فعاليات اليوم الثالث للمهرجان الخامس للأغنية السريانية في القامشلي
22/11/2006طبن /
فعاليات اليوم الثالث:
( القامشلي ستبقى أم ، تهب أشعة نور للأمة ، سننسى كل خلافاتنا . . سنطوي الصعاب ، سلاحنا هو قلم يكتب . . وستبقى أعراس القامشلي ماثلةً ) . . وستصل كما بدا يحلم إلى نينوى ، كلمات استهل بها السيد جوزيف كورية فعاليات اليوم الثالث للمهرجان . بحضور نيافة الحبر الجليل مار أوسطاثيوس متى روهم ، راعي المهرجان ، والى جانبه كل من نيافة المطران مار ديونيسيوس بهنام ججاوي ، والسيد نينوس أيشو . مسؤول مكتب العلاقات. للحركة الديمقراطية الآشورية / زوعا في القامشلي ، والسيد رئيس وأعضاء المجلس الملي ، والكهنة الأفاضل في القامشلي . لينشد كورال الرها نشيد المهرجان، فاسحاً المجال لفنانينا كي يدلوا بأغانيهم ، وكانت البداية مع الفنانة سيلفا اسيا بأغنية (زميروثو حليوثو ) أغاني جميلة ، وكانت كذلك وبأداء جميل وعذب ، من ألحان مالك ، وكلمات الشاعر يوحانون بهنان .وكان للفرسان والأميرات جولة أخرى ، فقدموا لوحة فلكلورية ( شيخاني دأورمي ) على أغنية ( بنيبيل )كلمات الشاعر ناهير ميرزا، مع فنانهم المبدع دائماً آرام قرياقس ، الذي يشكل مع أخويه الفنانين جورج وألياس ( دكدن ) ملاحم الرها والفعاليات الثقافية الفنية في القامشلي . بعد هذه اللوحة قدمت الفنانة ميرنا شمعون أغنية ( القامشلي ) من كلمات أنور يوسف ، ألحان شربل حنا .
ثم تم ترتيب مائدة الجلسة التراثية . على الأرض المفروشة بأبسطة صوفية تراثية ، كالتي كانت تستعمل في منازلنا القديمة ، وما زالت تستعمل في بعض بيوتنا الريفية . وكان برنامج الجلسة وحواراتها شبيهة إلى حد ما باليوم الأول ، باستثناء الحوارات الارتجالية التي جرت بين أعضاء الجلسة وقائدها ونيافة راعي المهرجان ، التي كانت تتمحور ح 1608;ل مشاكل الشباب . بعد ذلك كانت أغنية ( دلي دلي ) للفنان بسام سليفو ، لحن فلكلوري ، الذي تمكن من نقل نموذج النمط الغنائي لمدرسة تل جمعة الخابورية / هلمون ، التي أسسها كاتب كلمات هذه الأغنية ، الفنان أدور موسى ، الذي يعتبر رائدها والذي استطاع أن يحولها إلى روح ، تنعش نبض الأغنية الآشورية . من خلال فنه ، ومن خلال مجموعة من تلاميذه الذين يؤدون هذا النمط ، وتعتبر الفنانة نغم أدور موسى ، الإبنة المدللة لهذه المدرسة ، ومن أكثر من يعبرون عن روحها . تلي ذلك أغنية للفنان المتألق بشار يوحانون مع أغنيته ( أيمي ) أمي ،من ألحانه ، ومن كلمات الشاعر سهيل دنحو ، الذي يعتبر من ابرز شعراء الحداثة في اللغة السريانية . وأغنية ( داعرنو ليقامشلو ) للفنان أدور الياس ، كلمات جورج شمعون ، الحان جوزيف صومي .
وكانت عودة أخرى مع الفنان بشار يوحانون ، الذي أدى وصلة غنائية من أعمال الأب بول ميخائيل ، يرافقه كورال الرها ، وغنى ( كميصوري لقولي ) و ( طالو ساكي روحمنا ) و ( حابيبي سركون ) . ثم كانت لحظات التكريم للأب الفاضل الخوري بول ميخائيل ، من قبل نيافة راعي المهرجان . يرافقه كل من السيد عبد الحد خاجو/ رئيس المجلس الملي ، د.يعقوب عيسى / مشرف لجنة الرها الفنية ، د.سمير إبراهيم / رئيس لجنة الرها الفنية ، والسيد جورج يوسف / أمين سر المجلس الملي . وقد منح درع هذا المهرجان ، وقام بدوره بتقديم هدية لأبناء القامشلي ( لوحة للصلاة الربانية مكتوبة بخط يده ) والأب الخوري بول هو من مواليد بيروت سنة 1932 ، درس منذ صغره في مدارسنا السريانية ، وأتم تعليمه في الكلية الأمريكية بحلب ، وأنضم إلى جمعية ( رحماث ليشونو وعيتو ) وفي سنة 1941 لحن أنشودة له ( قومو يالوذي ) وفي أواسط الخمسينات أسس مع نخبة من الشبيبة أخوية مار بولس ، ولحن أول قصيدة غرامية له بالسريانية غنتها الملفونيثو افلين داوود ، ولحن أول أغنية شعبية سريانية من كلمات الشاعر دنحو دحو ( كميصوري لقولي ) ، سيم كاهناً في كاتدرائية مار بطرس وبولس في بيروت عام 1974 ، عين في المعهد الموسيقي اللبناني لوضع نظم تدريس التراث السرياني ، وهو الآن بصدد تجميع الحانة في كتاب . وكان الختام مع كلمة راعي هذا المهرجان ، نيافة الحبر الجليل مار أوسطاثيوس متى روهم التي جاء فيها :
( في هذا اليوم ونحن نكرم الموسيقي الأب بول ميخائيل ، فإننا نكرم كل الذين اشتركوا معه ، في هذا المهرجان ، في الكلمات والموسيقى والألحان والغناء ، نكرم كل الفنانين والموسيقيين الذين عملوا من قبل ، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن ، ونقول لهم أنتم زرعتم ونحن نأكل ثماركم . وإن ما تقدمه الرها اليوم ، يزرع الفرح والأمل في أفئدة الأطفال ، وسوف يكرمون الرها عندما يكبرون.
نحن شعب المحبة والعطاء والشجاعة ، شعبٌ يحب وطنه وترابه وكنيسته ، شعب ٌسيبقى إلى الأبد كنقطة ، وكل شيء يدور حول هذه النقطة ، لأننا أول بدأنا الكلمات والأرقام ، وغنينا أغاني البطولة وتمجيد الله . سيستمر هذا الشعب بكم ، وبالأمل الذي بداخلكم ، والذي زرعتموه قي أطفالنا، ورأينا ذلك اليوم والبارحة وقبلهما ، لقد جمعتم كنائسنا ، بلهجتيها الشرقية والغربية ، لأننا شعبٌ واحد وأمةٌ واحدة ، وسنبقى كذلك . باسمي وباسم مار ديونيسيوس بهنام ججاوي ، وباسم الآباء الكهنة ، والشعب السرياني الكلداني الآشوري ، نشكر كل من ساهم في هذا المهرجان ، وللمجلس الملي وأحبتنا في الرها ورئيسها د.سمير إبراهيم ومشرفها د. يعقوب عيسى جزيل الشكر ، كم ونشكر كل الحضور وممثلي الأحزاب والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية . . بارككم الله ) . . . وأخيراً هناك نقطتان لا بد من التعليق عليهما ، وتحسبان للرها بطبيعة الحال أولها هدف الرها ، والدعوة إلى ( معاً لأحياء الفن السرياني ) وقد استطاعت الرها بعد مشوار طويل . تجسيد هذا الهدف من خلال نشاطاتها الجامعة لكل أبناء شعبنا ، ومما لاشك فيه أن أحياء الفن والثقافة السريانية ، سيؤدي إلى إحياء الهوية القومية لهذه الأمة . والثانية هي الصرخات التي أطلقها أبناءها في الجلسة التراثية ، ومنها التي أعلنوا فيها محبتهم لكل الشعب الكلدوآشوري السرياني ، وهي وبقدر ما كانت تعيراً عن مشاعر إنسانية ، كانت دعوة مبطنة لوحدة هذا الشعب ولو تحت هذه التسميات المؤرقة ، وهي دعوة منشودة . لا يكاد يمر عمل من أعمال الرها أو نشاطاتها إلا ويتناولها.