فوائد العنف والعدوان الجزء الاول
نعم يحق لمن يستغرب من قراءة هذا العنوان بقوله كيف يكون للعنف والعدوان فوائد حيث من قراءة كلمة العنف والعدوان يعني عنده الشر بعينه ولكن بعد قراءته لهذا البحث سيصل الى قناعة بأن للعنف والعدوان فوائد ---!!لايختلف احد معي بأن العنف والعدوان كغيرهما من مظاهر السلوك الانساني لابد ان يخدما غرضا في حياة الفرد وربما فائدة للذي يمارسها والاذى لمن يقع عليه التعدي حيث( الفرد لايستطيع ان يعمل او لايعمل ما يريد لأن اعماله حتمية بأسبابها ودوافعها ) واذا افترضنا بأن سلوك العدوان هو نزعة او طبيعة اولية في التطور الاتساني أقتضتها ضرورات البقاء والعيش والتكاثر فأن من الواضح ان هذه الضرورات لاتبرز في العصور الحديثة بمثل الحتمية التي اقتضتها حياة الانسان في الماضي عندما اعتمد بقاؤه كليا على مقدرته على ممارسة العنف اذا كان له ان يضمن البقاء ومع هذا التغيير في اهمية العنف في الحياة –الا ان الانسان عبر تاريخه الطويل المدون وحتى عصرنا الحالي مازال يمارس العنف والعدوان على الغير ولأسباب اقل تبريرا وضرورة حياتية مما برر سلوكه في الماضي البعيد ومواصلة الانسان لسلوك العنف والعدوان بعد أنتفاء معظم الحاجات الطبيعية لممارسته لابد له ان يفهم على اسس اخرى غير مجرد سنة البقاء والتي يتساوى في حكمها (عذرا ) كل من الانسان والحيوان على حد سواء
ومن الجلي لمن يتأمل سلوك العنف والعدوان في حياة الانسان بان هذا السلوك يوفر بعض الفوائد الانية او طويلة المدى لمن يمارسه او ينجح في ممارستة وهي على العموم فوائد اما تخدم اغراضا نفسية او توفر الارضاء لنزوات شخصية وهي في معظمها لاتمثل ((ضرورة لازمة للبقاء )) الا انها تبدو متشعبة من الاصول الاولى للعنف والتعدي----
وسنذكر فيما يلي اهم الفوائد التي تجنى من ممارسة العنف على الغير ومع ان معظم هذه الفوائد هي فوائد ضرورية الا ان السعي الى تحقيقها قد يوفر مثل هذه الفوائد في الحياة الاجتماعية وربما في الحياة الانسانية والى حد يصعب معه التيقن فيما اذا كان من الممكن للأنسان في هذه الدرجة من التطور ان يستغني كليا عن سلوك العنف كوسيلة للتعامل الفردي والاجتماعي في كثير من الاحيان ( لكن عندنا في بلدي العراق العزيز يمكن التقين بانه رغم كل التطور لايستغنى ولو بشكل جزئي وحتى ولو لفترة مؤقتة عن سلوك العنف كوسيلة للتعامل ليس على المستوى الفردي فحسب وانما على المستوى الأجتماعي وفي كل الاوقات )
1- حماية المجال والمال :--كما هو الحال في الحيوانات فأن ممارسة العنف قد تكون ضرورة للأنسان لكي يحمي مسكنه او موطنه وما يملك او يقع تحت سيطرته وحمايته بما في ذلك ما يعتبره ملكية جنسية وقد وجد الانسان بالتجربة المتعاقبة او من ملاحظتها بان ممارسة العنف والتعدي لها ان تجلب له المنفعة بزيادة ما يملك من مال ومتاع وارض وهي ظاهرة توجد في الفرد والجماعة والاقوام على حد سواء وهو لذلك يختصر الطريق للحصول على هذه المنفعة عن طريق العنف ومع ان القانون وجد لكي يحدد مثل هذا التجاوز الا انه لم يستطيع حتى الان وفي جميع المجتمعات والاحيان من ان يكون بديلا لأداة العنف في تحقيق المكاسب (لاسيما وللأسف الشديد في بلدي الحبيب صاحب أقدم الشرائع والقوانين )
2- السيطرة على الغير والوصول الى السلطـــة :-- ان الدافع لسلوك السيطرة والسلطة في الانسان هو من الصفات المميزة لسلوكه وهو سلوك يلاحظ في نطاق العائلة وفي نطاق المجتمع بصورة عامة والفرد الذي يفشل في السيطرة والوصول الى السلطة في مجال ما يطمح فيه فأنه تحول الى تحقيقه في مجال آخر كالسيطرة على الزوجة او اولاده او اخوانه ومن الناس من يرضى حاجته للسيطرة والتي امتنعت عليه او فشل فيها بالأقدام على ارتكاب جرائم جنسية او الى ارتكاب مسالك الايذاء والعنف واحداث الالم فيهم ومنهم اذا ما فشل في الارضاء الجنسي الطبيعي او تعذر عليه اجتذاب الشريك الجنسي فأنه قد يلجأ الى العنف للتعويض عن فشله والحصول على الرضا عن هذا الطريق ومن دوافع العنف والتي توفر للفرد الرضا ما يحدث من العنف عند شعور بعض الناس بالخوف من فقدان السيطرة على من يحب او يحتاج اليه او عند تمتع الفرد بشعور الغيرة خشية ان يفقد من يحب وجميع هذه الحالات والتي لها ان تدفع الى العنف والعدوان تعطي القائم بها شعور الانفراج والراحة النفسية ولو الى حين
وكما ان دافع السيطرة على الغير والوصول الى السلطة والمكانة في السلم الحياتي والاجتماعي هو احد الدوافع الرئيسية لسلوك العنف كذلك دافع الرفض لسيطرة الغير وظلمهم واستعبادهم فأنه يوفر سببا هاما للعنف ---وفي الحالتين فأن نجاح الفرد في تحقيقها يوفر له نشوة مزاجية ويدفعه الى معاودة ممارسة العنف في مناسبات مماثلـــة
وسيليه الجزء الثاني لتكملــة بقية فوائد العنف والعدوان
عادل فرج القس يونان
تـركيـا
2 تمـــــــــــوز 2011