قال الاخوة العرب المسلمون:- العراقية لزوجها وللجيران.
الى كل رجل دين باع دنياه من اجل ان يفوز بآخرته.الى كل عراقي يشكر الهه اي كان اسمه ولونه وشكله وطعمه لانه خلقه عراقي ويتشرف بالانتماء الى هذا الوطن العراقي المهزوم.
الى كل من تدمع عينيه حين يهان وطنه وهو غير قادر سوى على ترطيب خاطر الهه بدموعه رغم سخونتها.
الى كل من حسب عليه ان يكون عراقيا وهو يتشرف بذلك.
اليكم جميعا اروي هذه الحكاية واترك لكل واحد منكم حرية تقرير الموقف الذي يستوجب عليه ان يتخذه،لذا انصح الجميع ان لا ينتظروا توسلاتي وتضرعاتي من اجل إتخاذ الموقف الذي يحق عليه اتخاذه في مثل هكذا حالة، لان الحالة التي سأتطرق اليها قد تكون شخصية وتمس اي مواطن عراقي بغض النظر عن دينه وقوميته ولون بشرته وانتمائه الفكري.
انا اقيم في احدى دول اللجوء الاوروبية واعيش في بيت تتوفر فيه كل وسائل الراحة كتلك التي يحرص ان يوفرها اصحاب فنادق الخمسة نجوم لزبائنهم،الا ان الوسط الاجتماعي الذي امضي بين ناسه جل وقت فراغي هو من احبائي الشيعة(هذا لا يعني ان بقية خلق الله ليسوا احبابي)،وانا اسميهم كذلك لانهم يصرون ان يكونوا هكذا وانا شخصيا لا اعتراض لي على ذلك عملا بحق ممارسة الانسان لخياراته الشخصية،ورغم التناقض الحاد بيني وبين هؤلاء القوم فيما يخص المعتقدات الفكرية(انا لم اتطرق الى الدين لان هذه مسألة قد حسمتها من عقود طويلة من السنين:انا ادين بدين الانسانية الذي اثق ثقة مطلقة انه دين الله الذي خلقني لكي احبه وليس لأعبده) حيث انهم يصرون على ان يكونوا شيعة كما اسلفت وانا اصر ان لا اكون منحازا لاي دين او مذهب او معتقد لاني اجاهد بأخلاص ان اكون انسانا صالحا يجتهد ان يغسل ادرانه التي ورثها مرغما بالكبريت،رغم هذا التناقض الحاد كما قلت، الا ان علاقتنا ببعضنا تكاد تلامس حدود المحبة الحقيقية بصدق،فهم يتحملون كل حماقاتي وتجاوزاتي بمحبة وانا ابتسم لهم حين يرون لي القصص والروايات المفعمة بالروح العجائبية حين يتحدثون عن رموزهم المذهبية وقدراتهم التي لا يمتاز بها سوى الله كما اؤمن انا،تلك الروايات والقصص والحكايات التي اعدها انا مجرد اساطير نسجها البعض ليخدروا بها ضمير هؤلاء البسطاء، الى حد انني لا يمكنني سوى ان احبهم بصدق بالغ،وشاءت الصدفة يوما ان اتعرف في هذا الوسط على رجل عربي يلبس سبعة اقنعة على الاقل كما نفعل جميعا نحن الاجانب القادمون من بلدان التقوى والايمان الى بلدان الكفر والضلال كما يحلو لظلال الله على الارض ان يسمونها ظلما وبهتانا،وشاءت الصدفة المحضة ذات يوم ان يدور بيني وبين الرجل حديث حول الزواج، لان الرجل كان ماضيا في هذا المسعى بعد ان رفعت زوجته الاجنبية عليه دعوى طلاق ومنعته من اللقاء حتى بأولاده خشية سرقتهم وتهريبهم الى الوطن الذي قدم منه،ولأن حيثيات الموضوع لا تهم اي من السادة الذين عنونت سطوري هذه اليهم، لذلك ساضرب عنها صفحا رغم اهميتها القصوى.
استعرضنا الرجل وانا امكانيات العثور على عروس له من وسط الوسط المسلم الذي يقيم فيه كلانا،فأتينا على الشمال افريقيات(مغرب،جزائر،تونس) وغيرهم وغيرهم،واندهشت ان الرجل لم يأت على ذكر العراقيات رغم وجود جالية عراقية لها حضور حقيقي في الدولة التي اقيم فيها، حين حاولت ان اعرج على ذكرهم وجدت ان للرجل رأيا لا يريد البوح به لي خشية تخديش مشاعري كونه يعرفني عراقي متعصب الى حد الشذوذ ربما(كشخة انسان مفلس في حقيقة الامر) وحين وجد الرجل انه لابد له ان يكشف عن رأيه قال نصا(انتبهوا رجاء:نصا):عندي اخ يعمل في احدى دول الخليج( التي تدفع الاتاوة للمجموعات الاسلامية المتشددة مقابل ما نعرفه جميعا) إتصلت به من مدة اسأله عن عروس،وحين ذكرت لأخي عن امكانية العثور على عروس عراقية،قال اخي:هل تبحث عن زوجة لك وللجيران؟
قال له اخوه:هل تبحث عن زوجة لك وللجيران؟
اقسم لكم بأولادي الثلاثة ان هذه كانت نصا كلمات الرجل.
العراقية، يا ظلال الله على الارض ويا وكلاء نائب الامام(انا اخاطب الوكلاء لاني اعتقد انه لم يتم الاتفاق بعد على النائب) ويا هيئة علماء المسلمين ويا كردينال العراق ويا شيخ اليزيدية ويا شيخ الصابئة ويا نخب الشعب العراقي، صارت زوجة لزوجها وللجيران بنظر الاشقاء العرب المسلمين.
اي درك هذا واي غضب. ان تكون العراقية بهذا الرخص في زمن الديمقراطية الامريكية- الاسلامية-الطلبانية -البرزانية ؟
في دول الكفر حيث اقيم ويقيم ملايين المؤمنين الذين يقتات جلهم على عائدات تجارة المحرمات الصريحة وفق الشرع الاسلامي(الكحول،لحم الخنزير،الميسر،الدعارة)، هناك الكثير من النساء اللائي يمارسن الدعارة كمهنة يفتخرن بها كما تمارس الطبيبة والمدرسة والمحامية مهنتها، وتنطبق عليهم كل قوانين العمل والضمان الاجتماعي والصحي والضريبي كما تنطبق على رئيس الوزراء(وكذلك هو الحال في مشيكان المحروسة وبقية الولايات الامريكية،ومن يشك في كلامي،ما عليه سوى الاستفسار من البروفيسور عبد الاله الصائغ الذي لا بد يعرف ان عدد النجفيات الائي فرضت عليهم الظروف القسرية ان ينحدرن الى هذه الهاوية هو اضعاف عدد حمير وسرسرية وشقاوات النجف او من الاستاذ طالب الشطري الذي اثق ثقة مطلقة بأنه متيقن من خطورة الامر)، اي انهم متساوون في الحقوق والواجبات امام القانون كبقية شرائح المجتمع،اما العراقية التي تتزوج لزوجها وللجيران في دول لا اله الا الله( التي يستيقظ فيها جل جلاله مضطرا من ساعات الفجر الاولى ليتفقد الراكعين السجد) والتي لا تختلف ممارستها الحياتية كثيرا عن ممارسة المومس الهولندية او الالمانية او السويدية او غيرهم فأنه ليس هناك ولو شبه القانون الذي يصون لها حقوقها ومع ذلك هي مومس كما الكافرات.
ايها المجاهدون في سبيل الله،ان الله ما عاد بحاجة الى جهادكم فقد اشتد ساعده الى درجة تمكنه من الدفاع عن نفسه،انما الاف من القاصرات العراقيات اللائي اجبرتهن الظروف التي ساهمتم بخلقها الى امتهان هذه الحرفة الرذيلة كما تسمونها هن احوج الى هذا الجهاد،ان الله الذي تنادون بالجهاد في سبيله يأمركم ان تنقذوا هؤلاء الملائكة من نار جهنم التي اجبرتهن الظروف التي خططتم لها مع حلفائكم ان يدخلنها صاغرات،ايها المجاهدون في سبيل الله والانسان ان لقمة الخبز اهم بكثير من ممارسة ديمقراطيتكم،لان الانسان الذي يعاني من ضوضاء صراخ الامعاء الخاوية لوقت طويل تؤدي به هذه الضوضاء حتما الى بيع نفسه الى الشيطان بابخس ثمن يكفل له - ولو مؤقتا - ضمان اسكات تلك الضوضاء،وفي هذه الحالة هو مساوي للذي يشكو البطنة نتيجة الاسراف في الاكل الشهي اللذيذ، لان كلاهما يفعل بما لا يرضى الله بحسب تنظيراتكم واجتهاداتكم النظرية التي يعول عليها اليوم الحاكم الظالم في اغلب بلدان لا اله الا الله غالبا.
صرنا نقرأ يوميا عن اسماء العشرات من المؤسسات الخيرية المسجلة على اسماء الانبياء والاولياء واسماء من تقولون كذبا ورياء انهم ماتوا من اجل الوطن، محاولين اجبارنا على التعامل معهم كشهداء ابرار، لا بل ان مؤسساتكم طالت حتى ممتلكات الله،فجعلتم الجنة اقطاعيات صرتم توزعونها كما يحلو لكم،ولكننا مع ذلك التزمنا الصمت تجاه انتهاكاتكم لحقوقنا وحقوق الله، متأملين ان يصحوا ضميركم في يوم من الايام،ولكننا لم نلمس فعلا حقيقيا لهذه المؤسسات بأستثناء ترويجها لسلعة فاسدة ينتجها الحزب الفلاني او الطائفة الفلانية او القومية العلانية، وافواج اليتامى والارامل والمومسات صارت تكبر كل دقيقة وليس كل يوم في وطننا المهزوم،حتى كان ان ازدحمت بهم شوارعه وازقته فأضطروا الى اللجوء الى دول الجوار.
كنت قد طلبت من احدى السيدات الفاضلات ان تكتب في هذا الموضوع لما اتسمت كتاباتها بالجرأة الرصينة كما ارى انا،الا انها اعتذرت عن المهمة كونها تعتقد انها ليست اهلا للقيام بها،وفي الوقت الذي اقدم لها هنا خالص شكري وتقديري على تواضعها الجم هذا، ارجوها مرة ثانية ان تحاول ذلك لاني اثق انها تقدر ان تساهم في اسناد الجهد الذي يدفع الى ايقاظ ضمير من ناشدتهم في اعلاه ليمدوا يد العون لضحايا الوضع المأساوي في وطننا المهزوم،اجل المهزوم. لنقلها بصراحة مطلقة:ان وطننا مزهوم ما دامت كلفة وسائل اعلام الدعايات السياسية المتلفلفة بأساطير منسوبة الى الدين او الى عرق قومي مفتعل لا يسنده اي سند تاريخي يتوافق ومنطق العلم والتاريخ اعلى من كلف الرعاية الاجتماعية والصحية،ان وطننا مهزوم ما دام عضو البرلمان يسير في كل مشاويره بين حراس اشداء خشية ان يغتاله الشعب الذي انتخبه وجعله عضوا في هذا البرلمان، ان وطننا مهزوم لان اغلب عوائل ممثلي الشعب في البرلمان لا يعرفون شيئا عن المأسات التي يعيشها الشعب ، ان وطننا مهزوم ما دامت الآلاف من بناتنا واخواتنا تمارس الدعارة داخل حدوده وخارج حدوده من اجل اطعام اطفالهن الذين شاءت شروط ممارسة الديمقراطية ان لا تسير بخط مستقيم الا فوق جثث آزواجهن،ان وطننا مهزوم لاننا ما زلنا لا نعرف يقينا ان كان الله فعلا هو الذي خلقنا ام نحن الذين خلقناه وفق المقاسات التي تناسب اغراضنا وشهواتنا،ان وطننا مهزوم لان السلطة الحاكمة لا تمتلك زمام قياد الامور لانها ولاجل تحقيق اغراض واهداف تتناقض وابسط المثل والقيم والفضائل الانسانية قبلت ان تساوم على شرف الولاء للوطن، ان وطننا مهزوم لان عدد وزراء السلطة التي تهيمن على ثلاثة محافظات عراقية هو ثلاثة امثال اعظم دولة في العالم،ان وطننا مهزوم لان حكومة ما يسمى بالاقليم هي التي تمن بموافقتها على القرارات التي تتخذها السلطة المركزية، ان وطننا مهزوم لاننا ما عدنا نعرف بالضبط من هو الحاكم الحقيقي الذي يمسك فعلا بدفة قيادة العملية السياسية في وطننا المهزوم،ان وطننا مهزوم طالما تراصف رجل الدين ورجل الشيطان الى جانب بعضهم البعض ليمارسوا العهر السياسي على حساب دموع الارامل واليتامى والمومسات،ان وطننا مهزوم ما دمنا نسمح ان يقسمونا الى فصائل بحسب اسم فصيلة الدم الذي يسري بين عروقنا وليس بحسب ولائنا للوطن، ان وطننا مهزوم لاننا قبلنا ان يقسمنا البعض الى ابناء خاصة وابناء العامة، ان وطننا مهزوم طالما يوجد فتاة عراقية واحدة تتاجر بجسدها من اجل قوت يومها والاحزاب الدينية والقومية تصرف الملايين من الدولارات الامريكية الخضراء الحديثة الطبع على المتاجرة بذمم الناس المساكين المجبرين على القبول بهذه الصفقات الخسيسة لانهم جعلوا بين سندان الارهاب الديني والقومي ومطرقة الجوع،ومن يعتقد ان هذه ارادة الله خالق السماء والارض وكل ما يرى وما لا يرى بالحب،ليحمل الهه ويرحل بعيدا عني،لاني اؤمن بأن الذي لا يعرف ان يذرف دمعة حزن واحدة تضامنا مع دموع اولئك الائي يتاجرن بأجسادهن ليقيتوا عوائلهن لا يمكن ان اصدق انه يقدم نذوره وعشوره واخماسه سوى للشيطان،وانا لا يشرفني ان اقاسمه عبادة الهه.
اللهم اشهد انها دعوة حق من اجل الحق.
ياقو بلو
yakoballo@yahoo.co.uk