في مرمى الكويت
الهدف الذي يسعى لاجله غالبية المتبارين على المستوى العالمي ليكون المبتغى والفوز بالنتيجة النهائية.فمن يمتلك الهدف يكون قادراً للوصول الى ذروة ونشوة الفوز ، هكذا هي مبارات العراق والكويت المقامة على ملعب السياسة الدولي فتكرار الهجمات والشد والجذب من قبل الطرفين يجعل الطرف الآخر يسرع في احراز تقدم سياسي على المستوى الدولي.
لم يكن خاف على توتر العلاقات العراقية – الكويتية على خلفيات حكم النظام الصدامي وغزو الاخير لدولة الكويت وعلى اثرها شنت الحرب على العراق من قبل امريكا وحلفاؤها، ووضعه تحت عقوبات صارمة ، وليس بغريب أن تقوم الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب العراقي أن تعمل جاهدة لاخراج العراق من تلك العقوبات الصارمة التي وضع فيها.
خطوات السيد رئيس الوزراء العراقي بزيارته الى الولايات المتحدة الامريكية ولقاءه بالرئيس الامريكي الجديد أوباما والامين العام للامم المتحدة والمسؤولين الامريكيين بتسجيل أهداف معينة كالامن والاقتصاد وكيفية اخراج العراق من البند السابع ، والتي يأمل العراقيون خيراً بتلك الزيارة ويعول عليها ، خصوصاً وان بهذه الزيارة للسيد المالكي الذي أودع الكرة في مرمى دولة الكويت الشقيقة ليرى مدى استجابة وردة الفعل العالمي- الكويتية.
نحن كشعب عراقي لم تكن لدينا أدنى مسؤولية في اصدار القرار الخاص بغزو الكويت في الثاني من آب عام 1990 ، بل كان العكس من ذلك فقد رفض الشعب العراقي غزو الكويت رفضاً قاطعاً مما أدى الى تنحي غالبية الجيش العراقي وترك مواقعهم من دولة الكويت ولم يتبقى سوى القليل ممن اضطرتهم الظروف بعدم ترك مواقعهم خوفاً من فرق الاعدام التي كانت تترصد العائدين ، والقسم الآخر من الحرس الجمهوري لصدام ، وكانت ردة الفعل عنيفة من قبل الشعب العراقي ازاء ذلك ، ووقوفاً مع الشعب الكويتي أن انتفض في العام 1991 في غالبية محافظات العراق رغم معرفة الشعب العراقي بأداء الحكومة الكويتية في وقوفها مع صدام بحربه على ايران منذ عام 1980- 1988 عندما كانت الحكومة الكويتية تدفع مساعدات كبيرة جداً للعراق لأجل استمرار العراق بحربه على ايران.
هل يعلم الشعب الكويتي ان صدام لولا استمرار مساعدة الكويت له لاحراق العراق وايران لم يكن يقاوم حرباً استمرت ثمان سنوات وعلى أثر تلك المساعدات التي طالبت بها الكويت لصدام جاء غزو دولتكم ، فصدام قاد حرباً نيابة عن دول الخليج وكان الخليج العربي يشيد ببراعة وبطولة صدام الكارتونية خوفاً من التوسع الايراني في المنطقة بعدما تحولت الى جمهورية اسلامية – شيعية وهذا لا ينكره القادة العرب جميعاً في اغلب تصريحاتهم.
فكانت وقفة الشعب العراقي تجاه الشعب ولم ينظر الى ما فعلته الحكومة الكويتية بادامة الحرب العراقية – الايرانية وسقوط اكثر من مليون عراقي ضحية لذلك بمال كويتي ، فالشعبين كانا الضحية لسياسات حمقاء حالت دون ولوج تلك الشعوب والاندماج ببعضها وزرعت بينهم العداوة والبغضاء.
فعلى الحكومة العراقية حث الخطى باخراج العراق من طائلة البند السابع وعدم الاستماع الى التصريحات المتشنجة من المسؤولين الكويتيين بهذا الخصوص ولتكن علاقة العراق مع الشعب الكويتي وليس مع الحكومة لانه صاحب الكلمة التي طالما كان مغلوب على امره ، فقد جاء الوقت بان يبنى العراق نفسه ويحافظ على ثرواته وخيراته التي طالما تم استغلالها من قبل دول الجوار بحجة ضعف العراق ووضعه تحت وصايا الامم المتحدة والدليل واضح للعيان ولا يحتاج الى لبس فعلى مدى ست سنوات والعراق يقود حرباً داخلية ضد الارهاب الذي تصدر لنا من خلف الحدود ودول الجوار شريك بذلك اخزاهم الله.
فدماء العراقيين غالية جداً للمحافظة على بناء دولة العراق خالية من تسلط الصداميين والعابثين بارضه وخيراته.