عودة امن ومخابرات صدام- وحصار النازيين لموسكو
يمثل استدعاء عتاة المجرمين والقتلة من الاجهزة الامنية للنظام الفاشي الصدامي للعمل مجددا في ما يسمى بالعراق الجديد خطوة اخرى نحو الانحدار والهاوية واستهتارا بدماء وارواح الشعب العراقي الجريح ففي مقالتي السابقة عن احتمال عودة البعثيين كنت قد ااشرت الى عدم صواب تلك الخطوة وكارثيتها وانها ليست الحل رغم تفاوت البعثيين في ارتكابهم لاعمال انتهاك لحقوق الانسان فمنهم من هو من كبار المجرمين الجلادين ومنهم من هو اقل درجة من ذلك وحتى منهم من لم يقم بتلك الفظائع وخاصة صغار البعثيين او ممن تركوا الحزب منذ زمن ولكن الاعتراض كان ايضا على الفكر الشوفيني الفاشي وخطورته في العودة الى اعلى المناصب من جديد وما ننشده من خلق عراق خالي من الافكار الشمولية المتعصبة قومية كانت ام دينية ، لكن ما يجري الان هو استدعاء الاجهزة الامنية او الذراع الارهابي الاثم لحزب البعث والمقبور صدام حسين بكل انحرافاته ووحشيته واساليبه من الاغتصاب الى التعذيب بأنواعه والتقطيع والتذويب بأحواض التيزاب للعمل مجددا ، ولا اعلم هل هو مرض مازوشي ( هو مرض نفسي حيث يرغب المريض بتعذيب نفسه او يتلذذ بتعذيب الاخرين له ) ام هو سذاجة بأن يأمن المرء لوحش كاسر ممكن ان ينقض عليه في اية لحظة ، او هو اليأس بعدم وجود حل افضل بعد 4 سنوات من المهازل وتخييب الامال وهو الاحتمال الاقرب للحقيقة ورغم ذلك ( اي المآسي التي يعيشها المواطن العراقي حاليا ) الا ان ذلك لايعني ان نستسلم ونكون بتلك السلبية ونقبل بذباحينا وجلادينا كي يسيطروا من جديد على العراق وعلينا كعراقيين ، فلماذا اذن كانت كل تلك التضحيات بما فيها الاربع سنوات الاخيرة اي بعد سقوط الصنم ولماذا كل تلك الفواجع والدماء التي اريقت والامال والاحلام بأنشاء عراق حر حقيقي وديموقراطي وكل مابذل لبلوغ تلك الغاية .. عند حصار النازيين في الحرب العالمية الثانية لموسكو ورغم كل الدماء السوفيتية التي جرت ورغم طول مدة الحرب ( حيث دخل الاتحاد السوفيتي الحرب عام 1941 اي بعد سنتين من بدأ الحرب ولغاية 1945 ) والعدد الكبير لشهداء الاتحاد السوفيتي الذي هو اكبر عدد من شهداء تلك الحرب الكونية ( حوالي العشرين مليون شهيد ) الا انهم لم يستكينوا ويرضخوا للمحتل النازي وللفاشية العالمية بل واصلوا المسيرة لحين دحر جيوش هتلر وتعقبهم الى داخل المانيا واسقاط النازية والرايخ الثالث وهم اي الجيش الاحمر السوفيتي وفرق الانصار السوفيتية لهما الفضل الاكبر بذلك كونها كانت في المقدمة لهزيمة المانيا النازية وبملاحم غاية في الروعة والبطولة . لنتعلم من هذا الدرس وهذا السفر الخالد في تأريخ الانسانية .. وبالنسبة للعراق فقد خيبت آمال الكثير من ابناء مابين النهرين وبأحلامهم بعراق جديد فما يجري من قتل على الهوية وتهجير واغتصاب وتهديد وهضم الحقوق سواء حقوق المواطن عامة او حقوق الاقليات وحقوق النساء الضائعة المهدورة وتشريع قوانين متخلفة ورجعية كقانون منع سفر المرأة الا مع المحرم وغش وفساد ونهب للمال العام وغيره وعدم توفير ابسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومحروقات والغلاء الفاحش ونسبة البطالة والتي وصلت مؤخرا الى 60 % والتي هي من اكبر نسب البطالة في العالم وسيطرة القوى الدينية الظلامية على مقدرات الامور وخصوصا في مناطق معينة واقصد ميليشيات عراقية تحديدا وليس فقط مايأتينا من ارهاب من خارج الحدود ، وما تقوم به من اعمال مشينة بحق العراقيين والانسانية جمعاء ومحاولات فرضهم افكارهم وقمعهم والتمييز الممارس من قبلهم تجاه الطوائف او الاتجاهات السياسية الاخرى وضد المرأة واخيرا صراعهم البحت على مراكز النفوذ والاشتباكات في مدينتي البصرة والناصرية والذي يثبت امرا واحدا بأنهم ليسوا البديل عن النظام الفاشي القومي والحركات الشوفينية ولا يمكن ان يبنوا وطنا ، ونحن حين ننادي ونطالب بعدم عودة سفاحي النظام السابق للاجهزة الامنية فلا نطلب ذلك منهم لانهم ليسوا بأفضل من اولئك الفاشيين القتلة ، ونحن ندعو هنا القوى الخيرة والمحبة للسلام من يساريين وليبراليين الى تشكيل جبهة جديدة والعمل على اسقاط هذه الحكومة والاتيان بحكومة ونظام جديدان يحترمان الانسان وحقوقه وذات طابع ديموقراطي حقيقي وتسود فيه المساواة الكاملة.zoris0@yahoo.com