيط جدا، هو ان كثيرا ممن كانوا يطاردون الناس، بهدف تجنيدهم لحزب البعث وزجهم في حروبه العدوانية، وجدوا لانفسهم "مواقع دافئة" لدى الأحزاب المتنفذة، سرعان ما تسربوا منها الى هياكل النظام الجديد. وبعد ان اخترقوا هذه الهياكل وتكيفوا معها ووضعوا انفسهم في خدمتها، بدأوا يمارسون وظائفهم القديمة بالحماس ذاته، انما بحلة جديدة اعتقدوا انها ستغطي سوءاتهم السابقة!

لست قلقا من عودة حزب البعث المنحل الى سدة الحكم مرة أخرى، فالارتداد احتمال يضعف، والتاريخ لا يرجع الى الوراء. لكني اقلق حين ارى المواطن البسيط يقارن الوضع الحالي مع الأوضاع السابقة! حين الاحظ انه كمن يفقد الإحساس بمعنى التغيير. والتغيير بالنسبة اليه ليس مجرد تغيير الأسماء والوجوه، وانما هو اساسا مدى تمتعه بحقوقه السياسية والمدنية والاجتماعية. وطبيعي ان من يتحسس التغيير هو من يحصل على الخدمات وعلى فرصة عمل، ويتمتع بالعيش الآمن والكريم.

لا فرق بالنسبة الى المواطن ان تتغير الشعارات، ونغم الخطاب، وصورة الرئيس، ما دام هاجسه الدائم نقص الخدمات والخوف من المستقبل المجهول! حينما يفتقد المواطن الشعور بالأمان، ويعاني من نقص الخدمات، ويشعر بان المواطنة لا تضمن له العدل والإنصاف، ويشهد كل يوم استباحة لأرض العراق من دول الجوار، ويستمع الى قصص الفساد الكارثية، فيما المفسدون يسرحون ويمرحون دون رادع.. في هذه الحال تكون حقبة النظام المباد هي الحاضرة في ذهنه، يقارن بها سوء الحال، رغم اختلاف الظروف، فيبدأ يتساءل: ما الذي تغير؟!

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية يلتقي بمسؤولين امريكيين وعراقيين في واشنطن في يوم الجمعة المصادف الثالث من شباط 2006 ، اختتم السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الآشورية زيارته الى وشنطن بعدة لقاءات الطبقة السياسية في العراق تتحاور عبر المفخخات والعبوات الناسفة تشكلت الدولة العراقية الحديثة في سنة 1921 من قبل بريطانيا وعلى خلفية تفكك الأمبراطورية العثمانية ، وتتويج الملك فيصل الأول ملكاً على العراق ، يمكن هل من جديد في تجربة القوى الديمقراطية – العلمانية في العراق؟ (1) حين يمر الإنسان بتجربة معينة, وحين تكون هذه التجربة لا تمسه وحده بل تمس جمهرة كبيرة من البشر أو شعباً بأكمله, عندها, وحين يمتلك الثقة بالنفس, سيسعى بكل مسؤول في التحالف: مجرمون يقودون ربع الشرطة العراقية بغداد ــ الزمان ــ رويترز/ قال مسؤول بارز بقوات التحالف في العراق امس ان نحو ربع قوات الشرطة العراقية يقودها رجال يشتبه في ارتكابهم جرائم او اعمال عنف طائفية وينبغي ابدالهم.
Side Adv2 Side Adv1