Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

فكركم الفلسفي يقول : صباح الخير

ظهر في تاريخ البشرية فلاسفة كبار وضعوا بصماتهم على و في طريقنا لمعرفة انفسنا وعالمنا , ارادوا ان نفهم ماضينا لكي نواصل البحث في حاضرنا , من اجل توجيه
مستقبلنا , نحو تقدم البشر والحفاظ على كرامة الشخص ,,ومنذ البداية والفلاسفة
يبحثون ويتساءلون ,ويناقضون بعضهم بعضا ,وياتون بافكار جديدة ولكن القديمة تبقى
محافظة على اهميتها ,, لان الفكر الفلسفي لا يتاثر بالمكان والزمان بل بالعكس نرى
ان الفلسفة الحديثة التي لها ثلاث مقولات او افكار او اتجاهات رئيسية وهي الفردانية
والجماعية والشخصانية ,ترتكز على جبلين او عملاقين من عمالقة العالم الفلسفي وهما
افلاطون 428 - 348 ق . م وارسطو 384 - 322 ق.م
ربما سائل يسال : هل هذا هو وقت الفلسفة والتفلسف؟ نقول له نعم واصبر قليلا ,
هذان الثنائيان { افلاطون وارسطو} هما الحجران الاساسيان اللذان بنيت عليهما الافكار
الفلسفية الدينية { كافة الاديان } وخاصة المسيحية ,وكذلك ان كل الاحزاب والتيارات
السياسية وغير السياسية لا بد ان يكون لفكر الفيلسوفين اثر ما في فكر مؤسسيها
ورجالاتها , وبالتالي ان التيارات الثلاث المعاصرة { الفردانية - الجماعية -
والشخصانية } التي يستند على احداها ,او عليها الفكر الكنسي والسياسي يتطلب منا
ان نفهم ماذا يدور حوالينا؟ ولماذا انشق فلان من الحزب؟ ولما ترك الاكليريكي الكهنوت؟
واسباب الانشقاقات الكنسية,,,, وعندما نقرا برنامج اي حزب او منظمة او جمعية كيف
نعرف انها تلبي مطاليبنا ورغباتنا؟ هل هي وحدوية ام مع التعدد والتنوع؟ ام هي ذاتية او
موضوعية؟ او هي مع الحرية ام مع الضرورة ,,,,الخ
فعليه من الضروري ان نقارن بين فكري الفيلسوفين اولا ولو بشكل سريع لخلق ارضية
نتكئ عليها عند الضرورة , وبعدها نذهب الى الاتجاهات الثلاث؟
افلاطون ارسطو
-------- ---------
يؤكد على الوجود المطلق الثابت يؤكد على الوجود النسبي المتغير
عالم الوجود هو عالم المثل عالم الوجود هو عالم الصيرورة والواقعية
فلسفة مثالية فلسفة حسية
الكليات الجزئيات
قيم اخلاقية مثالية مثل سقراط - مفاهيم كلية القيم الاخلاقية في العالم المادي هي كجزئيات
القيم الاخلاقية ثابتة وتفهم عقليا تفهم في عالم الواقع
را: الصراف - نوال / المرجع في الفكر الفلسفي / دار الفكر العربي 1983 ص97 وما يليه
اذن سيداتي سادتي احفظوا الاتي واحكموا على الاحداث والاشخاص بشكل موضوعي
ونوروا العقول من اجل خير البشر كافة
افلاطون "" كل شيئ ,مطلق , ثابت , مثالي , عقلي ,صوري
ارسطو "" كل شيئ ,نسبي ,متغير ,حسي , مادي , واقعي
والسؤال المهم المطروح هنا هو :هل نحن بحاجة الى اتحادهما وهل ذلك ممكن؟؟؟
لنرى الان الفكر المعاصر بعد مرور اكثر من 2400 سنة وكيف يغرف من فكر الفيلسوفين
والفلاسفة الاخرين طبعا , ولنبدا ب:ال
الفردانية : هي فلسفة الوجود والحياة والبراغماتية , يبحثون في الوجود العيني والملموس
المتميز والمتفرد ,رفضوا هيمنة الجمهور على الفرد, ويروا ان الوجود اليومي
مع الاخرين يشكل تهديدا للذات الفردية , ويؤكدون على الذاتية ويرفضون الموضوعية
وابعادها :- البعد الديني :: - تؤكد ان الانسان مسئول عن افعاله ,ولا توجد واسطة بين الانسان
الفرد والذات الالهية
الاخلاقي :: -تؤكد ان القيم الخلقية يصنعها الافراد , فهي ذاتية ونسبية ,وليست من
صنع اية قوى اخرى
الفلسفي :: - التعدد مقابل الوحدة , الذاتية مقابل الموضوعية , الارادة الفردية مقابل
الإرادة العامة ,العاطفة مقابل العقل , والحرية مقابل الضرورة
السياسي :: - الحريات الفردية واحترام الرأي الأخر , ترفض خضوع الافراد للأغلبية
الاقتصادي:: - حرية المنافسة كوسيلة للازدهار الاقتصادي والاجتماعي , وتدعو في نفس
الوقت الى حماية الفرد من الراسمالية
الجماعية :: - النقيض المباشر للفردية والشخصية , وكما يلي
1- تؤكد ان الاخلاق مستقلة عن الافراد ,ولكنها اخلاق موضوعية وليست ذاتية
2- تؤكد على الوحدة وتلغي التعدد
3- تؤكد على الحتمية والضرورة , وتتجاهل الحريات الفردية والشخصية
4- تؤكد على الارادة العامة مقابل الارادة الفردية
5- تؤكد على العقل الجماعي مقابل العقل الفردي
6- لا تهتم بالعواطف والانفعالات الذاتية
في الجانب السياسي ::- 1- تجسد النزعة الشمولية والاستبداد الفردي والجماعي
2- ترفض المساواة في التنازل عن الحريات الفردية والشخصية للسلطة
3- الجماعية والشمولية تتعارض مع الديمقراطية
4 - ان رفض الديمقراطية هو القاسم المشترك بين الفردانية والجماعية , الا ان الفردانية
لا ترفضها على حساب حرية الفرد ,بل ترى فيها نوعا من انواع العبودية , وتدعو
الفردانية الى ديمقراطية اكثر فردية , اي الى تخليص الديمقراطية من مضمونها الشمولي
اما الجماعية فانها ترفض الديمقراطية على حساب الحريات الفردية والشخصية
والمنهج او الاتجاه الثالث هو الشخصانية
يقول بردائيف : ان على الذات لكي تخرج من عزلتها يجب ان تلتقي بالاخرين, وتمارس
حريتها ووعيها مع الاخرين دون ان تفقد استقلالها
ويضيف سارتر : الاتصال بالذات الانسانية يكون عبر الحب والصداقة والمعرفة
اما مونيه :فقد رفض النزعة الفردية التي تحصر الفرد في ذاته ,وكذلك النزعة الجماعية
التي تذيب الفرد في المجتمع , يؤكد التعدد ويرفض التوحد ,, من هنا عزيزي القارئ الكريم
طالبنا في مقالاتنا كلها بالحوار المسيحي - المسيحي مع الاحتفاظ كل طرف بخصوصياته
وتاريخه وطقوسه من خلال ثقافة الحوار وحرية الفرد والحفاظ على كرامته وهويته
ووجوده , لان الشخصانية تؤكد على الذاتية ولكنها لا ترفض الموضوعية , وتدعو على
ضرورة الانفتاح على الاخرين ,وان الحقيقة ذاتية وشخصية ولكنها تؤمن بالحقائق
الموضوعية ,وتؤكد على اهمية الملكية الخاصة كشرط لتحقيق الشخص لوجوده وكماله
وحريته ,,, وتدعو الى اشتراكية تواصلية حسب مفاهيم التواصل الروحي والحب والتعاون
والتواصل مع الاخر,
**الشخص لا يحقق وجوده الا بالخروج عن فرديته وعزلته
**تؤكد على النهج الديمقراطي حلا للجدل القائم بين الاستبداد الفردي والجماعي
**القيم يخلقها الشخص فهي ذاتية ولكنها ترفع الى مستوى القيم الموضوعية
**فلسفة انسانية تؤكد على حرية الانسان واستقلاله وتواصله مع الاخرين
**تؤكد ان الديمقراطية وسيلة لنمو الشخصيات وتحقيق الذات من خلال المشاركة السياسية
را : الكحلاني - حسن / الفردانية في الفكر المعاصر / مكتبة مدبولي 2004 ص 382 وما يليها

اما بعد : الان هل نقدر الاجابة على الاسئلة في مقدمة المقال ؟ ندعو كل الشرفاء والمسئولين
الدينيين والسياسيين , وكل رب بيت وعائلة ومدرسة ومعمل وحزب وجمعية ومنظمة
ان يقرا ويدرس هذه المقالة ,ومن ثم يمارس فحص الضمير ويقرر في اي اتجاه يسير
وماذا يفعل من اجل سعادة وخير وكرامة اخيه الاخر ومهما كان هذا الاخر, وندعو
بطاركتنا الاجلاء الى الخروج من الصمت , وكذلك مسؤولوا الاحزاب , ولا نقول قراءة مقالنا هذا لاننا نعرف ان سيادتكم مع المطارنة ومعظم الكهنة والرهبان والراهبات لكم شهادات وشهادات ولكن نرجو ونتمنى ونطلب اذا تسمحون ان تقولوا للاخرين صباح الخير , وان تكون هذه الشهادات في صالح وخير هذا الشعب المضطهد والذي يقول كفى ,, اذن ليقل فكركم الفلسفي صباح الخير ,,,, فهل تقدروا على هذه المهمة الكبيرة سادتي
سمير اسطيفو شبلا لاس فيغاس
shabasamir@yahoo.com


Opinions