Skip to main content
غطاء جوي وأطواق أمنية لحماية مليوني زائر Facebook Twitter YouTube Telegram

غطاء جوي وأطواق أمنية لحماية مليوني زائر

30/01/2007

ايلاف/
وسط اجراءات امنية غير مسبوقة تشارك فيها طائرات اميركية و11 الف عسكري يحيي في مدينة كربلاء العراقية الجنوبية منذ صباح اليوم الثلاثاء الباكر حوالي مليوني زائر ممثلون بألف موكب عزاء توافدوا على المدينة من انحاء العراق المختلفة مراسم استشهاد الامام الثالث لدى الشيعة الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام في واقعة الطف عام 680 ميلادية. ووسط مظاهر سواد تلف الزائرين الذين قدموا الى كربلاء (110 كم جنوب بغداد) من المحافظات العراقية الاخرى ودول مجاورة وخاصة ايران التي وصل منها حوالي 50 الف زائر تجري هذه المراسم على شكل مواكب لتطبير الرؤوس ولطم الصدور وضرب الاظهر بسلال من الحديد لايذاء الجسد الذي يحمل ارواح متألمة تجسد بهذه المظاهر أسى النفس وحزنها للمأساة التي اصابت اهل بيت النبي محمد (ص) وسلم ومقتل ابن ابنته وافراد عائلته واصحابه الذين وصل عددهم الى 72 شهيدا. وقد اقيمت الخيام والسرادقات في المدينة لتشخيص مجريات واقعة الطف عام 61 هجرية كما انتشرت في احياء المدينة تجمعات يقوم رواد متمرسون بأصوات رخيمة حزينة بتلاوة قصة مقتل الحسين وسط بكاء ونحيب السامعين الذين يستذكرون هذه المأساة.

وكان مئات الالاف من العراقيين قد بداوا يتوافدون على كربلاء منذ اليوم الاول من شهر محرم الحالي وصل الكثير منهم سيرا على الاقدام من المحافظات القريبة حاملين الاعلام السوداء والخضراء والحمراء وصور الامام علي ولافتات تستذكر مأساة واقعة الطف. وفي اليوم العاشر من محرم ذكرى الواقعة تجرى مراسيم متعارف عليها تتكرر في عاشوراء كل عام تبدأ فجرا بتطبير المئات من الاشخاص الذين يرتدون لباسا ابيض يشبه الاكفان لرؤوسهم بسيوف خاصة بهذه المناسبة يطلق عليها "القامات" وعلى العملية "التطبير". ثم يعقب ذلك ظهور مواكب لاطمي الصدور وضاربي الظهور بالسلاسل وحتى الظهر.. يجري بعدها حرق الخيام التي نصبت للمتشبهين بآل الحسين في تشخيص لاصل الواقعة وتنتهي معها المراسم المتعارف عليها.. برغم ان مظاهر العزاء تستمر حتى الليل.

وكان نظام الرئيس السابق صدام حسين يحرم ممارسة هذه المراسم ووقائعها ويمنع وصول العراقيين الى كربلاء في الايام العشرة الاولى من محرم خاصة وان العديد من مواكب العزاء كانت تردد شعارات ضد النظام بشكل غير مباشر تلجأ الى الرمزية في شعاراتها وهتافاتها حيث تعتبر المناسبة تنفيسا عن اجواء الرعب والارهاب التي كانت تمارسها السلطة.

ومعروف ان هذه المراسم التي تقام في كربلاء تحيا ايضا في جميع محافظات العراق وخاصة الوسطى والجنوبية.. كما يقيمها مئات الملايين من المسلمين الشيعة في ارجاء المعمورة طوال الايام العشرة الاولى من محرم.

وقد شاركت طائرات اميركية مسيرة في توفير غطاء حماية جوي لمدينة كربلاء وايصال اخر المعلومات الامنية لغرفة عمليات يقودها وزير الامن الوطني شيروان الوائلي وتضم ممثلين عن ست وزارات امنية وخدمية مع ثلاثة اطواق امنية تحيط بالمدينة فيما انتشر داخلها 11 الف شرطي من وزارة الداخلية وجندي تابعون لوزارة الدفاع.

وقد اغلقت السلطات المحلية مداخل المدينة الثلاثة حيث يوجد مرقدي الامام الحسين بن علي واخيه العباس عليهما السلام أمام السيارات الوافدة بشكل كامل. وقال وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي الموجود في كربلاء حاليا " أجرينا مسحا ميدانيا لكافة المناطق الداخلية والخارجية لكربلاء التي احكمناها بعدة أطواق لتأمين عدم رمي الهاونات والصواريخ على المدينة."

وكان عمل ارهابي فجر ضريحي الامامين العسكريين بمدينة سامراء شمال بغداد في شباط (فبراير) من العام الماضي قد فجر موجة عنف طائفي غير مسبوقة مازال يسقط نتيجتها يوميا اكثر من مائة ضحية عراقي.

وقد طالبت الشرطة رجال الدين والمواطنين وشيوخ العشائر ببذل اقصى درجات التعاون والدعم الى الوحدة الوطنية وعدم اثارة النعرات خلال مراسيم عاشوراء. كما حذرت اصحاب الفنادق ودور الزائرين من ايواء الوافدين دون اشعار السلطات المختصة وطالبت المواطنين المتوجهين الى كربلاء بحمل هوياتهم الشخصية والالتزام بالتعليمات الامنية التي تفرضها الاجهزة في المحافظة.

وناشدت وزارة الصحة جميع الزوار عدم تناول الأطعمة أو المشروبات على امتداد الطريق بين كربلاء وبغداد خشية من أن تكون مسمومة. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن على الزائرين عدم تناول أي أطعمة يمكن أن تقدم لهم أثناء سيرهم إلى كربلاء والاعتماد على الأكل الخاص وهو ما حصل فعلا خلال الأيام الماضية حيث رفض الكثير من الزائرين تناول أي أطعمة كانت تقدم لهم على امتداد الطريق إلى كربلاء.
وسبق أن استهدفت طقوس عاشوراء خلال السنوات الثلاث الماضية بالقنابل والهاونات والسيارات المفخخة وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المحتفلين. وشهدت كربلاء بعد سقوط النظام السابق عام 2003 أكثر من ثمان عمليات انتحارية راح ضحيتها أكثر من 200 من القتلى وضعف هذا العدد من الجرحى. كما تعرضت المدينة لعمليات انتحارية خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين عام 2004 وتعرضت لإطلاق قذيفتي هاون في زيارة عاشوراء من عام 2005 لم تسفر عن وقوع ضحايا. Opinions