فؤاد معصوم في حديث صحفي : نحن مسؤولون عما يحدث في العراق.. وليس غيرنا
06/08/2006الديوان العراقي
لندن: معد فياض - الشرق الاوسط : أبدى الدكتور فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني، تفاؤله بأن الامور سوف تهدأ في العراق، مشيرا الى ان المخاطر «تأتي من عندنا نحن».
واضاف «اذا كنا نحن كعراقيين ومكونات سياسية عراقية نحرص على البلد واتفقنا فيما بيننا ولا نسمح بأي تدخل خارجي، فمن يستطيع ان يتدخل».
معصوم الذي يرأس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي زار أخيرا «الشرق الاوسط» خلال وجوده في لندن، وتحدث عن الوضع السياسي الراهن في العراق، مستهلا حديثه عن مبادرة الحوار الوطني التي طرحها نوري المالكي، رئيس الحكومة، فقال ان «الجهات التي ضد العملية الديمقراطية كانت تعتقد ان موقف الحكومة سيكون دائما متشددا تجاههم ويرفض مبدأ الحوار، والآن طرح مبدأ الحوار، والنقاط الواردة في مبادرة الحوار مقبولة من قبل جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية، بالرغم من انه قد تكون هناك ملاحظات لإغناء المبادرة».
وكشف معصوم ان «الحوار هو مع اي جهة تقبل ان تدخل العملية السياسية. وجرت حوارات مع مجموعات كثيرة، قسم منهم اتصل برئيس الجمهورية طالباني، وقسم آخر بالسفارة الاميركية في بغداد. وأخيرا حدث اتصال برئيس الحكومة نوري المالكي. المفروض ان يجري الحوار مع أي طرف يقبل دخول العملية السياسية، وعليه ان يتقبل الحوار مع الحكومة، والجهات التي ترفض لا يمكن التعامل معها. واية جهة تتراجع عن موقفها وتريد الدخول في الحوار، فلها ان تفعل ذلك».
ويرى معصوم ان تجربة الفيدرالية مفيدة لمعالجة الاوضاع الراهنة. وقال ان «الحكومة الآن بالنسبة لباقي مناطق العراق، ما عدا اقليم كردستان، ليست حكومة مركزية وكل محافظة تتصرف على هواها، وفي كثير من الاحيان المحافظات لا تطبق قرارات الوزارات واذا تحول عدد من هذه المحافظات الى اقليم، عند ذاك سينظم هذا الاقليم اموره، وهذا سيساعد على انهاء الحالة غير الطبيعية في العراق وسيتحمل كل المسؤوليات الامنية والادارية، وستكون الدولة مرتاحة بتخلصها من المشاكل اليومية لتتفرغ للامور الاستراتيجية، واذا نحن لا نستطيع تنظيم العراق بوضعه الحالي فعلينا تجزئته لا اقتطاعه، بمعنى ان ينظم كل جزء وضعه، عند ذاك سنجد ان الاقاليم نظمت اوضاعها بنفسها. مثلا اقليم كردستان لا يحتاج الى اي جهود لتنظيم اوضاعه الامنية والادارية، نفس الشيء سينطبق على بقية الاقاليم اذا ما تحققت ونظمت اوضاعها سواء في الجنوب او الوسط والفيدرالية يجب ان تكون مبنية على رأي اكثرية المواطنين لا ان تفرض عليهم».
وحول الرأي الذي يقول يجب تقسيم العراق الى ثلاث مناطق، سنية وشيعية وكردية، اوضح معصوم «الفيدرالية اصطلاح جديد في العراق، ثم ان من يفهم الفيدرالية باعتبارها مرادفة للتقسيم فهو خاطئ، فهناك فيدراليات في عالمنا الثالث ناجحة مثلما في الهند وباكستان ونيجيريا، بل في الخليج العربي نجد صيغة متطورة وهي كنفدرالية مثلما ما هو في دولة الامارات العربية، وهي تجربة ناجحة جدا». وحول التدخلات الاقليمية في العراق، قال معصوم «لا بد من التعامل مع دول الاقليم كدول جارة ويجب ان ننظر اليها بصورة ايجابية، وان نحافظ على مصالحنا المشتركة معها. والمخاطر في العراق تأتي من عندنا نحن، اذا كنا نحن كعراقيين ومكونات سياسية عراقية نحرص على البلد واتفقنا فيما بيننا ولا نسمح بأي تدخل خارجي فمن يستطيع ان يتدخل؟ ولكن المشكلة ان هذه الجهة ربما تتصل بجهة خارجية لتقوية نفسها وموقفها، وجهة اخرى تذهب الى جهة خارجية اخرى وهكذا. اذن نحن العراقيين مسؤولون أولا وأخيرا عن كل ما يحصل داخل العراق وليس غيرنا، وعلينا ألا نتهم أي جهة من الجهات الخارجية بالتدخل وألا نكون سببا للتدخل». وتحدث معصوم عن قضية كركوك، فقال «ما يثير قلق المواطنين في كردستان هو ان الحكومة لم تفعل قضية كركوك. كانت هناك لجنة كركوك، وكان رئيسها حميد مجيد موسى (سكرتير الحزب الشيوعي العراقي)، والآن يتم البحث عن رئيس لهذه اللجنة للإشراف على هذه العملية، والبحث جار عن شخصية مقبولة لدى الجميع، على ألا يكون عضوا في البرلمان لتولي مسألة تفعيل التطبيع في كركوك، ومن ثم الاستفتاء وإجراء الاحصاء، وكركوك لن تكون مشكلة عراقية لو تم الالتزام بالدستور، وسنوافق على نتائج الاستفتاء مهما كانت».