Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عيد القديس توما الأكويني

القديس توما الأكويني: ولد في إيطاليا بلاد العلم والفن والعظمة سنة 1224. والده الكونت لندلفو نسيب فريدريك الثاني إمبراطور ألمانيا ، والدته ثاوذورا فرنسية نرمندية. فأخذ عن أبيه الكياسة واللطف والأدب العالي، وعن أمه ورث قوة الشكيمة والثبات في الأعمال. وما أن بلغ الخامسة من عمره حتى أرسله أبوه إلى دير البندكتيين في جبل كاسينو ، فبقي فيه تسع سنوات وأظهر نبوغاً فائقاً. ثم أرسله والده إلى كلية مدينة نابولي لإتمام دروسه فيها.وكان الفتى توما تقياً كثير العبادة رصيناً همه الصلاة والدرس. وقد تعرف في نابولي على رهبان القديس عبد الأحد، فتعلق برسالتهم وطريقة حياتهم فعزم الدخول في سلكهم. وفي سنة 1244 توفي والده فظن أن الجو قد صفا للقيام بما عزم عليه. فدخل رسمياً في الرهبانية الدومنيكية ولبس ثوبها. فعلمت بذلك والدته فجن جنونها، وأخذت تبذل قصارى جهدها لتثنيه عن عزمه. فلما رأى ذلك رؤساؤه عجلوا في إرساله إلى باريس . فأسرعت والدته وكتبت إلى ولديها رنلدو ولندلفو، وكانا قائدين في الجيش الإمبراطوري لكي يكمنا له على الطريق ويقبضا عليه، ويعيداه مخفوراً إليها. فتصديا له وألقيا القبض عليه، وأعاداه بالقوة إلى قصر والدته، فحجرت عليه في قصرها الحصين. ثم أخذت تستعمل كل ما أوتيت من حنان ودهاء وحيل لتبدل له أفكاره، وبقيت كذلك سنة. فذهبت جهودها هباءً منثوراً، لأن توما كان يزداد يوماً فيوماً قوةً وثباتاً وزهداً وعبادة. ونزل أخواه إلى الميدان وهاجماه بأفظع السلاح وأقبحه، فادخلا عليه يوماً امرأة شابة فاتنة بغية أن تغريه. فأخذت تتملقه لتوقعه في فخاخها الدنسة. فثار عليها توما وأخذ جمرةً من النار الموقدة وهجم بها عليها ليحرقها، فانهزمت من أمامه. وهكذا انتصر في هذه المعركة. وهكذا انتصر في هذه المعركة، فثبته الله بعد ظفره في فضيلة الطهارة، وأضحى شفيع الشبيبة النقية التي تجاهد بنشاط لتحافظ على زنبقة الطهارة البهية. ثم أحالت عليه والدته شقيقتيه، علهما تقنعانه بالعدول عن عزمه. فبدل أن تظفرا بإرادته ظفر هو بواحدة منهما، فنذرت أحدهن بتوليتها لله، وذهبت فلبست ثوب الراهبات، وعاشت عيشة البتولات. فلما رأت والدته أن لا حيلة لها معه تركته وشأنه، فسافر إلى باريس وهناك تتلمذ للأستاذ الدومنيكي الذائع الصيت القديس ألبرتس الكبير . وما هي أيام معدودة حتى أظهر من قوة الفكر وصفاء الذهن، وسهولة الفهم لأرفع وأدق مواضيع العلم، ما جعل أستاذه يتوسم فيه أعظم الخير. وكان توما ذا قامة عالية وجثة ضخمة، قليل الكلام كثير التفكير. فظنه رفاقه في بادئ أمره كثيف الذهن ثقيل الفهم فدعوه " الثور الصقلي ". وبعد أيام لمع في محاورة علنية في أرفع مواضيع الفلسفة العقلية، فهتف المعلم ألبرتس أمام الجميع: " إن هذا الذي تدعونه ثور صقلية سوف يملأ خواره الدنيا ". ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره قدمه رؤساؤه لقبول الدرجة الكهنوتية. فقامت والدته تجدد المساعي لتثنيه عن عزمه، لكنها لم تفلح بذلك. فتضرعت إلى البابا لكي يعوض عليها شيئاً مما فقدته وضحت به في سبيله، بسبب سخط الإمبراطور فريدريك على أسرتها، حيث هدم قصرها واعدم ابنها رنلدو. وقد عرض الحبر الأعظم على توما رئاسة جبل كاسينو البندكتي، ثم رئاسة أسقفية نابولي. لكن هذا الراهب المتواضع كان قد خط لنفسه طريقاً رسولية رهبانية. فلم تبهره الوظائف، ولم تستغويه الرتب. فرفض بكل وداعة وثبات ما عرض عليه، ولبث في صومعته. وسار توما بخطى سريعة واسعة في نيل الشهادات العالية، وحصل على كرسي للتعليم في كلية باريس اللاهوتية الشهيرة. فبهر تلاميذه بمعارفه الواسعة، وشروحه النيرة، ولغته الموفقة، وطريقته الأخاذة، فتحمسوا له وحملوا علمه. فأبدع في طريقته ومواضيعه وبراهينه ولغته، وآثر فلسفة أرسطو على فلسفة أفلاطون ، وميز ما بين علم الفلسفة وعلم اللاهوت. وبسبب نجاحه هيج عليه الأساتذة الكهنة من غير الرهبان، فراحوا ينكرون حق التعليم على الرهبان، لا سيما الرهبان الدومنيكان والفرنسيكان، بحجة أنهم حادوا عن غايتهم، وتركوا فرائض الصوم والصلاة وحياة الاختلاء، وعكفوا على اقتناص الناس في حبائلهم بواسطة الوعظ والتعليم. وقام أحد هؤلاء الكهنة وهو القانوني غليوم دي سانت امور، ووضع مقالاً رناناً حمل فيه على الرهبان، وعلى تركهم لدعوتهم ومزاحمتهم للكهنة في أعمالهم. فأصغى البابا اينوشنسيوس الرابع إلى ذلك المقال، ومنع عن الرهبان امتيازاتهم، وأقالهم من وظائفهم، وشدد النكير عليهم. إلا أن غليوم لم يحسب حساباً للكواكب الساطعة المتلألئة في سماء الرهبانيتين، أمثال ألبرتس وتوما وبونفنتورا، الذين قام يخاصمهم. وساق الله إلى رئاسة الكنيسة البابا ألكسندر الرابع ، وكان حبراً كبيراً متأنياً، فأوقف الحملة على الرهبان، وسمح لهم بأن يدافعوا عن أنفسهم. فعهد الأستاذ ألبرتس إلى تلميذه توما بذلك الدفاع. فقدم دفاعاً رائعاً متيناً دعمه بالبراهين الفلسفية القوية، وبيَّن كيف كمال الحياة الرهبانية لا يقوم بالصوم والصلاة، بل بكمال الغاية التي يسعى الرهبان إلى تحقيقها. وأن الغاية من الدرس والتعليم تعود بالنفع الجزيل على الكنيسة والنفوس. فكان الفوز للقديس توما، وانتصر الرهبان. وباء الكاهن غليوم بالفشل والخذلان. فعاد القديسان توما وبونفنتورا إلى كراسيهما في كلية باريس اللاهوتية بأمر البابا، وأبعد غليوم عن كرسيه بأمر ملكي سنة 1256. وقضى توما 22 سنة يعلم ويؤلف ويعظ ويدافع عن الإيمان، حتى طار صيته في جميع الآفاق. ثم علم في روما ونابولي. واتخذه الباباوات مستشاراً بابوياً، فبقي برفقة ألكسندر الرابع وأربانس الرابع وأكلمنضس الرابع سبع سنوات، كان يتنقل في أثنائها معهم من مدينة إلى مدينة. وقد وضع أناشيد القربان التي لا تزال الكنيسة اللاتينية تترنم بها في عيد الجسد. وبقي القديس توما طوال حياته راهباً قنوعاً في مأكله ومشربه. ورغم ما تحلى به من العقل الرفيع والعلم الزاخر، كان كثير التواضع، وامتاز بطهارته الملائكية. وقد منحه الله مواهب روحية سامية، من رؤى وانجذابات سماوية، كانت ثمرة تأملاته العميقة، وصلواته العقلية، واتحاده الدائم بالله. وفي سنة 1274 إذ كان في طريقه إلى مدينة ليون لحضور المجمع الذي دعا إليه البابا غريغوريوس العاشر ، مرض ولزم الفراش في دير لرهبان ستو الواقع على أطراف الولاية الرومانية في إيطاليا. فشعر بدنو أجله وقال: " ههنا مقام راحتي الأبدية ". وبقي يعاني آلام المرض مدة شهر، لكنه رغم ذلك استطاع أن يشرح للرهبان سفر نشيد الأناشيد. ورقد بالرب في 7 آذار 1274 وله من العمر نحو خمسين سنة. إن تآليف القديس توما أوفر من أن توصف أو تحصى في مثل هذه الدراسة السريعة. ولا زالت تآليفه إلى يومنا هذا دليلاً ومعيناً لكل طالب حق، وقد أحصيت في جدول يرقى إلى سنة 1319. وهي كالتالي: 1_ التفاسير: أ_ تفاسير الكتاب المقدس ولا سيما النبوءات والأناجيل. ب_ تفاسير أرسطو وأشهرها " تفسير كتاب العبارة " و " تفسير كتاب البرهان " و " تفسير كتاب السماع الطبيعي " و " تفسير كتاب السماء والعالم " و " تفسير كتاب الكون والفساد " و " تفسير كتاب الآثار العلوية " و " وتفسير كتاب النفس " و " وتفسير كتاب الحس المحسوس " و " تفسير كتاب الحروف " و " تفسير كتاب الأخلاق " و " تفسير كتاب السياسة ". 2_ التصانيف: وأشهرها " الخلاصة اللاهوتية " و " الخلاصة ضد الأمم ". 3_ كتيبات: وهي في موضوعات شتى لاهوتية وفلسفية. أهمها كتيب " في وحدة العقل ضد الرشديين " و " في أزلية العالم ضد المتذمرين من اللاهوتيين " و " في الكائن والماهية ". وفي سنة 1323 أعلن البابا يوحنا الثاني والعشرون قداسته. ووضعه البابا بيوس الخامس في مصف معلمي الكنيسة وذلك سنة 1567 ودعاه " المعلم الملائكي ". وجعله البابا لاون الثالث عشر شفيع المدارس الكاثوليكية وذلك سنة 1880. وتحتفل الكنيسة الجامعة بعيد القديس توما الأكويني في 7 آذار.



Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
تصريح صحفي لمنظمة حمورابي لحقوق الانسان حول آخر مستجدات أوضاع المسيحيين في الموصل شبكة أخبار نركال/NNN/بغداد/ أصدرت منظمة حمورابي لحقوق الانسان التي يرأسها الاعلامي العراقي وليم وردا تصريحا صحفيا حول آخر المعلومات المتوفرة لديها حول اوضاع المسيحيين في الموصل ومناطق سهل نينوى ، وفيما يلي نص التصريح مسؤول حكومي رفيع : المهمة في ديالى صعبة وطويلة لكن ليست مستحيلة رويترز/ وصف برهم صالح نائب رئيس الحكومة العراقية يوم الاحد عملية طرد الجماعات المسلحة من محافظة ديالى بأنها مهمة شاقة وطويلة سهل نينوى بين البحث عن الفرص والمحاولات الجادة للتطوير في أواخر آذار المنصرم عقد مركز نينوى للبحث والتطوير مؤتمره الأول وأستعرض فيه الباحثون مشاريعهم وأطروحاتهم وأفكارهم المتعلقة بسبل النهوض بواقع السهل وأبنائه وربما أكثر المشاريع لفتا للانتباه فيه هو إقامة كلية جامعة تتوزع على مدن السهل خصوصا مع تزايد عدد ا الرئيس طالباني يلتقي سماحة السيد مقتدى الصدر شبكة أخبار نركال/NNN/ التقى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني يوم الجمعة 14-1-2011، في زيارته إلى
Side Adv2 Side Adv1