في استطلاع أجرته شبكة نركال الإخبارية
أجرت شبكة نركال الإخبارية استطلاعا طرحت فيه سؤالا على عدد من الخبراء و الأكاديميين العاملين في الشؤون السياسية عن خصوصية ما تتعرض له الأقليات في الوقت الحاضر من انتهاكات صارخة لحقوقها وصل إلى حد تهديد وجودها و السعي لإلغاء هويتها ضمن منهج فاضح من القتل و الاختطاف و التسليب و التهجير بعد سيطرة الجماعات المسلحة على الموصل و تلعفر و مدن و بلدات عراقية أخرى
و خلصت الإجابات التي تلقتها شبكة نركال إلى اتفاق واضح على عدد من النقاط الآتية
1- إن الهجمة التي تعرضت لها الأقليات على يد المسلحين في الموصل و المدن الأخرى هي الأخطر في الانتهاكات التي تعرضت لها منذ عدة سنوات إذ شملت الانتهاكات مساعي خطيرة للتغير الديموغرافي (السكاني) و تشتيتها في أكثر من منطقة عراقية
2- لقد كشفت هذه الانتهاكات عن ضعف واضح في القدرة على تحديها و مواجهتها من قبل جميع الأقليات ، الوضع الذي يعكس ضعفا واضحا في القدرة الأمنية و كذلك في القدرة على التكيف مع هذه الإحداث
3- تبين من خلال الوقائع اليومية إن الروح التضامنية بين الأقليات ما زالت متذبذبة و تخضع لاعتبارات سياسية آنية حتمتها الصراع على المواقع و الامتيازات و المغانم و لهذا لم يتبين حتى ألان وجود خريطة طريق لعمل تضامني موحد على درجة من الإتقان لمواجهة المتغيرات الجديدة بالرغم من وجود تحالف بينها يعرف بتحالف الأقليات العراقية
4- ما زال التجاذب بين الكتل السياسية الكبيرة يحكم علاقة الأقليات مع هذه الكتلة أو تلك و الملاحظ أيضا إن الكتل الكبيرة تتعامل مع الأقليات في اطار المصالح التي تعزز هيمنتها و ليس في إطار إن الأقليات هي من المكونات الأساسية للشعب العراقي و ينبغي أن تكون في خط شروع واحد من المواقف و الحقوق مع المكونات الأخرى
5- يتأكد يوما بعد أخر أن الموقف الدولي إزاء الأقليات ما زال تحكمه مصالح الدول الكبرى و ليس في إطار عمل نابع من تطبيق المقاصد النبيلة لميثاق الأمم المتحدة و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و ما تتطلبه مفاهيم الحماية الدولية
و في إطار هذه النقاط الخمس خلص المحللون و الأكاديميون الذين استفتتهم شبكة نركال الإخبارية إلى إن الوقت حرج جدا و أن الصراع محتدم ألان على الساحة العراقية و أن هناك خطوة مطلوبة من كل الأقليات في أن يكون لها قاسم مشترك تتحرك بموجبه لمواجهة ما جرى و أن يكون التحرك باتجاهين
الأول في إطار الدولة العراقية و ما يترتب من واجبات على الحكومة الاتحادية و حكومة إقليم كردستان
و الثاني في إطار ما ينبغي على المجتمع الدولي عمله في حماية الأقليات،تأسيسا على التعهدات التي من اجلها تواجدت بعثة الأمم المتحدة في العراق(يونامي)، وفي هذا السياق فان المطلوب عقد ورشة عمل مستعجلة في الحمدانية لهذا الغرض تتمخض عنها عدة مقترحات و توصيات للعمل الميداني.