في حديث له مع شبكة إذاعة و تلفاز DW الألمانية
حذر السيد وليم وردا مسؤول العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الإنسان من مغبة وقوع العراق فيما يمكن أن نصطلح عليه التصحر الديموغرافي، جاء ذلك خلال لقاء عقدته معه شبكة الإذاعية و التلفازية الألمانية (DW) على هامش مشاركته في لقاء برلين لجمعيات و منظمات و نشطاء حقوق الإنسان العراقي
و أضاف إن المسيحيين هم أقلية بموجب معايير الأمم المتحدة، رغم ما في هذا الوصف من انتقاص من قيمة المكون المسيحي، كما أن الدستور العراقي استخدم وصف مكوّن لتحديد وضع الأقليات
وأكد وردة أن وجود الأقليات في العراق مهدد، مشيرا إلى أن مناطق الأقليات والمسيحيين على وجه الخصوص عانت من إهمال واضح وتهديد مستمر حتى قبل دخول داعش، كما أن التنمية في هذه المناطق والمشاركة السياسية كانت ضعيفة جدا كما أن المناهج الدراسية التي تقرها وزارة التربية فيها إهمال واضح للدور الوطني للأقليات ولثقافتها ودينها وتاريخها، والحقيقة أن هذا قد أورث المكونات الكبيرة جهلا تاما بالموروث الثقافي لهم. وأشار وردة إلى أسماء شخصيات من المسيحيين تركت أثرا واضحا في العراق، "لكن مناهج المدارس لا تشير قط إلى هذه الحقائق
وعزا وليم الوردة ذلك إلى جهل النخبة السياسية في أصول بناء دولة مدنية حديثة معتبرا أن كثير من النخب ترى في التنوع عامل ضعف، في حين أن التنوع عامل غنى وقوة
وأشار السيد مسؤول العلاقات العامة في منظمة حمورابي إلى أن ما تقوم به داعش، وما سيتبعه من هجرة الأقليات وعلى الخصوص المسيحيين سيقود إلى هذا التصحّر مؤكدا أنه إذا لم تكن هناك معالجة حقيقة لوضع المسيحيين، فإن مصيرهم في العراق سيكون كمصير اليهود، وستصبح كنائسهم أطلالا ، وستكون بيوتهم ومدنهم وقراهم مجرد جزء متوار من الذاكرة العراقية