فرصة للعاطلين
احد التقارير البريطانية التي نشرت مؤخرا وتناقلتها الصحف هناك حسب قانون حرية نشر المعلومات أشار الى ان الاف السجناء في بريطانيا اصبحوا يملكون مفاتيح زنزاناتهم ، وذكر التقرير ان التحقيقات التي أجريت بخصوص نظام السجون البريطانية وجدت ان ادارات بعض السجون قد سلمت السجناء اقفالهم الخاصة بغية منحهم مساحات شخصية وليتمكنوا من حماية مقتنياتهم الخاصة .تسبب نشر هذا التقرير في توجيه انتقادات حادة الى المسؤولين عن نظام السجون والتي تحولت الى فنادق مجانية . حتى ان رئيس شرطة العاصمة " فيلبس دافيس " امتعض من طريقة نشر هذا التقرير الذي اظهر عدم صرامة ادارة تلك السجون ، معتبرا ان ذلك سيولد الخيبة عند الناس الاسوياء وقد يسهم في تشجيع المجرمين الطلقاء منهم والمحتجزين وليس في اصلاحهم . التقرير كشف في بعض جوانبه ان بعض السجون تطلق تسمية : نزيل او متدرب على سجنائها بغض النظر عن نوع وحجم الجرائم التي ارتكبوها . الصحف التي توسعت في الموضوع اشارت الى ان سجون مقاطعة "يوكاشي " تضم قرابة ستة الاف سجين يملكون مفاتيح زنزاناتهم الخاصة . وكردة فعل على نشر هذا التقرير تدارك الناطق باسم دائرة سجون المقاطعة معلقا على ان حراس السجون يملكون نسخا من المفاتيح ، وبامكانهم تغيير الاقفال وقت ما يشاؤون . وعند الاطلاع على هذه الامور تذكر بالسجون وما تمثله من فقدان لأثمن حق في الوجود " كفانا الله واياكم شرها " لايملك المرء الا ان يتمنى حصول السجناء في كل سجون العالم على قدر منظبط من الرعاية لاعتبارات كثيرة :_
كون الكثير من ضحايا تغرير ، واغراء ، او حرمان ، اوضغوطات اجنماعية او امراض نفسية ، او حالة ضعف امام مغريات .. وغيرها الكثير من اسباب الانحراف . كما ان معظمهم خسر حريته ثمنا لجرائم دفعهم لاقترافها _غير الظروف _ بعض اصحاب الضمائر الميتة والنوايا السيئة . نعم فضعف الانسان المنحرف مدعاة لمراعاة حقوقه خاصة حين لايملك حولا ولاقوة ولكن .. ليس لدرجة منح المفاتيح وغض النظر والقاء الحبل على الغارب ،اذ يتطلب الوصول الى هذه المرحلة بذل جهود مضنية وقدر عال من النشاط في سبيل تهيئة البرامج التقنية والتربوية بحيث تجند لها الطاقات الخلاقة والنخب المبدعة وترصد لها الميزانيات البازخة حتى يمكن الرقي بالانسان الى مجتمع المدينة الفاضلة ، والا فان الحرية قد اساء استخدامها الاسوياء _عندنا _ واحالوها فوضى عارمة ، وسلوكا مستهجن وفساد اداري ومالي وخراب شامل "وبلاوي سودة" فكيف سيحسن استخدامها واستثمارها السجناء ؟!
اكبر ما نخشاه ان تكون فقرة تسليم المفاتيح وتلطيف التسميات من بين شروط وثيقة العهد الدولي في مؤتمر شرم الشيخ ضمن حقل حقوق الانسان خاصة وان سجون العراق لازالت ثلاث نجوم ! فاذا كان ولابد . ومجبر اخاك لابطل بين اما .. والا فننصح بتطبيق هذه الفقرة _كبث تجريبي_ على سجناء سجن "بادوش " كونهم نزلاء طيبين .. ومتدربين مهذبين وحبابين .. بحق وحقيقي !! وكون حراسهم غلاظ شداد.
h _mossawy@yahoo.com