فريق انساني اعلامي مهم يتفقد اوضاع المرحلين والمهجرين في سهل نينوى ومناطق دهوك وعينكاوا..
26/04/2008شبكة اخبار نركال/NNN/سهل نينوى/
انهى فريق انساني وإعلامي كبير يوم الخميس 24 نيسان جولته التي شملت سهل نينوى (شمال وشرق الموصل) ، ومناطق في دهوك واربيل وعنكاوا بدأت يوم الخميس 16 نيسان ، اطلع خلالها على الاوضاع السيئة التي يعيشها المهجرون المسيحيون بشكل خاص في سهل نينوى وعينكاوا ... وتابع مشاكل العائدين الى قراهم في مناطق دهوك في كل من قصبتي همزيكي وجقلا التابعتين لقضاء العمادية. فقد قام الفريق بزيارات متكررة لقرى وبلدات سهل نينوى في قضائي تلكيف والحمدانية (بخديدا) ، حيث التقى الاهالي في تلك المناطق واطلع على مشاكلها وبحث معاناتها الواقعية واستمع الى همومها وحاجياتها ... وقد ضم الفريق كل من:
جون ايبنر رئيس منظمة التضامن المسيحي الدولية ( CSI ).
كونر ويبالك نائب رئيس منظمة التضامن المسيحي الدولية ( CSI ).
كينث تيمرمان كبير محرري التحقيقات الصحفية في صحيفة ماكس نيوز الامريكية.
روبرت ماركاريلي / مخرج سينمائي.
ايرون جيسن/ ناشط في حقوق الانسان/ مصور.
باسكال وردا/ رئيسة مركز المرأة للتنمية/ وزير سابق.
وليم وردا/ رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان(HHRO).
فقد كشف ابناء تلك المناطق التي زارها الفريق عن حجم الظلم الذي تعرضوا اليه ولايزالون ، جراء اعمال العنف والتهديد في مناطق بغداد والموصل وتكريت والرمادي وديالى والبصرة وغيرها... والحرمان المتواصل وعدم الاكتراث لوضعهم الانساني ، حيث نقص في الدعم المادي والمعنوي ، وفقدان للخدمات الصحية والمعيشية وانتشار الفقر والبطالة ، بعد ان فقدوا كل ممتلكاتهم وفقد عدد غير قليل منهم ، الاب والمعيل والام والاخ والاخت ، كما ان اغلبهم يعيش اوضاع نفسية صعبة لتعرضهم الى حالات الاختطاف والتهديد والخوف المستمر ، فقد افاد العديد منهم عن كيفية تهجيرهم والاساليب القسرية والتهديدات التي طالتهم وعن حجم الاموال والممتلكات التي اصبحت نهبا لقوى صناعة الموت ... وكل هذا لا لشيء اقترفوه بل لاسباب دينية واثنية بحتة ، ويقول احدهم أبى الافصاح عن اسمه وهو من اهالي برطلة " انه وجد نفسه لايملك سوى 5.000 دينار اي بما يساوي 4 دولار في جيبه بعد ان كان يملك معملان ومطعم في بغداد ".
كما استمع الفريق الى قصص مريبة يندى لها الجبين وشاهد عوائل منكوبة في بلدة كرمليس وبرطلة وبخديدا والتقى بشخصيات سياسية ودينية من تلكيف وعنكاوا والقوش مسيحية وايزيدية..
كما قام الفريق بمشاركة منظمة حمورابي لحقوق الانسان في عملية توزيع مساعدات غذائية لاكثر من مئة عائلة محتاجة في بلدة كرمليس من الذين حالتهم المعيشية تحت مستوى الفقر والنازحين من المناطق العراقية الساخنة كبغداد والموصل والبصرة وديالى وغيرها... وذكر السيد وليم وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان " ان مانقوم به هو مجهود متواضع لايغطي الحاجة الانسانية للمرحلين والمهجرين ولايتناسب وحجم المعاناة التي يعيشها المهجرون المسيحيون في سهل نينوى " ، كما اضاف " ان هذه المساعدات هي برنامج مشترك بين منظمتنا ومنظمة التضامن المسيحي الدولية وسنقوم بجهد مماثل في بغداد في الايام القليلة القادمة للعوائل التي لم تشمل بمساعدات المنظمة السابقة".
كما قام الوفد بزيارة المراكز التي يقيم فيها المهجرون في كرملش وبرطلة ، وقد افادت بعض العوائل المقيمة في هذه المراكز بانها لاتتمتع بابسط مقومات حياة لائقة حيث المياه غير قابلة للشرب بالاضافة الى انهم لايزالوا يشعروا بالخوف لقربهم من الموصل حيث لاتبعد مراكزهم سوى بضعة كيلومترات.
كما ان لااحد ينصف وضعهم حيث هنالك اوضاع صحية متردية يتعذر معالجتها لاسباب مالية واقتصادية سيئة يعاني منها اصحابها ، كما هنالك تفاقم مشاكل التعليم والتربية ، حيث صعوبة مواصلة التعليم منذ فترة التهجير والتي غالبا كانت لاسباب امنية شملت تهديدات المتطرفين تغيير دينهم او دفع الجزية وماعداها التهجير او القتل.
وقد قام الفريق بمفاتحة بعض الجهات الرسمية واعلامها بمشاهداته للوضع القائم سواء كان على مستوى الاقليم او الجانب الامريكي في المنطقة ، فقد تجنب الاخير الدخول في تفاصيل الوضع في سهل نينوى معربا عن تجاهله بما يتعرض له المسيحيون هنالك ، على اعتبار ان هذه الشريحة اوكلت شؤونها الى وزير المالية في اقليم كردستان السيد سركيس اغاجان الذي تجنب استقبال الوفد بالرغم من الجهود الذي بذلها القسم الاعلامي ضمن الفريق خاصة ان الصحفيين المنضوين في الوفد وجدوا في جميع القصص التي سمعت خلال الجولة كان مركزها وزير المالية ولهذا وجدوا ان من الضرورة الاستماع الى رؤيته ووجهة نظره فيما طرح ، كونه يستلم اموالا كبيرة باسم المرحلين واعادة اعمار قراهم بينما كان ما راه الفريق ان بناء وترميم الكنائس الفخمة والمقابر الواسعة اخذ الاولوية الكبيرة.
كما افاد المرحلين بان (105) الف دينار التي كانت تمنح اليهم من لجنة شؤون المسيحيين التي شكلها السيد اغاجان قد توقفت منذ تموز 2007 ، وهم حاليا يدفعون بدل ايجار للشقق التي يشغلونها في مراكز المرحلين تتراوح بين ( 75 – 100 ) الف دينار عراقي وتقول احدى النساء في مركز برطلة طلبت عدم الافصاح عن اسمها " انهم يعطوننا المساعدة في كفة ويستلمونها كايجار من الكفة الثانية " . كما ان الشقق لاتحظى بادنى مستلزمات الصحة وان جدران بعضها اصابته الشقوق والفطور بالرغم من حداثة البناء وتقول امراة تسكن احدى هذه الشقق " قدمت مذكرة لمكتب السيد اغاجان في عنكاوا اعربت عن وضع شقتها السيء ، فكان الجواب قاسيا انها مشكلتك ولسنا نحن المسؤولين " .
" ان منطقة سهل نينوى تقع بين المطرقة والسندان " هكذا وصفها رجل كبير في السن في برطلة ، فالمنطقة اداريا تابعة لحكومة نينوى وامنيا تقع تحت سيطرة ابشمركة الكردية ، فحكومة نينوى لاتهتم بها بسبب النفوذ الكردي فيها ، وحكومة اقليم كردستان تخشى القيام بمشاريع فيها لئلا يعتبر ذلك تجاوزا على حكومة نينوى والمركز وهي لربما تنتظر حسم عائدية المنطقة ، والمتضرر هو سكان المنطقة من المسيحيين والايزيديين والشبك والعرب.
اما الحكومة المركزية والتي تقع عليها المسؤولية الاكبر لوضع استراتيجيات واليات تطوير المنطقة التي لم تشهد اي تطور لاكثر من خمسة عقود ، بسبب سياسات تميزية عنصرية ، وهي الاخرى غير مكترثة وغير قادرة على سماع صوت سكان المنطقة لربما بسبب الحجب الذي تقوم به حكومة الموصل المتكونة من عدد من السلطات المسلحة والمتنفذة والتي لاتحسب كثيرا للحكومة المركزية.