Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

في رثاء أبو الشهداء سيادة رئيس اساقفة نينوى للكلدان


سيدي الشهيد البطل
نداء الى العالم
أحزَنْ أيُّها العالَمُ الشريف في كُلِّ أرجاءِ المَعمورة ، لكون الحدَث أكبر مِنْ أنْ تستوعبه أقلامنا الصغيرة .
اليوم .... أفَلَّ نَجمٌ كبير من سَماءِ الكنيسة الكلدانية
اليوم فقد الكلدان عمود كبير من أعمدة البيت الكلداني
فليُسَطّر التأريخ ما شاء .... ولكن النَّجْمَ هَوى .... والمِشكاة خبا نورها ... لا بَلْ هَبَّتْ ريحٌ صفراءَ أطفأت نور مشكاتنا ...
يا مسيحيّوا العراق ........ أعلنوا الحِداد ...ألغوا كُلَّ الإحتفالات .... فطريق الجلجلة ما زال طويلاً ... ولنا ألْفَ صليبٍ وصليب علينا نحن الكلدان وقع واجب الحمل ، مهما ثَقلَت أعواد الصلبان علينا ،
يا مسيحيّوا العراق ... وبالأخص يا كلدان العراق سواء كنتم مسيحيين أم مسلمين ام صابئة
إنه يوم الوجوم ... إنه يوم الذهول ... إنه يوم الحزن الشديد
يا مسلموا العراق الشرفاء المخلصين
تضامنوا مع إخوتكم في الوطن والإنسانية ... تضامنوا مع إخوتكم المسيحيين العراقيين ... فالصديق يُعرفُ وَقْتََ الضّيق ... شدّوا إزْرَ إخوتكم في وقت الشّدة هذا ... أعلنوا أستياءكم تضامناً مع الحق والحرية والديمقراطية، وإستنكارا للإرهاب والتطرف الديني البغيض والمقيت ، وبالذات في هذه الجريمة النكراء . أنبذوا النَّكِرَةَ من بين صفوفكم ، وأعلنوا الحرب على كل مَنْ يُسيئُ إلى سمعة دينكم وتعاليمه السمحاء .
أيها المسلمون ، حاربوا وأجهزوا على كل من يحاول الإساءة إلى تعاليم دينكم واستغلال الدين في تبرير قتل الأنفس البريئة وقتل المواطنين العُزَّل، مجرمون لا يعرفون الرحمة ، أوغاد لا يميّزون بين شيخ ورجل دين وطفلٍ برئ وإمرأة مُسِنّة ، يبررون جرائمهم باسم الله والإسلام ،
يا مسلمي العراق ، كفانا إدانةً ورفض واستنكارا، نطلب منكم عملاً ، نريد اليوم فعلاً لا قولاً ، فأنتم المؤثرون على الساحة في العراق ، انتم لكم ثقلكم الأكبر في الميزان العراقي ، أنتم الطرف الكبير في المعادلة العراقية .
يا شعب العراق ، أو يا أبناء العراق
تكاتفوا ... تضامنوا ... توحدوا ... أرفعوا شعار المحبة عاليا ....... أوقفوا الإرهاب ... أبعدوا الإرهاب
أيها العالم الأخرس
الكلدان مكوّن حضاري تاريخي تراثي في العراق ، وللكلدان جزء كبير ، لا بل الحصة الأكبر في تاريخ وتراث وحضارة الكلدان ، وبدون الكلدان تنمحي صفة الحضارة والتراث من تاريخ العراق ، وتظهر صورة غير واضحة المعالم في هوية العراق .
اليوم كما في الأمس ، هجمة بربرية شرسة ضد الكلدان تطالهم في قياداتهم الدينية.
اليوم يُعلن الأنتقام الحقيقي من رجال الدين الكلدان وكنيستهم التي تضم شعبا خليطاً من الكلدان والاشوريين ، وبذلك تكون من أكبر كنائس العراق على الإطلاق . اليوم يُنتقم من الكنيسة الكلدانية بقتل شمامستها وكهنتها وأساقفتها .
اليوم يستدل به بأن مسيرة الشهداء في العراق ما زالت مستمرة ، وقطار الارهاب ما زال يسير ، ومنجل الظلم ما زال يحصد الأرواح البريئة كل يوم.
أيها العاَلَمُ الأخرس ، فِعلاً أنك أخرس ، لكونك ترى وتسمع وتشاهد وبالتالي تقف مكتوف الأيدي لا تفعل شيئاً ،
أيها إلإرهابيون
ماذا تضنّون ! ! هل بقتلكم راهبٍ هنا وكاهنٍ هناك تنتهي المسيحية ؟ يا عميان القلوب ! إذا لم يشأ الله فهل أنتم أقدر منه ؟ هل تستطيعون ان تمحوا دين مَنْ قال عنه القرآن الكريم بأنه " روح الله " و " كلمته " وقد أيده الله " بروح القدس " ؟ أيها الأغبياء : هل تحاربون الله ؟
مَنْ كانَ مِنكُم بلا خطيئة فليرمها بأول حجر !!!!!! وأنا أتساءل : مَنْ كانَ منكم أطهر من رئيس الأساقفة الذي قتلتموه ؟
أية جريمة أرتكبتم ؟ألم تسمعوا صراخ روحه يمزق آذانكم متسائلة : بأي ذنبٍ قُتِلَتْ
أيها المجرمون : ألم يكن سيدنا ينادي بالمحبة والسلام وبناء الوطن ؟
ألم يوصي أتباعه بوجوب المسامحة والمغفرة لكل من يسيئ إليهم ؟ لماذا قتلتموه إذن ؟
ألا تَبَّتْ أياديكم أيها القابعون في الزوايا المظلمة النتنة
هل كان سيادته رئيس حزب ديني متطرف ومتزمت ؟
هل كانت له ميليشيا مسلحة عملت ضد الوطن ؟
هل جاء على ظهر دبابة أمريكية وتبوأ منصباً رفيعاً في الدولة ؟
هل بارك المحتل وسانده ؟
هل كان آمر وحدة عسكرية في القوة المتعددة الجنسية ؟
هل كانت جنسيته غير عراقية كما أنتم أيها الجبناء يا أعداء العراق ؟
إن كانت جميع الإجابات ب نعم فلماذا قتلتموه إذن ؟
كيف نَصِفَكُم أيها الجلادون ؟ حتى الكلمات يصيبها الخزي و العار عندما تنتظم أحرفها لتكوّن أسماءكم
الحرف ينزوي خَجلاً عندما يرسم اسماؤكم
فلينظر العالم إلى أعمالكم .... قتل ... دمار ... إرهاب ... أيتام ... ثكالى ... أرامل ... أنتقام ... بلد مدمر ... مجتمع ممزق ... جيل مجرم ...
أيها الأوغاد ، يا مَن تَلَطَّخَتْ أياديكم بدماء العراقيين الشرفاء ، أيها القادمون من خلف الحدود ، أيها الحاقدون على العراق وتراب العراق وماء العراق ،إن زمن النصر قريب ، وستكون نهايتكم على ايدي العراقيين الشرفاء
لقد قتلتم رئيس اساقفة نينوى ...... نينوى .... نينوى .... التي قدّمت الشهداء على مر الزمان وما زال قطار الشهداء ينطلق من نينوى ، اليوم تُصْبِحُ نينوى و تُمْسي بدون رئيس أساقفة ،اليوم تعيش نينوى بدون حمامة سلام .
أيها الإرهابيون ، لقد قتلتم حمامة السلام في نينوى ، أيها المجرمون ، اليوم أستشهد السلام في بلدي
لقد قتلتم مَن سامَحَكم مِن كُلِّ قلبه ، عندما قتلتم ألأب الشهيد رغيد گنّي وجوق الشمامسة الشهداء
أيها الإرهابيون : لقد سمعتموه وهو على فراش الموت يرفض المساومة على إبقاء حياته من أجل حفنة دولارات ، سامحكم وهو على فراش الموت عندما عَلِمَ بمقتل صحبه الأبرار وأنتقالهم إلى حياة المجد مع يسوع، سامحكم مِنْ كل قلبه وطلب من أستاذه رب المجد سيدنا يسوع المسيح بكلمات شهيد المسيحية الأول مار أسطفانوس الشهيد عندما رجموه من اجل إيمانه قائلاً" يا رب لا تحسب عليهم هذه الخطيئة " ، ألم تصغوا له وهو يتكلم مع مخلّصه الإلهي مقتديا به طالباً لكم كما طلب يسوع قبله غافراً لكم سوء فعلتكم كما غفر يسوع لصالبيه قائلا " يا أبتي أغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون ."
يا سيدي الشهيد المثلث الرحمة مار بولس فرج رحو رئيس اساقفة نينوى على الكلدان
أنك أول رئيس أساقفة يستشهد من أجل الإيمان منذ عدة عشرات من السنين
ماذا أقول لك يا صاحب النفس الأبية ! كيف لي ان أُخاطب سيادتكم أيها المثلث الرحمة، نعم سيدي ، لقد تأخرتُ في رِثائك ، ولكن عُذراً ،فقد أرعبني الخبر، سقط عليّ سقوط كل قذائف العدوان على العراق، أنذهلتُ، ارتبكتُ ، رجفت ركبتاي واصطكت اسناني واعترتني رعشة فقدتُ عندها السيطرة على أناملي ، خانتني الذاكرة ، فقدتُ القدرة على إيجاد الكلمات اللائقة بمثل هذا الحدث المؤلم ، رحيلك فاجأنا ، لم يدخل رحيلك في أي من حساباتنا، أعذرني سيدي في تأخري في الرثاء، وقد جئتك اليوم وقلمي يكتب بالدم والدموع كلمات الألم والرثاء.
نعم لقد فقدك الكلدان، فقدَكَ مسلموا الموصل قبل مسيحيّيها ، فقدتك نينوى الحبيبة ،أشتاق لك حي النور في الحدباء التاريخية مدينة أم الربيعين .
فقدتك الكنيسة الكلدانية حيث كنتم نجمٌ لامِعٌ ساطعٌ في سمائها، فقدتكم وودعتكم نينوى إلى الأبد لتستقبلكم كرمليس أُمّ شهداء المسيحية في عصرنا الحالي ، سيدي استقبلتك كرمليس ولكن ليس ككل المرّات ،
استقبلتكم كرمليس بالبكاء والآهات وذرف الدموع والحسرات ،
لقد استقبل ثرى كرمليس من قبلكم صحبكم الأبرار فارس ورامي وقبلهم الاب الشهيد رغيد گني وشمامسته الشهداء ، واليوم يستقبلكم أنتم ،
يا سيدي ماذا اقول لك يا حمامة السلام ، لقد أبيت إلا أن تشارك سيدنا يسوع المسيح فحملتَ صليبك وتبعته . صَعُبَ على المجرمين أن يروك قمة في السلام
أيها الأسقف الجليل : لقد اخترت وسرت في طريق من سبقوك ، طريق اختاره من قبلك أساقفة كُثُر، اصبحت مار شمعون بر صباعي العصر الحديث، أبيت ، وخفتَ أن تتأخر عن الألتحاق بركب الشهداء، استعجلت الرحيل ، لم تعد نفسك تتحمل مفارقة أبونا رغيد گني ورفاقه الشمامسه الشهداء،
لقد فارقته على الأرض ، لتلتقي به في السماء.
يا سيدي رفضتَ أن تكون بيوت الله " كنائسك " مصدراً للقتل والإرهاب
يا سيدي رفضْتَ أن تجعل من الكنائس مشاجب للأسلحة
ياسيدي رفضْتَ أنْ تُدعم الإرهاب وتسنده وتُغذّيه
يا سيدي رفضْتَ أنْ تزودهم بشباب ليفجروا أنفسهم بين تجمعاتٍ بشريةٍ بريئةٍ ، وبذلك دَفَعْتَ بلية كبرىجَنّبْتَ فيها شعبنا وأخفقْتَ مؤامرة دنيئة ليوقعوا بين المسيحيين والمسلمن في هذا البلد الذي كان آمناً في يومٍ ما ، ودفعتَ حياتك ثمناً لذلك .
وذلك لأنك قدّيس ،ولأنك عراقي أصيل .
إنهم ينادون عليكم بالرحيل و قد اخترت الرحيل وكن ليس الى بلدان المهجر ، بل الى السماء .
فهل يعلم أهل نينوى هذه الحقائق ؟ وهل عرفوا بأنّكَ جُدْتَ بنفسك في سبيل إنقاذ أرواحهم واطفالهم ونساءهم و " الجود بالنفس أقصى غاية الجودِ "

يا كرمليس يا عين عيون القرى، ألقوش أختك هي " يمَّه أد مَثواثا " وأنتِ اليوم أصبحتِ " اينَه أد مَثواثا " نستحلفك بالله ان ترعي رئيس اساقفتنا فهو أمانة عزيزة وغالية نستودعه في ثراكِ ، فحافظي على هذه الوديعة الغالية ، ونحن واثقون من أنك أهلٌ لذلك .
يا سيدنا : لقد أستقبلتك عيون كرمليس بالدم والدموع ، استقبلت نساء كرمليس كما ودعت جسدكم الطاهربالهلاهل والنحيب ، وكذلك كان شيبها وشبابها وأطفالها ... كهنتها وشمامستها وكل أهلها .

يا نجم اكلدان : ما زالت كلماتك ترن في الآذان :ــ
نُريدُ أنْ نَرى السَّلام
نُريدُ أنْ نَرى التَّضامن
نُريدُ أنْ نَرى الأخوَّة
َنُريدُ أنْ نبني هذا البلد
إذا كانت هذه أقوالك وتلك هي أفعالك لماذا قتلوك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سؤالٌ نريد جوابه ممن وعاه ، شعباً وحكومةً وقادةً ومسؤولينَ وميليشيات ومواطنين
ستبقى كلماتك الأخيرة نبراساً يهتدي بها كل شريف غيور على وطنه وأمّته ومحب للمحبة والسلام
شكر وتقدير لكل قلم عراقي وعالمي شريف ساهم او ساند أو تعاطف مع الكلدان في هذا المصاب الجلل.
شكر خاص لطلبة جامعة الموصل أصحاب القلم الشريف من المسلمين الذين نظّموا قصيدة ووزعوها تضامنا مع المسيحيين الكلدان في محنتهم هذه

الرحمة على روحك الطاهرة
بهذه المناسبة الحزينة والاليمة نتقدم بقلوب ملؤها الحزن والغم الى سيادة البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكلدان والاثوريين في العراق والعالم باحر التعازي وللسلك الكهنوتي جميعا ، نعرف بأنكم مشروع دائم للأستشهاد ، رحم الله رئيس أساقفة نينوى للكلدان وأسكنه جناته ع الملائكة والقدّيسين وألهمكم ا يدنا البطريرك وأهل الفقيد وأصدقاؤه ومحبيه الصبر والسلوان .

نزار ملاخا / ناشط قومي كلداني
‏21‏/03‏/2008

.

Opinions