Skip to main content
فاقدا للوعي.. تعنيف طفل عراقي بطريقة وحشية يثير الغضب والشرطة تبحث عن الأب الهارب Facebook Twitter YouTube Telegram

فاقدا للوعي.. تعنيف طفل عراقي بطريقة وحشية يثير الغضب والشرطة تبحث عن الأب الهارب

المصدر: شبكة الجزيرة الإخبارية

أثارت حادثة تعنيف طفل عراقي من قبل ذويه بطريقة وحشية، موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي في العراق، وسط دعوات منظمات حقوقية لتشريع قانون العنف الأسري.

ورصدت منظمات حقوقية حالة الطفل كرار "9 سنوات" الذي دخل مستشفى "ابن البلدي للأطفال والنسائية" في مدينة الصدر شرقي بغداد فاقدا للوعي، جراء تعرضه للضرب الوحشي والكي من قبل والده، بحسب ما نقلته تلك المنظمات.

ونشرت منظمة "ساندها" لحقوق المرأة في العراق مقطعا مصورا يُظهر حالة الطفل كرار "الكارثية" فور وصوله إلى المستشفى برفقة شخص قال إنه والده، لكنه هرب عندما تجمع الناس حول الطفل، وفق ما ذكرته المنظمة.

ويظهر الفيديو فقدان الطفل كرار للوعي مع وجود كدمات زرقاء اللون على وجهه ومنطقة العينين، بالإضافة إلى آثار حروق جديدة وقديمة في أجزاء واسعة من جسم الطفل، فضلا عن علامات واضحة تؤكد تعرضه للضرب الشديد بآلات حادة.

ودونت منظمة "ساندها" لحقوق المرأة على الفيديو تفاصيل حول حالة الطفل الصحية، مؤكدة أن "كرار يعاني من صدمة شديدة منعته من الحديث أو الإدلاء بأي معلومات باستثناء الكشف عن اسمه".

وقالت المنظمة إن "التعنيف الشديد الذي تعرض له الطفل، أدى لإصابته بنزيف في الكُلى، نُقل على إثرها إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى الشهيد الصدر".

وذكرت المنظمة الحقوقية أن الكشف الطبي على حالة الطفل كرار أثبت تعرضه للاغتصاب بالإضافة إلى سلسلة الضرب والكي التي وثقها المقطع المصور وأكدتها التقارير الطبية.

واستهجنت المنظمة عدم ملاحقة الجهات الرقابية أو الطبية داخل مستشفى ابن البلدي والد الطفل أثناء هروبه، مناشدة وزارة الداخلية العراقية متابعة حالة كرار الصحية والقانونية بحق والديه.

في الأثناء، أكد الأطباء المشرفون على حالة الطفل في تصريح صحفي تعرضه للتحرش الجنسي، بالإضافة إلى التآم كسور سابقة تعرض لها بسبب الضرب المبرح، لافتين إلى أن الطفل مجهول الهوية لغاية الآن.

بدوره، قال مدير الشرطة المجتمعية في دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية العميد غالب العطية، أثناء زيارته للطفل كرار، إن الأجهزة الأمنية تبحث عن والد الطفل الذي لاذ بالفرار بعد إيصاله إلى المستشفى، مؤكدا في تصريح متلفز أن القانون سيأخذ مجراه مع ذوي الطفل بعد العثور عليهما.

وأضاف العطية في منشور أرفقه عبر حسابه في فيسبوك أن "الطفل برعاية أحد منتسبي الشرطة المجتمعية لغاية إكمال مراحل العلاج، وذلك لضمان عدم تعرضه لأي شكل من أشكال الأذى حتى وصول ذويه إليه".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب عراقيون الجهات المعنية بإنزال أشد العقوبات بحق أسرة الطفل كرار، وعدم التهاون مع القضية أو السكوت عنها لأي سبب من الأسباب.

ودعت الناشطة والصحفية نور القيسي كل من يتعرف على الطفل للإدلاء بمعلومات عن ذويه لكي يتم الإبلاغ عنهم، قائلة: "السكوت عن تعذيب الأطفال بهذه الوحشية كارثة لن يسلم منها لا حجر ولا بشر".

أما الناشطة الحقوقية دينا الطائي فقد طالبت بتحقيق العدالة في قضية الطفل كرار، قائلة: "حالة كرار ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وسيستمر تكرار هكذا حالات بسبب التهاون في تشريع قانون رادع يحد من العنف الأسري ويحمي الطفل خصوصا من أي مظهر من مظاهر العنف، رغم أن العراق منضم إلى اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة".

يذكر أن العراق سجل خلال السنوات الماضية العديد من حالات التعنيف الأسري التي شملت الأبناء والزوجات ووصل بعضها إلى الموت، في حين لا يزال قانون العنف الأسري حبيس أدراج البرلمان وسط معارضة بعض الأحزاب السياسية لإقراره.

 

 

Opinions