قائد القوات البرية الأمريكية في العراق: الطائفية تقلب الجيش الى مليشيات وعصابات
07/01/2006واشنطن ــ مرسي أبو طوق ــ بغداد ــ النجف ــ الزمان ــ البصرة ــ ا.ف.ب ــ عدنان عبد الحسين
دعا اكبر مراجع النجف علي السيستاني امس الي تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تضم ممثلين عن جميع اطياف العراقيين والاحزاب والحركات السياسية في وقت وصل جاك سترو وزير الخارجية البريطاني الي بغداد بعد زيارة خاطفة الي البصرة امس ودعا الاطراف العراقية الي الاسراع في تشكيل حكومة عراقية تسهم في استقرار البلد وتجاوز أزماته. من جانبه حذّر اللفتنانت جنرال جون فينز قائد القوات البرية الامريكية في العراق من تحول قوات الامن العراقية الي ميلشيات او عصابات مسلحة ولقت الي مخاطر الانقسام الطائفي موضحا. وقال ان ان وزارة الدفاع العراقية يجب ان تتولي حماية العراقيين لا ان تقوم باضطهادهم. من جانبه قال علي الدباع بعد زيارته اية الله السيستاني في منزله بالنجف ان "السيستاني يسعي الي الحفاظ علي الوحدة الوطنية ووحدة الشعب العراقي".
واضاف ان "هناك توجها عاما لتشكيل حكومة وحدة وطنية وهذا ما يدعو اليه السيستاني ايضا مع الحفاظ علي ثابت اساسي هو الاستحقاق الانتخابي". واوضح ان "العراق يمر بمرحلة انتقالية لذلك من الضروري ان يتم لم شمل الشعب العراقي بكل مكوناته لتنتج عنه حكومة وحدة وطنية وفق رؤية استراتيجية ليكون بمقدورها حل المشاكل التي تعصف في العراق". وقال ان "السيستاني يمثل النقطة الوسط التي يلتقي فيها جميع الشعب العراقي بكل مكوناته وانه يمثل وجه العراق علي مختلف اطيافه ومكوناته المذهبية والقومية والعرقية". وعن اشراك العرب السنة في الحكومة العراقية القادمة، قال الدباغ ان "السنة في العراق هم جزء اساسي من الشعب العراق وان مشاركتهم في الانتخابات الاخيرة تمثل نقطة تحول تجاه استقرار البلد كما سيكون لهم مشاركة واسعة في الحكومة المقبلة وفقا لاستحقاقهم الانتخابي". علي صعيد آخر قال ناطق باسم السفارة البريطانية في بغداد ان سترو الذي وصل الي العراق آتيا من لبنان سيجري محادثات حول الاوضاع في العراق بعد الانتخابات، كما سيجري محادثات مع الاحزاب السياسية. ولم يعط المصدر تفاصيل اضافية عن الزيارة لاسباب امنية. وفي لندن، اكدت وزارة الخارجية البريطانية وصول سترو الي البصرة. وصرح متحدث "انها مناسبة للوزير ليلتقي المسؤولين المحليين اثر انتهاء الانتخابات في كانون الاول (ديسمبر)". ولا يزال العراق في انتظار ظهور نتائج الانتخابات التي اعترضت اطراف سنية وشيعية علمانية علي نتائجها الاولية بعدما دلت علي تقدم كبير للشيعة. ويقوم حاليا وفد خبراء دوليين بالتدقيق في هذه الاعتراضات. من جانبه حذر فينز في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز انه اذا لم يوفروا عائدات كافية لدعم القوات الامنية، يمكن لبعض هؤلاء العناصر ان تنقلب وتشكل ميلشيات او عصابات مسلحة. وقال ان الانقسامات الطائفية في العراق قد تثير تساؤلات حول مسار الديمقراطية الناشئة في العراق محذرا من عدم اسناد الوزارات الامنية الي اشخاص أكفاء وتوزيعها علي اساس الانتماء الايديدلوجي . وفي حين استقطبت الانتخابات في الخامس عشر من الشهر الماضي عدداً كبيراً من الناخبين قال فينز ان عمليات التصويت اتت في المقام الاول متماشية مع الانقسامات الطائفية، مما لا يدعو الي الارتياح. واوضح انه في الاشهر المقبلة لابد من مراقبة دقيقة لكيفية عمل السنة والشيعة والاكراد في العراق لتشكيل حكومة توافقية. واوضح انه اذا تبين عند تشكيل الحكومة ان اصحاب الكفاءة في الوزارات الامنية استبدلوا باخرين يعتمدون ايديولوجيات محددة فسيكون ذلك مدعاة الي القلق. وقال ان من الضروري ان تبقي النظرة الي وزارة الدفاع العراقية بوصفها القوة التي تحمي الشعب لا تضطهده. وهذا ما يدفعنا الي مراقبة ما يحصل في الوزارة عن كثب. واضاف "الموقف العلني الاكثر صراحة لمسؤول عسكري اميركي بارز"، "ان قدرة الوزارات علي دعمهم ودفع الرواتب لهم واعادة تجهيزهم ومدهم بالماء وبالذخيرة الحربية وبقطع الغيار وبالاسلحة ليس بمستوي كفاءة القوات الامنية الموجودة علي الارض ".
واوضح "علينا تحقيق تقدم كبير في هذا المجال قبل ان يتمكنوا من القيام بعمليات مستقلة"، في اشارة الي ضرورة تطوير وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين.واعتبر انه من الضروري ايضا تعزيز وزارتي النفط والكهرباء لانهما توفران عائدات حيوية وبني تحتية اساسية يمكن للشرطة والجيش العراقيين الاعتماد عليها.