Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

فوز الرافدين والرسائل الكثيرة للحدث

بعد أن اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق نتائج انتخابات برلمان اقليم كردستان العراق، وكانت بالنسبة لقوائم شعبنا الكلداني السرياني الاشوري التي حضيت بمبدأ الكوتا حصول قائمة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري على اكثر من عشرة الاف صوت وثلاثة مقاعد من مجموع خمسة، وقائمة الرافدين للحركة الديمقراطية الاشورية زوعا على اكثر من خمسة آلاف وخمسمائة صوت والمقعدين المتبقيين،،،، مع حوالي الف وسبعمائة صوت لكل من قائمة الحكم الذاتي للكلدان السريان الاشوريين وقائمة الكلدان الموحدة وبدون أي مقعد وكما توقع الكثير من المراقبين للساحة السياسية عن قرب.
وبعد ان عرفنا من الاحداث والتفاصيل المعروفة والوقائع على الارض ان حوالي أكثر من نصف اصوات قائمة المجلس الشعبي جاءت من الناخبين من الاخوة الاكراد بسبب جعل التصوت في كوتا شعبنا مفتوحا لكل المكونات من شعب الاقليم وقيام جهات متنفذة في سلطة الاقليم باستغلال هذا الامر والتوجيه له في العديد من المناطق في الاقليم ذات الغالبية الكردية،، هكذا تكون قائمة المجلس الشعبي وقائمة الرافدين قد حصلتا على اصوات متقاربة جدا من الاصوات الصافية للناخب الكلداني السرياني الاشوري. بل تؤكد النتائج الأولية المنشورة في موقع عنكاوة أن قائمة الرافدين كانت متفوقة في اكثرية المراكز التي انتخب فيها أبناء شعبنا.
وكما نعرف ويعرف المهتمون والمتبعون ان قوة المجلس الشعبي الحديث التشكيل هي في محورين: الأول هو المال من خلال الاموال المودوعة لدى السيد سركيس اغا جان، والثاني هو السلطة من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني، ووضع كل امكانياته في السلطة لخدمة هذه القائمة.. بينما قوة قائمة الرافدين ليست في المال وانما في المسيرة النضالية للزوعا وتضحياته وشهداءه وانجازاته وبالتالي قاعدته الجماهيرية العريضة. فان النتيجة الحقيقية لهذه الانتخابات هي انتصار باهر لقائمة الرافدين وفوزها بثقة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري بكل تاكيد. والنتيجة كانت متوقعة أيضا حيث أن المسألة تجاوز منافسة أبناء شعبنا على مقاعد الكوتا. بل تحولت الى معركة الحصول على اغلبية الثلثين بين الحزاب الكوردية الحاكمة، والاحزاب الكوردية التي دخلت العركة كقوى معارضة للأحزاب الحاكمة والمتمثلة بالحزبين الكورديين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني. فكان من مصلحة القوى الكوردية الحاكمة أن تضمن لها مقاعد من كوادرها ومؤازريها من بين أبناء شعبنا، والمقاعد المخصصة الأخوة التركمان. وهذا أمر طبيعي فطالما أن هناك ثغرة قانونية تسمح بذلك في دستور أقليم كوردستان. وكما يقول الأستاذ غسان سلامة " كل ما هو من مصلحتي هو من حقي"
وهكذا.. واذا كانت العملية الانتخابية قد سارت بالشكل الصحيح والنزيه دون التدخلات الاحزاب الحاكمة وتهديد بلقمة العيش، بل وحتى الإعتقال كما حصل لبعض مؤيدي زوعا في عمادية. فلولا تفريغ الكوتا من محتواها فمن الواضح ان النتيجة كانت ستكون ثلاثة مقاعد للرافدين ومقعدين للمجلس الشعبي هذا اذا لم تكون اربعة مقابل واحد، أو ربما تمكنت احد القوائم الاخرى لابناء شعبنا من الحصول على مقعد.
وفي كل الاحوال فان هذه المسألة وهذه النتائج التي الت اليها الانتخابات البرلمانية في الاقليم تعطي رسائل كثيرة، ومن هذه الرسائل:
الرسالة الاولى: إن زوعا لا يزال في طليعة فصائل شعبنا والوحيد المحافظ على قراره المستقل ورادته الحرة التي تعكس ارادة الشعب، رغم العركة الشرسة التي تشن عليه.
الرسالة الثانية: ان بعض شرائح شعبنا قد تكون بحاجة الى الدعم المادي في مرحلة معينة وهو امر طبيعي يجعلها ومن باب اخلاقي تدعم الجهة التي تقدم لها هذا الدعم، رغم أن الكثير منهم تم تهديدهم قبيل الإنتخابات بقطع هذه المعونات إن لم ينتخبوا قائمة عشتار. وهذا الموضوع لم يعد خافيا على أحد.
الرسالة الثالثة: ان قطاعات واسعة من شعبنا رغم حاجته هذه فقد رفض ان تصادر كرامته وكان من النضج والوعي السياسي عنده بما يمكنه من التفريق بين الغث والسمين واختيار من يراه المؤهل لتمثيله وليس من تختاره السلطة ويكون مواليا لها.
الرسالة الرابعة: ان شعبية الحركة الديمقراطية الاشورية لا زالت في اعلى المستويات، ولم ينخفض الالتفاف الجماهيري حولها رغم بعض التعثرات في الفترة الاخيرة ومنها انتخابات مجالس المحافظات، ولم يصبح زوعا معزولا عن الجماهير كما تحاول بعض الابواق النشاز ان تقول ومن ذلك الابواق المثقوبة والمعروفة التبعية لمنظري الحزب الوطني الاشوري الذين حاولوا كما هو شأنهم دائما ان يخدعوا انفسهم ويخدعوا شعبنا بالعزف على هذا الوتر المتقطع في خطابهم خلال الفترة الاخيرة، ونتائج الإنتخابات اعطت رسالة واضحة لهم قبل غيرهم.
الرسالة الخامسة: نلاحظ هذه الايام في وسائل اعلام المجلس الشعبي مثل فضائية عشتار وموقع عشتار سيل التهاني والتبريكات بمناسبة فوز القائمة بثلاثة مقاعد، بينما لا نلاحظ اية تهاني في وسائل اعلام زوعا، والسبب بسيط ناتج عن الخبرة النضالية والتعود على العمل وتقديم التضحيات. فزوعا لا يحتفل لانه نال مناصب في البرلمان لان الفوز بمقعدين لا يعني الفوز بمناصب وانما مسؤولية جديدة تقع على عاتق نوابه في البرلمان وعليهم بالتالي ان يقلقوا ويفكروا ويجتهدوا كثيرا في تادية الرسالة كما اداها سابقيهم من ممثلي شعبنا من الحركة الديمقراطية الاشورية في مختلف المؤسسات.
أما الرسالة السادسة: فهي أن مبدأ كوتا المعمول به حاليا في أقليم كوردستان ليس مصانا وليس ضمانا لشعبنا في ممارسة حريته الكاملة في إختيار نوابه البرلمانيين في أقليم كوردستان. وهنا اذكر فخامة الرئيس جلال طلباني. بتأييد الذي ايدني فيه في احد اجتماعات الأحزاب الكوردستانية في قلة جولان 2002 عندما قلت له "أن حقوق أبناء شعبنا مكيال الديمقراطية في كوردستان. فقال أنا معك مئة في المئة". فرد ممثل الجبهة التركمانية وقال "التركمان أيضا فقال "مام جلال لا لاننا والتركمان نشترك بنفس الدين أما الآخوة الآشوريين فهم يختلفون عنا قوميا ودينيا". إذا نستطيع أن نقول أن إنتخابات أقليم كوردستان كانت جيدة جدا عندما يستطيع أن ينتخب الكلدان السريان الآشوريين نوابهم بكامل إرادتهم وحرتهم ودون تدخل السلطة الحاكمة.
وختاما نقول أن هذه النتيجة رغم ما شابها من مصادرة حق أبناء شعبنا في إختيار ممثليه بكامل الحرية. وتحول مقاعد الكوتا الى لقمة سهلة للأحزاب الكوردية المتنافسة. فأنها تدل على اصالة شعبنا ووعيه القومي والوطني وتحمله المعاناة دون ان يبع نفسه وتحملة كل المعوقات من اجل اختيار قادته وممثليه الحقيقيين.

Opinions