في حديث مع صحيفة الفا اوميكا الكاثوليكية الاسبانية
في حديث مع صحيفة الفا اوميكا الكاثوليكية الاسبانية
·السيدة باسكال وردا: مأساة النازحين العراقيين تتفاقم يوميا و الوضع يتطلب حلا عاجلا
·المسيحيون و الايزيديون تعرضوا للإبادة الجماعية منذ عام 1915
·السيدة وردا: عودة المسيحيين و الايزيديين إلى ديارهم بعد تطهير مناطقهم يحتاج إلى برامج للمصالحة و ضمانات أمنية
أجرى مدير تحرير صحيفة ألفا اوميكا الكاثوليكية الاسبانية في مدريد حوارا مع السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الإنسان وزيرة الهجرة و المهجرين الأسبق عضو شبكة النساء العراقيات، حيث تركز الحديث بشان التحديات التي تواجه الأقليات العراقية و بالاخص المسيحيين في الوقت الحاضر بعد غزو المجاميع الإرهابية الداعشية لمناطقهم في الموصل و سهل نينوى
و قد أكدت السيدة وردا إن الوضع ألان يزداد خطورة بالنسبة للنازحين من المسيحيين و الايزيديين بالدرجة الأساس إذ ما زالوا يسكنون في هياكل غير مكتملة بل إن بعضهم يسكن الخيام الوضع الذي عرضهم للكثير من الصعوبات اليومية مع النقص الواضح في الخدمات و قد ازدادت حياتهم قسوة نتيجة البرد و هطول الأمطار
و دعت الى إن هذه المأساة المتفاقمة تتطلب دعما عاجلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هؤلاء المواطنين العراقيين الأبرياء
و بشان الوضع التاريخي للأقليات العراقية و ما تعرضت له منذ تشكيل الدولة العراقية عام 1921 أشارت السيدة وردا إلى إننا في العراق ما زلنا نعيش اثار النظام البائد و ما ارتكب من أخطاء و مجازر و إرهاب ضمن ما يسمى (الحملة الإيمانية) حيث صادر حقوق جميع الأقليات و سعى بكل وسائل التسلط و الإرهاب و السطوة أن يملي قناعاته السياسية بهدف القضاء على التنوع الديمغرافي الذي يتميز به العراق
وتحدثت السيدة وردا إلى إن ما تعرض له المسيحيون و كذلك الايزيديون عام 1915 من مجازر يمثل وصمة عار لا يمكن لأي جهة أن تدعي خلاف ذلك، و أضافت السيدة رئيسة منظمة حمورابي انه في الحرب العالمية الأولى قد تم ذبح و إبادة الكلدان السريان الآشوريين و الأرمن ابادة جماعية
و ردا على سؤال لصحيفة ألفا عن تصورها بشان موضوع بقاء المسيحيين في العراق او هجرتهم حماية لهم قالت السيدة وردا ان حل البقاء أو الخروج من العراق قرار يتعلق برأي كل شخص وعائلة ولا يمكن أن يطلب من احد البقاء غصبا عنه عموما الخروج من العراق ليس الحل الأمثل، وقبل أيام رأيت عددا من العوائل الواصلة حديثا إلى فرنسا، حيث أستطيع التأكيد بان الوضع ليس سهلا أبدا وحتى إن بعضا منهم عادوا إلى اربيل.
و أفادت السيدة وردا إن المسيحية باقية في العراق مهما جرى وجميع المسيحيين يرفضوا الخروج وحتى لو فرضنا خرجوا، فهناك غيرهم، أي لا يمكن القضاء على الوجود المسيح بالشكل الذي يحلم به المجرمون، لان المسالة تتعلق بشعب أصيل ولم يقدم لوطنه العراق سوى الإخلاص في البناء والتطوير والمحبة لجميع المسلمين
الخلاصة مما اقول ان الوجود الوطني المسيحي في العراق هو أقدم وجود لمكون عراقي و قد ساهم المسيحيون الآشوريون منذ القدم في الحفاظ على هذا البلد الذي هو مهد الإيمان و التنوع منذ نبينا إبراهيم
و جوابا على سؤال بخصوص الوضع ما بعد تطهير العراق من داعش، أجابت السيدة وردا بان العمل سوف يكون طويلا وشاقا لان الثقة قد انكسرت بين المسيحيين وجيرانهم في الموصل وكذلك في مناطق سهل نينوى حيث من المفروض أن تعود جميع المؤسسات العراقية وتبذل جهودا جمة في إيجاد سبل للمصالحة بين مختلف الضحايا وجيرانهم . لان مسالة استهدافهم من قبل الجيران تسببت بأنواع من حس الانتقام الأمر الذي يتطلب إيجاد تفاهم بين جميع مكونات محافظة نينوى من اجل العيش المشترك و السلام الاجتماعي
و اختتمت السيدة وردا حديثها إن التحرك الحكومي عموما ليس بالمستوى المطلوب في مساعدة النازحين و نحن في منظمة حمورابي لحقوق الإنسان قدمنا مقترحات مكتوبة إلى السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي اقترحنا بها بعض الإجراءات لحماية النازحين و تلبية حاجاتهم الأساسية و قد حظيت مقترحاتنا باهتمام السيد رئيس الوزراء