فعومي فوق نهديك المساء هوى
شهادة شاعر على زمن ردئ .قصيدة ** فعومي فوق نهديك المساء هوى** زورق يتثاقل على
الضفة التعـبى ، تجتاح الحلم الآسر ، تتداعى في اللهب الأعمى
كطفل عراقي الصورة ، يحمل هما كونيا .
مشاعر ومواقف موثقة من زمن السلطة العـفـلقية ، في بداية
سبعـينات القرن الماضي ، إذ تعكس حياة العراقي شاعرا
وإنسانا ، وتصور عذاباته وحيرته امام الأسوار المضروبة حوله
وتعكس الى جانب هذا كله التعلق بالوطن ارضا وشعبا ، حتى
ليبدو العراق إمتداد في الذات وكانه وطن اعماق لا وطن مكان
اشواق زرياب
يا دفـلية العـطر
تناثري صورا ابهى
على فكري
فالحب مروى
سرير قد يبلله
تقاطر المتع العـمياء
كالوزر
تلفعـن كالشهوات السود
انسجتي
تفت في العـضد الصاحي
إذا تسري
تنتث موتا خرافيا
على دعتي
وتستفز رياحا
تشتهي عمري
تحيي مواسمه الذكرى
على وثب النبض المراع
كمجدول على صخر
فارتمي سررا مشروعة
شفقا ابهى
وتفسدها نفاثة الشر
تروضين وحوش الجوع
يا مدنا
منزوعة الرحم
والإخصاب والبذر
فعاشروها اقاليما
من الفرح المنسي
يا رئة ثكلى
على جمر
ويومهون نديف الجرح
ارغـفة
فتستدير ربيعا
ريق الفجر
فالجوع يعـصر امعائي
ويخدشها
كفاه ذئبان او
مكناستي جمر
قد فر عامان من عمري
على سرج الريح المغامر
بين الدفن والوغـر
والموت كالقدر المنسي
تفرعه
كطعـنة الخنجر المسموم
في الخصر
فلونوا مشهدا
شدوا الى رئتي
فاتورة الموت
والسجان يستضري
في باحة النفس
شرطي يلاحقـني
كالنار مكدودة الإحساس
والفكر
اغـفو ....
وتنضح بالزيت الفتائل
في ليل مشت
نزوات القلب في جهر
فسادن الكعـبة الأعشى
يصاب يدا
واللات يجرح بالسكين
والنقـر
اموت بين يدي امي
بريق دنى
ومخدع مجدلي
طاف في سري
فعـومي فوق نهديك
المساء هوى
فالذئب في الغـبش الصاحي
بلا وتر
غمى تفرين من جلدي
اقيئها
اكذوبة تعـبت
او عـلة تبري
يضيع وجهي
إذا حدقت في وهج العـيون
مبتلة الأشواق
كالفجر
والخوف ينهش زرقاء اليمامة
قد فضضت
ذئبا قويا
يا حمى طهري
اكاد المح صبيانا
ومقصلة
اشفارها لهب
او مخلبي نسر
فروا إذا لمحوا
النخاس في الأثر
كالريح مهزوزة الأطراف
لو تجري
ومن ظفائرها
جنية إنزلقت
اصدائها غـسق
او لجتي بحـر
تفـر من مقلتيها
خنجرا صدءا
فـر الحتوف إلى عـري
بلا ستر
والغـول تكنس اشواقي
وتنسجها
مساكن الرعـب
والأشلاء والقهر
ويشرع الشفق المنثور
اقبية
وخيمة من وشاح الموت
كالحشر
تسور الرعـب
اكليلا ومشنقة
والشمس تهرب كالأفعى
إلى وكر
إيهاب كالنزق الأعـمى
يحاصرني
زوارق الحلم التعـبى
إذا تجري
انساب يا وطن الريح المهاجر
إن ما زلت
تبصق كالمرضى
كوى نور
ماء يزود
قارورات نازحنا
فالموت ان تتلف الأعصاب
كالقشر
وجهي إذا إمتشق الدنيا
فلا غـروا
ان تحبل الواحة العـذراء
من ظهري
إستدراكات في النص
في المقطع الثالث ....
فعـومي بتشديد الواو وكسرها
عزيزي القارئ تامل جيدا المقطع الثالث...
يضيع وجهي ...الم يكن إستشرافا لما سيحل بالوطن من نكبات
لا تبقي ولا تضر ....إذ كنا في بداية السبعينات من حكم
الفجور والطغيان ....
في المقطع الأخير ..إيهاب...ولدي إيهاب كان في الأشهر الأولى
من عمره .
بطرس حلبي
السويد
وختاما ففي بعض الشعر نبوءه...