فنانوالمسرح العراقي : : المسرح مهمّش من جهات مختلفة
13/01/2006الجيران ـ بغداد ـ عن /نينا/ سكينة محمد سعيد : اوضح فنانون مسرحيون ان غياب العرض المسرحي العراقي هونتيجة حتمية لتردي الوضع الامني في البلد . وقالوا في احاديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء/نينا/ اليوم الخميس : ان السيارات والعبوات والاحزمة الناسفة طالت الثقافة العراقية كما طالت اي انسان يعيش في العراق .
ورأت الفنانة سليمة خضير:" ان السبعينات من هذا القرن انعشت المسرح العراقي وجعلت الفنان يبدع ويقدم اقصى ماعنده ، وكانت اعمالنا مثار اعجاب وتاثير في الجمهور العراقي اولا والعالم العربي ثانيا ، فمسرحية نشيد الارض التي عرضت على قاعة مسرح يتسع لخمسمائة شخص كان يحضرها اكثر من سبعمائة شخص ، وشتان مابين الامس واليوم".
واضافت:" تتمرن الفرقة القومية العراقية الان ، وانا ضمنهم، على مسرحية (انتبه قد يحدث لك هذا) ، واعتقد اننا سنعرضها على جمهورنا العراقي ، الا انني اجهل الوقت ، لان الحالة الامنية المتردية جعلت الناس يعزفون عن حضور المسرح خوفا من ان تستهدفهم مفخخة او حزام ناسف" . وقالت : "الفنان العراقي محبط لانه عندما يتمرن على عمل مسرحي يجد نتائجه في حضور الناس وهذا غير موجود الان . المسرح توعية وفكر ، وانا احبه بنحو تقديسي .. انه معبدي.. الوضع في العراق يحتاج الى وقت طويل ليسترد عافيته".
وقال الفنان جلال كامل : "نحن نمر بمرحلة انتقالية ، وتشكيل الهوية الجديدة والمرحلة يتطلب استقرارا نفسيا" . وتساءل : "كيف نعرض مسرحية والكهرباء مقطوعة في المسرح الذي من مستلزماته الاساسية الانارة الكثيفة والصوت والموثرات الموسيقية ، هذا اذا تجاهلنا الوضع الامني وقذائف ال ار بي جي سفن".
واشارت الفنانة العراقية ابتسام فريد الى:"ان الوضع الامني عصب مهم ومحرك ليس للمسرح فحسب وانما لجميع مفاصل الحياة ولابد من استتباب الامن لان الفنان المسرحي بحاجة الى تمارين يومية ولساعات طويلة يعجز عن ممارستها الفنان الان".
واوضحت:" ان مهرجان بغداد الاول الذي اقيم قبل سنة ونصف كان تحديا كبيرا للارهاب في العراق الا ان العرض المسرحي (مواسم الجفاف) الذي تعبنا فيه كثيرا لم نستطع تقديمه في بغداد بسبب الاوضاع التي اشرت لها سلفا ، الا اننا عرضناه على قاعة مسرح الحمرة في دمشق وحضره حشد كبير من العراقيين المتواجدين هناك".
وطالبت فريد الحكومة العراقية المقبلة بان تولي الفنان العراقي اهمية اكبر، لان الفنان العراقي مختنق ويريد ان يتنفس ودواءه المسرح ، وبان يشغل وضع الفنان العراقي حيزا من تفكيرها لمواصلة العطاء المسرحي. وبينت :"ان الفنان العراقي يعاني كثيرا في الغربة ، فالفنان بدري حسون فريد الذي خدم المسرح اكثر من ستين سنة على سبيل المثال منسي ومهمل وهو مغترب منذ عشر سنوات في المغرب العربي ، ومثله فنانون عراقيون كثيرون ، فلماذا هذا التهميش والصد لهذا المنفذ الثقافي الذي من خلاله يستطيع الفنان ايصال وجهة نظر السياسي الى الشعب برمته وبمختلف مستوياته".
وقال الفنان عبد الجبار الشرقاوي:" ان النشاط المسرحي موجود لكنه يعرض في قاعات مغلقة يحضرها النخبة من الفنانيين والرواد فهل هولاء هم جمهور الفنان العراقي؟ بالتاكيد لا الجمهور العراقي يخشى الحضور الى قاعات العرض المسرحي في ظل هيمنة الاحزاب الدينية، وغيرها من الذين يعتبرون المسرح من المحرمات ، اضافة الى ان الفنان نفسه مهدد وخائف حتى من المواضيع التي يحاول طرحها خشية ان تثير حفيظة احد".
وبين:" ان حرية الراي في العراق غير متاحة بالكامل كما ان الفنان العراقي يشعر بانه معاقب من قبل الحكومة . ارتضينا ان نكون موظفيين مع علمنا ان الابداع لايوظف كي نرضيهم ويعترفوا بنا".
واوضح الشرقاوي : "عندما يتشدق الساسة باحاديثهم عن الحضارة والحرية والديموقراطية فعليهم ان يعوا ماذا يقولون وينفذوا وعودهم ولا يهمشوا الفنان ويعدونه مجرد اجير او بوق دعائي لهم"، مشيرا الى ان" الحملات الدعائية التي اقامها السياسيون في الانتخابات التي جرت موخرا جميعها خلت من شعار الثقافة والفن الذي هو اثمن شيء" .
وتساءل : "هل قال احد منهم انه سيرعى الفن والفنانيين والثقافة العراقية باكملها؟".
وافادت الفنانة الشابة ميلاد سري:" ان هناك حيفا كبيرا وقع على الفنانين العراقيين ، كما ان هناك تهميشا لدورهم في الحياة السياسية للبلد" .
وطالبت الحكومة بوضع حد للماسي التي يعيشها الفنان العراقي في داخل البلد وخارجه