في الندوة التي أقامتها المبادرة الوطنية من أجل بناء المؤسسات الامنية والعسكرية لتوطيد دولة المواطنة
في الندوة التي أقامتها المبادرة الوطنية من أجل بناء المؤسسات الامنية والعسكرية لتوطيد دولة المواطنة :
·أحاديث وحورات بشأن تشخيص الأخطاء العسكرية التي حصلت
·وليم وردا يتساءل ما العمل الآن بعد تشخيص الخلل
·باسكال وردا : ما العيب ان نطلب المساعدة الدولية لمواجهة المجاميع الإرهابية الداعشية
·وردا : الديمقراطية ليست نقيض السيادة والقوة وبناء دولة المؤسسات
شاركت السيدة باسكال وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان وزير المهجرين الأسبق وعضو شبكة نساء العراقيات والسيد وليم وردا مسؤول العلاقات العامة في حمورابي وعادل سعد المستشار في المنظمة ، في الندوة التي عقدتها المبادرة المدنية لمنظمات المجتمع المدني وجاءت بعنوان ( نحو بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية لتوطيد دولة المواطنة والعدل والمساواة ) وذلك نهار يوم 21/1/2015 في بغداد ، وقد تحدث في الندوة ثلاثة باحثين هم ، الدكتور هاشم الهاشمي والدكتور معتز عبد الحميد والدكتور عماد علو الربيعي، الذين ركزوا في أحاديثهم عن الأسباب التي أدت إلى سقوط الموصل بأيدي الجماعات الارهابية الداعشية ، وأثاروا في حديثهم الكثير من المعلومات عن ضعف وتراجع الأداء للجيش العراقي وضعف المنظومة الاستخبارية .
هذا وقد تحدث في الندوة السيد وليم وردا ضمن مداخلة له، طرح فيها عدد من الأسئلة والاستفسارات مشيرا فيها إن الأكاديميين المتحدثين اشروا الخلل الذي حصل ، غير ان الحاجة الوطنية تقتضي أن نجيب على مجموعة من الأسئلة تحت عنوان ما العمل ؟ وكيف يمكن تحرير المدن والبلدات التي سيطر عليها الإرهابيون مع ملاحظة عدم وجود توجه عسكري مركزي لتحقيق هذا الهدف الكبير، خاصة وان هناك أكثر من طرف واحد بدأ يؤسس ويدرب مجموعات بادعاء انه سيحرر الموصل أو مدن أخرى، في حين إن الوضع يقتضي وحدة موقف وطني لأجل ذلك. وأضاف السيد وردا متسائلا ، كيف يمكن بناء المؤسسة العسكرية بعد الخلل الذي حصل وما هو الموقف من المجاميع المسلحة والميليشيات والحرس الوطني الذين يزعمون إنهم سيحررون المناطق المغتصبة من داعش.
ان هذه الأسئلة تحتاج الى إجابات دقيقة وواضحة لمعرفة طريقنا الى بناء مؤسسة عسكرية وأمنية متماسكة قادرة على تحرير المناطق العراقية المغتصبة .
كما تحدثت في الندوة السيدة باسكال وردا مشيرة في مداخلتها الى ان العجز الحاصل في المؤسسة العسكرية الوطنية يقتضي منا أن نطلب المساعدة من المجتمع الدولي لمعاونة العراق في مواجهة هذه المجاميع الإرهابية الدولية ، التي هي في اغلبهم غير عراقية ، ومن خريجي السجون والمعتقلات لدول عديدة، فما العيب في ان نطلب المساعدة الدولية ، وألا فأن العراق سيقع تحت طائلة الانتظار السائب مع وجود هذه النزعة الحصصية التي تحكم المشهد السياسي العراقي .
وبشأن ما طرحه الدكتور عماد علو، بربطه بين الديمقراطية السائدة في العراق وضعف الاداء العسكري لمواجهة الارهاب ، قالت السيدة وردا ان الديمقراطية ليست نقيض السيادة والقوة الوطنية ، فهناك دول تتمتع بأنظمة ديمقراطية ، لكن ذلك لم يخل بمسؤوليتها في مواجهة الأخطار التي تعرضت و تتعرض لها .
مع ملاحظة أن ما نعيشه الآن في العراق، ليس بالديمقراطية حسب التوصيف الدقيق لها ، وإنما منظومة حصصية تحكمها التجاذبات بين المكونات الكبيرة ،يضاف إلى ذلك في الديمقراطية تتطلب وجود دولة مؤسسات في الوقت الذي نفتقر لها بما في ذلك عدم وجود منظومة مؤسسية عسكرية على درجة من المهنية تتولى مسؤولية تحرير المناطق التي اغتصبت .
هذا وقد تحدث عدد آخر من المشاركين في الندوة بينهم الدكتور عامر حسن فياض مشيرا إلى ضرورة الفرز بين مفهومي بناء المؤسسة العسكرية أوإعادة بناء المؤسسة العسكرية ، في حين قال احد المتحدثين إن التركيز على السلبيات لتقييم الوضع العسكري الذي تعيشه البلاد الآن لا يجوز لأن هناك ايجابيات عسكرية حصلت في اطار تولي الجيش العراقي المبادرة والا كانت داعش الآن تتجول في بغداد ومناطق اخرى لم تستطع اقتحامها .