غيتس يشترط تغيير الأجهزة الأمنية لزيادة قواته في العراق
22/12/2006الزمان/
أبقي الرئيس الامريكي جورج بوش امس الباب مفتوحا لجميع الخيارات في استراتيجيته الجديدة التي يقوم بوضعها حول العراق في انتظار التوصيات التي سيقدمها وزير الدفاع الجديد بيل غيتس الذي وصل الي بغداد في زيارة مفاجئة بعد يومين من تسلمه مهامه بشكل رسمي. وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن لم احسم امري بعد فيما يتعلق بارسال مزيد من القوات الي العراق. واوضح اننا ندرس جميع الخيارات ومن بين هذه الخيارات بالطبع زيادة القوات، ولكن لكي يتسني ذلك يتعين ان تكون هناك مهمة محددة يتعين انجازها بالقوات الاضافية .. وجدد بوش رفضه للحوار مع سوريا وايران حول العراق.
علي صعيد اخر اغتال مسلحون امس مسؤول مكتب الرياضة والشباب الفلسطيني ونائب رئيس الجامعة المستنصرية في بغداد. واعلن مسؤول في اللجنة الاولمبية العراقية امس عن مقتل محمود فليح مدرب منتخب العراق للدراجات العائد من دورة الالعاب الاسيوية التي اقيمت في الدوحة وذلك علي يد مجموعة مسلحة مجهولة.
واوضح امين عام اللجنة الاولمبية العراقية بالوكالة حسين العميدي ان جثة مدرب منتخب العراق للدراجات محمود فليح تم العثور عليها مساء امس الاول في الطب العدلي في بغداد". وكان الاتحاد العراقي للمصارعة اكد في وقت سابق مقتل الحكم الدولي للعبة مهند محمد حمدان الذي عثر علي جثته الاثنين في منطقة الطالبية شرق العاصمة بعد ان اختطف لمدة 42 ساعة. وقال مصدر بوزارة الداخلية العراقية ان سيارة ملغومة انفجرت مما أسفر عن اصابة اثنين في حي البياع في جنوب بغداد. وقالت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت مما أسفر عن اصابة شخصين في حي كامب سارة بشرق بغداد. وعثر علي جثتين تحملان اثار أعيرة نارية وتعذيب في بلدة المحمودية الواقعة علي بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي بغداد.
وقال مصدر من وزارة الداخلية العراقية ان مهاجما اقتحم بسيارة ملغومة في هجوم انتحاري نقطة تفتيش تابعة للشرطة العراقية في منطقة الجادرية في جنوب غرب بغداد مما أسفر عن سقوط 11 قتيلا واصابة 31 اخرين. وقالت الشرطة ان سيارة ملغومة انفجرت في موقف انتظار سيارات تابع لاحد مكاتب وزارة الداخلية المسؤول عن اصدار بطاقات الهوية مما أسفر عن سقوط أربعة قتلي واصابة ثمانية في حي الاعظمية بشمال بغداد.
العنف يتسع
واعتقلت القوات الامريكية قيادياً صدرياً اتهمته بزرع العبوات الناسفة في الكوت. وفي الوقت الذي كان بوش يدلي بتصريحاته عقد غيتس ورشتي عمل منفصلتين في المنطقة الخضراء الاولي مع رئيس هيئة الاركان الجنرال بيتر بايس ومسؤولين كبار في وزارة الخارجية والامن القومي رافقوا غيتس من واشنطن اضافة الي قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط الذي وصل بغداد علي عجل وقائد القوات الامريكية في العراق الجنرال جورج كايسي وقائد العمليات الميدانية الجنرال ريموند او دييرنو كما شارك في الورشة سفير واشنطن في بغداد زلماي خليلزاد. وشارك في الورشة الثانية التي عقدها غيتس اضافة الي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وزير الداخلية جواد البولاني ومسؤولون عراقيون كبار. وجاء وصول ابو زيد الي بغداد في وقت اعلن ناطق عسكري امريكي في واشنطن ان قائد القيادة الوسطي سيتنحي من منصبه عام 2007 بعد ان رفض تمديد مهمته ليكون ثاني مسؤول امريكي كبير يترك مسؤولياته بعد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد منذ فوز الديمقراطيين في الانتخابات. وكشفت مصادر عراقية وثيقة الاطلاع لـ الزمان ان غيتس طلب من المالكي تعهدات بنزع اسلحة المليشيات واجراء تعديل كبير في حكومته يتضمن الوزارات الأمنية حتي يتسني استقدام قوات جديدة لتأمين استقرار بغداد. وقال غيتس للصحافيين المرافقين له ان الهدف (من الزيارة) هو الخروج والاصغاء الي القادة والتحدث الي العراقيين والاطلاع علي ما يمكن ان اطلع عليه". وبعد يومين علي تأكيد الوزير الجديد خلال مراسم اداء اليمين بأن العراق يمثل "اولويته"، ترجم غيتس اقواله افعالا بزيارته المفاجئة الي بغداد. وتهدف زيارة المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) الذي خلف دونالد رامسفيلد علي رأس البنتاغون، الي البحث عن سبل تسمح للقوات الاميركية المنتشرة في هذا البلد من احراز تقدم في مهمتها ازاء تأزم الوضع.
كما تتزامن هذه الزيارة مع احتدام الجدل في واشنطن حول ضرورة نشر ثلاثين الف عنصر اميركي اضافي في العراق لاعطاء زخم جديد لوقف العنف الطائفي مع تسليم مسؤولية الامن للقوات العراقية.
ويقضي خيار آخر بتعزيز القوات العراقية بشكل سريع عن طريق ارسال المزيد من المدربين والمستشارين الامريكيين، لتمكينها من تولي نزع سلاح المليشيات والمتمردين.
وكان غيتس حذر خلال حفل ادائه اليمين الاثنين من ان الفشل في العراق سيؤدي الي "كارثة".
واعلن البنتاغون في تقرير فصلي الثلاثاء ان الوضع في العراق استمر في التدهور
وان اعمال العنف سجلت مستوي قياسيا بلغ معدل 959 هجوما في الاسبوع خلال الاشهر
الثلاثة الاخيرة اي بزيادة 22%، فيما سجلت اعمال العنف الطائفية ارتفاعا ملحوظا".
وتشهد بغداد اعمال عنف يومية من اعتداءات بالقنابل وعمليات انتحارية بالسيارات
المفخخة وهجمات صاروخية ومعارك بين مجموعات مسلحة وعمليات خطف، لا تحصي جميعها
وغالبا ما تكون ذات خلفية مذهبية بين مليشيات ومجموعات من المتمردين.
ونقل الامريكيون الي القوات العراقية امس المسؤولية الامنية الكاملة عن محافظة النجف.
وبموازاة زيارة غيتس، وصل رئيس الوزراء البولندي ياروسلاف كاتزينسكي حليف
الولايات المتحدة الي بغداد حيث التقي المالكي.
وتعهد كاتزينسكي بأن تكمل القوات البولندية مهمتها في العراق فيما توقع المالكي الا يطول الامر كثيرا قبل ان تتمكن بولندا من سحب قواتها.