Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قـراءة موضوعية في اللقاء مع يونادم كنا

قـرأت بإمعـان اللقـاء الذي أجـراه موقع ( عنكاوا كوم ) مع السـيد يونادم كنـا ، ووجـدت مـن المفيـد أن أتـناوله مـن خـلال النظـرة القوميـة الوحدويـة الموضوعـية التي أؤمـن بـها وأعتـمدها في كتاباتـي ، وأقـول كلمـة الحـق مـن وجهـة نظـري في هـذا اللقـاء ، على رغم الغموض الواضح فيـه ، الـذي تـرك المجـال مفتـوحا لتبـاين التفاسـير والأحكام والمواقف والتوقعـات في شـأنه ، ماجعلـني أخمـن أن السـيد يونادم أعطى ملامح لإمكانيـة حصـول تطورات في موقف زوعـا لكنـه تـرك الأبواب مفتوحـة لكل الإحتمالات . . وكنت أتمـنى لـو كـان السـيد يونادم واضحـا في موقفـه من القضايا المصيرية التي تـناولها اللقـاء معـه ، خصـوصا أن مركـزه الحـزبي والسـياسي بالنسـبة لشـعبنا يستـوجب منـه ذلـك .

وأود أن أؤكـد ، بدايـة ، أنـني إنطلاقـا مـن عـدم إنتمائـي أو تأيـيدي المطلـق لأي حـزب أو فئـة أو حركـة سـياسية والتـزامي النـهج الوحـدوي القومـي لشـعبنا ( الكلدانـي الآشـوري السـرياني ) ومسـايرتي الإعتـدال ومتطلبـات ظـروف المرحلـة الراهنـة في الإتفـاق على إسـمه الرسـمي ، فإنـني لسـت على إتفـاق كلي أو خـلاف كلي مـع أي تنظيـم سـياسي لشـعبنا ، وإنـني أرى أن لكـل تنظيـم إيجابياتـه وسـلبياته ، وإن كـان ذلـك بدرجـات متـفاوتة في كـل منهـما بيـن تنظيـم وآخـر . . واعتـمادا علـى موقـفه مـن وحـدة شـعبنا والإسـم الرسـمي الموحـد لـه .

وأيضـا أود أن أوضـح لأولئـك الذيـن يحاولـون إتهامـي بأنـني " مـروج " لفكـر الحركـة الديمقراطيـة الآشـورية التـي يرأسـها السـيد يونادم كنـا ، بأنـني أتـفق مع الحركـة ورئيسـها في مجموعـة مـن منطلقاتـها وأخالفـها في أخـرى ، وإذا ظهـر في كتاباتـي مايبـدو ترويجـا لفكـر الحركـة فهـو في الحقيقـة ترويـج لـما أتـفـق بـه مع فكـر الحركـة ، وهـو أيضـا أمـري مـع كـل تنظيمـات شـعبنا السـياسية ، ولكـن أقولـها بصـراحة ، ان بيـن احـزاب شـعبنا مـن أنـا على إتفـاق مع مبادئـها وممارسـاتها أكثـر من إتـفاقي مع ( زوعـا ) وأن السـيد يونادم سـبق أن امتـدحته في مواقـف وانتـقدته في أخـرى ، وكـل ذلـك منشـور في المواقـع وهـو معـروض للقـراءة والمراجعـة لكـل مـن فاتـه الإطلاع عليـه ويريـد التـأكد مـن ذلـك .

وخـلال وجـودي في شـمال العـراق في شـهري آب وأيلول الماضيين ( 2006 ) إلتـقيت برؤسـاء أو ممثلـي غالبيـة تنظيمـات شـعبنا وتبادلـت معـهم الآراء ، وكانـت كـل أحاديثـنا بنـاءة ، فلـم أجـد بينـهم مـن لايؤمـن بـأن شـعبنا بكافـة مسـمياته واحـد ، أو مـن ليـس مـع وحـدة شـعبنا وجمـع شـمله ومنـع تشـتـته وصيانـة وجـوده الحاضـر في العـراق وترسـيخ حقوقـه ووضـع أسـس ضـامنة لمسـتـقبله . . وبالطبـع لـم تخـل مـن آراء وتحفظـات في شـكل الإسـم الموحـد ولكـن لـم أجـد مـن أحـد رفضـا قاطعـا للإسـم الموحـد . . وسـمعت بعـض الملاحظـات مـن طـرف على آخـر ولكنـها ـ لأمانـة النـقل ـ كانـت جميعـا هادئـة وغيـر جارحـة ، وأيضا سـمعت مـن الجميـع ، مـن دون اسـتـثناء ، نقـدا شـديدا وأحيانـا لحـد الإسـتياء ، لقسـم مـن سـياسيي وكتـاب الخـارج مـن شـعبنا ، الذيـن ـ قـال كـل مـن إلتـقيـتهم في العراق عنـه ـ بـأن " همـّه زرع الفرقـة وإثـارة النـزاعات والبحـث عـن وسـائل تخريـب الداخـل وليـس تعميـره ، وهـو ـ أي قسـم الخـارج الذي تنـاولوه ـ يقـول الكثيـر الكثيـر الضـار ، ولايفعـل حتـى القلـيل القليـل النافـع للصامديـن في الداخـل " .

وليس خافيـا ، أنـني التـقيت عـددا مـن قيـادات الحركة ـ السـيد يونادم لم يكـن بيـنهم ، ولا أتذكر أنـني التـقيته أو رأيتـه وجهـا لوجـه في حياتـي ـ وقواعـدها وتـبادلت معـهم الآراء ، واسـتمعـوا إلـيّ واسـتمعت إليهـم ، وتناقشـنا في مواقـفنا المختـلفة وأبديـت ملاحظـاتي على العـديد مـن ممارسات الحركة ورئيسـها ، وللحـق أنـهم أيـدوني في قسـم منـها ودافعـوا مـن وجهـة نظـر الحركـة عـن القسـم الآخـر ، وكنـّا دائمـا نـنهي حواراتـنا على تفاهمـات وثـقة متـبادلة ، وبـأن مصلحـة شـعبنا ومـا يفيـده ينبـغي أن تكـون فوق كل اعتـبار حزبـي وغيـره .

وقـد دونـت هـذا المـدخـل لموضوعـي ، آمـلا أن أوفـق بـأن تكـون قراءتـي للقـاء عـنكاوا كوم مع السـيد يونادم كنـا ، ضـمن موضـوعية إطـار هـذا المدخـل . .

شـخصيا ، أرى بـأن من حـق السـيد يونادم أن يكون ممثـلا لشـعبنا في أي لجنـة للبرلمـان العراقـي ، بنـاء على القـوانين والقـرارات واللوائـح الداخليـة التي يعمـل بموجبـها البرلمـان ، والتي تـقر بـأن اختـيار أعضـاء اللجـان يتـم من خـلال القـوائم الإنتخابية الممثلة في البرلمـان . . صحيح أنه كانـت تـقدمت قوائم أخرى لشـعبنا خلال الإنتخابات البرلمانية ولكنهـا لـم تـتمكن من إيصـال ممثـلين عـنها ماجعـل قائمـة الرافدين الوطنيـة وممثـلها السـيد يونادم كنـا الوحيـدين الممثـلين لشـعبنا بحكـم الواقـع في البرلمـان ، وصحيـح أيضـا أنـه يوجـد نواب من شـعبنا غيـره في البرلمـان ، ولكنـه الوحيد الذي يمثـل قائمـة ( الرافـدين الوطنيـة ) الخاصـة بشـعبنا ، أمـا الآخـرون فـقـد تـم انتخـابهم ضمن لوائح الممثـلين لقـوائم أخرى ، ومـن حق قوائمهم أن تختـارهم في عضويـة اللجـان ، ومـادامت قوائمهم لـم تختـارهم ، فإن مشـكلة هـؤلاء النـواب المنتـمين إلى شـعبنا هي مع قوائمهـم التي يعتـبرون نـوابا ضمـن مجالـها ، وليسـت مشـكلتهم مع أي آخـر سـواء كان السـيد يونادم أو غيـره . . وإذا كـان الكتـاب عاجزيـن عن إنتـقاد تلك القوائـم وموقـفها مـن المنـتمين إلى شـعبنا الذين هـم ضمنـها ، فليس مـن الإنصـاف والعـدالة أن يعوض هـؤلاء الكتاب عـن عجزهـم هـذا بصـب جـام غضـبهم على السـيد يونادم الـذي يدخـل اللجـان بحـق وبحسـب قرارات البرلمـان ضمـن قائمتـه الوحيـدة الفائـزة مـن بيـن قـوائم شـعبنا التي شـاركت في الإنتخابـات .

أمـا إدعـاء البعض بـأن السـيد يونادم ليس حيـاديا لأنـه يمثـل تنظيمـا سـياسـيا وفكـرا قوميـا ضمـن مبـادئ الحركـة الديمقراطيـة الآشـورية ، فهـذا إدعـاء غيـر موضوعي ، لأن كـل أعضـاء البرلمـان العراقي ومن ضمنـهم المنـتمـين إلى شـعبنا ، وفي مجـال أي قائمة كانـوا ، ليسـوا حيـاديين ، لأنـهم يمثـلون احـزابا ومبـادئ وأفكـارا ، حالـهم كمـا هي حـال السـيد يونادم ، وإذا كانـت للبعـض مآخـذ على التنظيـم السـياسي للسـيد يونادم ، فلا يوجـد تنظيـم سـياسي ، سـواء الحركـة الديمقراطية الآشـورية أوغيـرها ، بمعـزل عـن الإطـراء من البعض والمـآخذ من البعض الآخـر ، وهـذه حـال طبيعيـة لكـل تنظيـم أو فكـر سـياسي ، لشـعبنا أو غيـره .

ومـن البعيـد عـن الحـوار الموضوعي ، أن يقـول البعض " إن الأحزاب الآشـورية لايوجـد بيـنها معـتدلين . . " وبذلك يتجاهلـون حقيقة أنـه يوجـد في لائحـة الأحزاب ( كلدانية ) و ( آشـورية ) و ( سـريانية ) و ( غيـرها ) معتـدلون وغيـر معتـدلين ، أما القول بأن الأحزاب الآشورية وحـدها لايوجد فيها إعتـدال ، فهـذا حكم هـو بحـد ذاتـه غيـر معتـدل . . كمـا أن اعتـبار نفـي السـيد يونادم أو غيـره مـن الآشـوريين " وجـود القوميـة الكلدانيـة " هـو " فكـر اقصائي " ، تعبيـر غيـر دقيق ، فكثيـر من الذيـن ينتـمون إلى " المذهب المسـيحي الكاثوليكي الكلداني " ينـفون وجـود قوميـة آشـورية ، وغيـرهم مـن المذهب نفسـه ينفـون وجـود القوميـة الكلدانية ، وأنـا كتـبت رأيـي في هـذا جهـارا ومـرارا ، وأكـدت بالأدلـة التي بحوزتـي ، أن مـن الخطـأ التاريخـي ربـط التسـمية المذهبيـة الكلدانيـة التي راجت لطائـفة مسـيحية كاثوليكية ـ أنـا مـن بيـن المنتـمين إليـها ـ منـذ جـاء بـها البـابا أوجيـن الرابع ، بتسـمية الكلـدان التـي حملتـها إحـدى القـبائل الأسـرية الآراميـة في بابـل وبعض مناطـق وسـط العـراق القـديم ، وكلاهمـا لاتمثـل واقعـيا شـعبا أو قوميـة لأن التسـمية المذهبيـة هي ضمن المجالات الدينيـة والتسـمية القـبليـة الأسـرية هي عشـائرية ضمـن الشـعب الآرامي . . علمـا أن هـذه قناعـتي الشـخصية ولا اعتـراض لـي على قنـاعات الآخـرين إذا اختـلفت عنـها ووجـدت في الكلدانيـة قوميـة ينبغـي الإلتـزام بـها .

ويـرى السـيد يونادم ، بـأن الذي أضـّر بـإدراج حقـوق شـعبنا في الدسـتور هـو " مواقـف مؤسـسات شـعبنا وورود عـدد كبيـر مـن الرسـائل المتـقاطعة سـاهمت في هـذا الإشـكال وقـد شـققت وحـدة شـعبنا وخاصـة مرجعـياتنا الكنسـية وبعض المجموعـات السـياسية " ، هـذا كـلام يعبـر عـن الواقـع وطالمـا رددناه ، ولكـن أيضا نرى أن قيـادة زوعـا هي ضمـن الذيـن سـاهموا في هـذا الإشـكال ، ومـن العـبث تـرديده مـن دون إتـخاذه عبـرة بـدل التـبرير لتجـاوز هـذا الضـرر مـن خـلال العمـل المشـترك والإحتـرام المتـبادل والمسـاواة في الحقـوق مع كـل الأطراف السـاعية إلى ترسـيخ وحـدة شـعبنا واسـمه الموحـد الخالـي مـن أي فواصـل .

ويـقول السـيد يونادم " . . ثـم لدينـا مطالب قوميـة بالطبع منهـا المادة 125 بحاجـة إلى معالجـة ولتثـبيت وحـدة شـعبنا الكلدانـي الآشـوري السـرياني ، إذ كنـا سـابقـا في قانـون إدارة الدولـة للمرحلـة الإنتـقالية منضويـن تحت تسـمية واحـدة ( كلدوآشوريين ) إسـتنادا إلى مقـررات المؤتـمر القومـي المنعـقد في أكتوبر 2003 ، والمطلوب الآن مـن المؤسـسات وأحـزاب شـعبنا أن تـقف موقفـا موحـدا بخصـوص التسـمية وكذلـك فيـما يخص حقوقنـا على الإدارة المحليـة والتي ضمنـها الدسـتور في المـادة 125 منـه " ، الحقيقـة الكـلام ليس واضحـا بالشـكل المطلوب ، على الرغـم مـن رؤيتـي لـه بأنـه يتضـمن مرونـة من السـيد يونادم عـندما يطلب من المؤسـسات وأحـزاب شـعبنا أن تقف موقفـا موحـدا . . مايعـني أن الموقف الموحـد يسـتلزم تنازلات من كل الأطراف ، وهـو إشـارة على أن ( زوعا ) مسـتعدة للتـنازلات في أمرين رئيسـيين ، الأول : بخصوص التسـمية الموحـدة ، والثاني : حقوقنا على الإدارة المحليـة ، واسـتعداد زوعـا هو الرضـا بتسـمية ( كلداني آشوري سرياني ) والإدارة المحليـة التي تعني الحكـم الذاتـي ، أي كمـا أرى أنـه يشـير إلى تخلـي زوعـا عن تسـمية ( كلدوآشوريين ) التـي رغـم شـموليتها وأهميـتها لاقـت معارضـة واسـعة لأسـباب مختـلفة ، وأيضـا صـرف النظر عـن منطقة في سـهل نيـنوى مرتبطة بالحكومة المركزية التـي بـرزت زوعـا مـن بيـن الداعيـن إليـها ، وفي هـذه الحـال ، إذا كان ماأراه هو المعني بكـلام السيد يونادم ، فتـكون قـد زالت مشـكلتان كانتـا تشـكلان عائقـا في التـقارب بين الحركة الديمقراطية الآشـورية وبين مؤسـسات وأحزاب شـعبنا السـاعية من أجـل الحكم الذاتـي الذي يجمـع شـعبنا ضمـن اقيـم كردسـتان والإسـم الموحـد ( كلدانـي آشـوري سـرياني ) .

ومـما يدعـم رأيي ، مايقولـه السيد يونادم حـول ايجاد مخرج دستوري لمشكلة التسمية : " لايوجد لنا حل جاهز يرضي جميع الأطـراف . . أمـا اليوم المطلوب أن نخـرج بتسـمية بمـا يؤكـد وحدتـنا القوميـة ومن المفضـل أن تكون التسـمية الجامعـة والمختصـرة ، وإذا لـم نتـفق أو لـم يكـن هنـاك إجمـاع على ذلك يبقـى المهـم أن نؤكـد على وحدتنا القوميـة من دون عـوارض ولا فواصل ولا عوازل . . " وبالمختصـر فـإن هـذا الكلام يشـير إلى أن الإتـفاق على التسـمية الموحدة هـو مـن الحلـول الرئيسـية لمعالجـة مشـكلة التـشـتت ، لأن أي واو تعـني تقسـيم شـعبنا إلى شـعوب واغـتيال حقيقـة أنـنا شـعب واحد ، لأنـنا لايمكـن أن نقـر بأنـنا شـعب واحـد وفي الوقت نفسـه نقبـل بـواوات تقسـم هـذا الشـعب الواحـد إلى شعـوب لهـا أسـماء متـعددة منفصلـة عـن بعضها ، إذ أنّ رفـض التسـمية الواحـدة الخاليـة من الفواصـل هـو بحـد ذاتـه رفض إنتـمائنا إلى شـعب واحـد ، علمـا أنـنا دعـونا دائمـا إلى التسـمية الرسـمية الشـاملة الخاليـة من الفواصـل ، واقـترحنا تـرك الحريـة الجماعيـة والشـخصية في الإسـتخدامات الأخرى للتسـميات المتـداولة لمـن يشـاء ، كحـل وسـط للمواقـف المتـباينة في المرحلـة الراهنـة .
وأنـا شـخصيا لا أتـفق مـع القائليـن بوجود تسـمية " هجينيـة ومركبـة . . ألـخ " لأن التسـمية القوميـة الرسـمية هـي تلـك المقبـولة ، مهـما كان نوعـها ، مـن غالبيـة أبنـاء شـعبنا ، إذا تعـذر كلهـم كمـا هي حـال الشـعوب الأخرى في تسـمياتها ، ولعـدم وجـود قاعـدة لقبـول الكـل في كل عمـل جماعـي ، لـذا فـإن الـرأي يبقـى للغالبيـة إسـتنادا إلى الأعـراف المعمـول بـها في مجـال الآراء ، لأن الحصـول على تأيـيد الكـل نادر التحـقق في الأمـور التي تتطلـب إتـفاق جهـات وآراء متـعددة ، ولهـذا فـأي تسـمية مقبولـة مـن الغالبيـة ( هجينـة أو مركبـة أو غيرهمـا ) هـي الممثـلة للـواقع .

وفي شـأن الحكم الذاتي ، يرى السـيد يونادم " . . كإدارة محلية تجمع أبناء المنطقة ويتـم تأسيس هـذه الإدارة إسـتنادا إلى المادة الدسـتورية دون تمزيق وحدة المجتمع في تـلك المنطقة . . ليتـم إنجـاز ذلك بعيـدا عـن المزايـدات وشـعارات التلاعب بعواطف الناس . . والطروحات الغير موضوعية مـن أجـل أهـداف ونـوايا قـد تـنعكس سـلبيا على حقوق شـعبنا القومية وعلى أواصـر التـآخي والشـراكة في المنطقـة " .

ويبـدو هنـا أيضا ، أن السـيد يونادم ( على رغـم الغموض الشـامل في تصريحه ) يقـر بضرورة أن يكون الحكم الذاتي ، إدارة محلية تجمع أبنـاء المنطقـة ( على رغم أنه كان ينبغي أن يحدد ماهيـة هذه المنطقة ، هل سـهل نينوى ، أو المنطقة الجامعة لكل بلـدات وقـرى شـعبنا في سـهل نينـوى واقليـم كردسـتان ) ومـن دون تمزيـق وحـدة المجتمع في تلك المنطقـة ( أرجح أنـه يقصـد سـهل نينوى مع إقليم كردسـتان ) وبتـقديري أن ( أواصر التـآخي والشـراكة في المنطقة ) لـن تكون مصـانة مـن دون إنعكاسـات سـلبية ، إلاّ بانضـمام سـهل نيـنوى إلى اقليـم كردسـتان ، وذلك لأن أي تغيـير بالحـدود الإدارية يتطلب اسـتـفتاء في الوحدات الإداريـة ( الأقـضية وربما النواحي ) وسـهل نيـنوى يتكون من أقضية ( تلكيف ، الشـيخان ، الحمدانيـة ) وكل قضـاء يتشـكل من نواحي عـدة ، ولا يوجد أي وحـدة قضـاء أو حتى ناحيـة نقيـة عرقيا لشـعبنا ، مايعـني أن نتيجـة الإستـفتاء سـتتحكم فيهـا إنتماءات عرقية ودينيـة ومذهبيـة متـعددة ، وأن رأي شـعبنا سـيمثل جـزءا مـن النتيجـة . .
وقـد تأكـد لـي من خلال متابعـاتي أثنـاء وجـودي في تللسـقف وألقـوش ، أن شـعبنا ليس موحـدا في موقفـه ، وإنـما هـو منقسـم في إتجـاهات متباينـة سـتشكل رأيـه خـلال الإسـتـفتاء ، وإن بـدا لـي أن الأكثـرية هي مع إنضـمام سـهل نينـوى إلى إقليم كردسـتان لأجـل تـقوية صـوت شـعبنا بتجميعـه في إقليم واحـد ، وبحسـب رأيـي ـ كمـا أوضحت ذلك خلال النـدوة التي شـاركت فيـها في المركز الثـقافي الآشـوري في دهـوك ، أثنـاء وجـودي في شـمال العـراق ـ أن الحـركة الديمقراطية الآشـورية ـ إذا أرادت أن تسـلك موقـفا صائبـا ـ عليـها إجـراء إتصـالات مع كافة أطراف شـعبنا وغيـره في سـهل نينوى ، ومـن ثـم تـتخـذ موقفـها ، كقـوة مهمـة في تقـرير القضايا المصيرية لشـعبنا ، بمـا يمليه عليها الواقـع القائـم في مواقف الغالبيـة ، لأن الطرف الذي يسـلك سـبيلا خاسـرا ، فـإن صـدمة خسـارته لـن تكون وقتيـة لـه ، وإنـما سـتلازمه جماهيريا وقـد تكون كارثيـة ، مايتطلب التفكيـر مليـا وتجنـب الموقف الخاسـر .

وبالنسـبة للعلاقـة بيـن زوعـا والتحالف الكردسـتاني ، يقـول السـيد يونادم ، أن " . . المصلحة العامة والمصـالح المشـتركة تجعلنا نسـعى دائمـا لمعالجـة هكـذا اشـكاليات بروح من التـآخي والشـراكة الحقيقيـة . . في الحقيقـة هنـاك سـبب آخـر سـاهم في تعكيـر العـلاقات وهـو وجـود بعـض الفئـات الهامشـية الإنتـهازية التي سـعت وتسـعى دائمـا من أجـل تخريـب العـلاقات من أجـل مكاسـب شـخصية أو فئويـة . . وهي تعتـاش على التـناقضـات وان الأيـام كفيلة بكشـف الحقيقة . . ونحـن سـنكون دائمـا حريصيـن على تثـبيت العـلاقات مع حلفائنـا في الإقليـم "

نعـم ، أن مصلحـة شـعبنا مـع الأخـوة الشـعب الكـردي في شـمال العـراق ، هـي قبـل مصلحتـه مع أي شـعب آخـر في العـراق ، لأنـنا نعيش تاريخيـا بجـوارهم ( وحـق الجـار على الجـار ) وأن لاتجميـع لشـعبنا في منطقـة إقليمية واحـدة غيـر إقليمهـم . . ولكـن من غيـر الصحيح أن يلقـي السـيد يونادم مسـؤولية " تعكير العـلاقات إلى وجـود بعـض الفئـات الهامشـية . . ألـخ " لأنـه بذلـك يبـتعد عـن الواقـع ، والســؤال : إذا كـان المسـؤول عـن تعكيـر العـلاقـات ( بعض الفئـات . . ) فلمـاذا لـم يسـع السـيد يونادم إلى التـفاهم في حينـه مع الأخـوة الكـرد لإحتـواء المشـاكل قبـل إستـفحالها . . ولمـاذا انتـظر إلى اليـوم لتثـبيت العـلاقات مع الحلفـاء في الإقـليـم ؟ ! نرجـو ألاّ يكـون قـد طلـب مـن ( الحلفاء الكرد ) قطـع علاقـاتهم مع ( مع الهامشـيين الإنتهازيـين المخربيـن للعـلاقات ) لأن مثـل هـذا المطلب سـيواجه بالرفض الأكيد ( من الحلفـاء الكـرد ) لأنـه يمثـل تدخـلا في شـؤونهم لايمكـن أن يقبـلوا بـه ، مـا قـد يـؤدي إلى بقـاء العـلاقات ( معكـّرة الأجـواء ) .

والحقيقـة ، لاأسـتطيع ـ شـخصيا ـ أن اتصـور ، كيف أن رئيـس حـزب سـياسي يصـنف أحـزابا أخـرى لشـعبنا ـ مهمـا كان حجمـها واتجاهـها ـ بالهامشـية الإنتهازيـة . . والإعتـياش على التـناقضات . . حتى لـو كـان ذلـك حقيقـة ـ لأن هـذا ليس مـن شـأن أي رئيـس لحـزب إضافـة إلى مـا قـد يثـيره مـن تبـادل الإتهامـات وزيـادة الخلافـات والصراعـات والإضـرار بالتعـاون بين فئـات شـعبنا في القضايـا المصيرية ، وإنـما يقـرره شـعبنا مـن خلال حكمـه على الممارسـات المختلفـة واختـيار الأفضـل الـذي لايمكـن اسـتبعـاد زوعـا بتاريخـها الحافـل بالأمجـاد منـه أبـدا . . ونـأمل أن لايكـون هـذا الوصف من السـيد يونادم ( ناجمـا عـن الغـرور والشـعور بالقـوة وقيـادة زوعـا الوحيـدة لشـعبنا وتهميش مـن لاترضى عـنه من فئـات شـعبنا ) لأنـه إذا كـان الأمر كذلـك ، فـإن زوعـا سـتختار الإنعـزالية ، وأي ادعـاء بالتـعاون مـع الأحـزاب الأخرى لضمان حقـوق شـعبنا ووحـدته واسـمه الموحـد ومستـقبله يتـناقض مع هـذا الوصـف بالمطلق .

وبخصـوص كـون الحركة الديمقراطية الآشورية بعيـدة عن أحزابنـا ومؤسـساتنا ، يقـول رئيـسها " في البـدء لاأفهـم مـا المقصـود بالعمـل سـويا ، عمليـا على الأرض مـا هـو البرنامـج وأين هـو الحضـور وماهـو العمـل . . ولا زلنـا نسـعى وهذا كان قرار مؤتمـر حركتـنا الرابع مـن أجـل آليـة للعمـل المشـترك في سـاحتـنا القوميـة ولا تـوجد لدينـا أي اشـتراطات مسـبقة عـدا ارتبـاط هـذه المجموعـة أو تلـك بمصالـح شـعبنا وأن تكـون حـرة ومستـقلة في قـرارها " .

أنـا أشـك في أن السـيد يونادم ، لايفهـم المقصـود بالعمـل سـويا ، وإذا كـان حقـا لايفهمـه ، فليسـمح لـي أن أوضحـه لـه ، إنطلاقـا من حرصـي على مسـاهمة زوعـا مع كـل أطراف شـعبنا الراغبـة في الوحـدة والإسـم الموحـد والمستـقبل المضمـون لشـعبنا ، أوضحـه من خلال هـذا التسـاؤل : عـن السـبب الـذي جعـل الحركـة الديمقراطية الآشورية تـقاطع ـ على الرغـم من تلقيـها الدعـوة ـ اجتماعـا حضرتـه أحـزاب وجمعيـات في عـنكاوا في شـأن الإسـم الموحـد ، ألـم يكـن للمجتمعـين برنامـجا ؟ وفي كـل الأحـوال ، ألـم يكـن الأفضـل ان تحضـر زوعـا ـ خصوصـا أن الإجتماعـات جـرت ولاتـزال حيث مصير شـعبنا وليس في الخـارج ديـار الشـتات والضياع ـ وتبـدي رأيـها في مسـألة البرنامج الذي تـراه وغيـره وتناقـش وتـتفاهم ، مـادام الأمـر متـعلقا بالإسـم الموحـد الـذي ، تقـول زوعـا ، إنـها تسـعى من أجلـه ، وتسـعى أيضا بحسـب قـرار مؤتـمر الحركـة الرابـع مـن أجـل آليـة العمـل المشـترك في سـاحتنا القوميـة ؟ ! فهـل يمكن أن تسـعى وتصـل إليـه من خـلال مقاطعـة إجتماعـات البحث في الإسـم الموحـد ؟ !

والـذي يدعـو إلـى التـأمل أن يقـول السـيد يونادم " ولاتـوجد لدينـا أي اشـتراطات مسـبقة " ثـم يضـيف ماهـو بالفعـل يشـكل شـرطا مبهمـا معلقـا من دون توضيح تفاصيلـه ويبـدو أن تحديـده متوقـف على رأي وقناعـة زوعـا وحـدها عندمـا يقـول " عـدا ارتبـاط هـذه المجموعـة أو تلـك بمصالح شـعبنا وأن تكـون حـرة ومستـقلة في قرارهـا " .

وأخيـرا ، وانطلاقـا مـن إلتـزامنا لمصلحـة شـعبنا ، واحتـرامنا لزوعـا ورغبـتنا باسـتمرارها في موقعـها المرمـوق والبـارز بيـن شـعبنا ، تحدثـنا آنفـا بصراحـة ووضـوح بالشـكل المعروف لدينـا في المواقف الصعبـة ، ونكررهـا أيضـا بصراحـة ووضـوح : أملـنا مـن زوعـا أن تجلس مـع كـل الآخـرين مـن شـعبنا ، حيث مكانـها الطبيعـي خصوصـا عـندما يتـم ذلـك حيث مصـير شـعبنا داخـل العـراق ، وتنـاقـش وتـتـفاهم وتبـدي رأيـها الحـريص في حـل مشـاكل شـعبنا ( الكلدانـي الآشـوري السـرياني ) وصيانـة وحـدته القوميـة واسـمه الموحـد . . أمـا الفـرز بيـن الصـالح والطالـح فلايفيـده الإنعـزال واتـهام الآخـرين ، وإنـما يقـرره شـعبنا بمـا يلمسـه عمليـا لخيـره مـن كل طـرف مـن أفعـال ، وليـس الأقـوال والإتـهامات والمشـاحنات التي سـئم منـها . . أجـل سـئم منـها شعبنا وصـار يمقـتها مـن أيـن جـاءت ، ولـم يعـد مسـتعدا لقبـول أي تبريـرات في شـأنهـا .
Opinions