Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قبل أن أكتب وتكتب ويكتب فلنسأل أنفسنا ماذا قدمنا لمسيحي العراق

ماذا قدمت لمسيحي العراق لكي تزايد اليوم على وجودهم ؟ أيا كنت أخي الفاضل وتحت أي مسمى تضع نفسك . مطلوب منك ان تسأل نفسك هذا السؤال قبل ان تزايد على وجود ابناء شعبك في العراق . فما يحدث اليوم في الساحة العراقية أشبه ما يكون بالمزاد وكل من أبصر نقطة يعتبرها أيجابية في محيط ذاته ذهب يبحر بعيدا عن واقع ابناء شعبه ومرارة الحياة التي يقاسونها في كل يوم وبدل أن نسعى لنقدم أصبحنا نتسابق كل من مكانه لأثبات الوجود أو الشهرة حتى لو كان باشكال انانية جدا .

جميل منك أن تكتب أو تسعى إلى أيضاح الحقائق . والأجمل أن توضح الصور وتهدف ألى كسب الرأي العام في بلدك أو محيطك الأجتماعي وتوجه كل صوت وقرش ورأي تكتسبه في خدمة قضيتك . أذا كنت حقا تؤمن بأنك تدافع عن قضية ومصير ووجود ومسالة كبيرة كتلك التي بات كتابنا اليوم يتطرقون عليها بكل بساطة وكانها تفاهة . قبل أن أكتب وتكتب ويكتب وخصوصا نحن الذين لا نعيش في العراق ولا نعرف كيف تسير السفن في أنهاره المجففة وصحاريه المراهقة بين خصوم وأشقاء من كل لون وعرق بين أعداء في السياسة واشقاء في العرق أو الدين او الطائفة . معادلات تفاقمت ولا تزال متزايدة في حدة تعقيداتها وكل ذلك طبعا بأختيار الساسة والقادة لأنهم دائما هم لوحدهم من يمكنه أن يكون المثل والأمثولة ويجبر الشعب بالف طريقة واخرى على سلوك الطرق التي يجدونها هم مناسبة سواء كتلك التي اختارها غاندي في توجيه الهند أو كتلك التي أختارها قادة الأتلاف الشيعي الموحد عندما أوقفوا منادين في الانتخابات الأولى بعد سقوط الصنم في بغداد فكانوا يوجهون الناس بالحرف الواحد .... اكتب 555 ها لا تنسى0 وغيرهم الكثير . قبل ان تكتب أرجوك أبحث في أولويات الناس وتطلعاتها وما تعتبره مهما كأسم وتسمية ومسمى ومشكلة معقدة بالنسبة لك بعد أن أنتهت مشاكلك الكثيرة وتنعمت الان بالعيش في بلد يحميك أولا من الموت جوعا وثانيا يؤمن لك الحد الادنى من متطلباتك الصحية هذا طبعا ما عدا ما تجتهده لنفسك أذا كنت كما يقال بالعامية ( شاغول ) في دول كالنروج ويا عيني على النرويج أو السويد أو أستراليا وغيرها . تذكر بأن أولويات من تتكلم عن مشكلة تسميتهم وأحترنا أنا وانت وأخونا في وضع هذه التسمية وأختيار غيرها فتارة نصفق لسركيس وأخرى نتكلم بسوء عنه وتارة نتمنى أن تمر علينا ما قيل عنها ..... القناة الوحيدة الصديدة المجيدة المعبرة عن تطلعات وامال شعبنا وبعدها بدقائق نطلق على هذه القناة او اخرى تسمية اخرى أو ربما نسعى في الخفاء إلى ألغائها او أيقاف بثها .........! تذكر بان أولويات شعبك (( أذا كنت حقا لا زلت تعتبر نفسك جزءا من هذا الشعب )) في الداخل هي ما يستحيل أن تفكر به لوهلة من الزمن وانت الأن خلف حاسوب متطور وكهرباء متدفقة وسلام وأطمئنان . شعبك لا يحتاج إلى تسميات متعددة فيكفيه ما يحمل وليس بحاجة لتبتكر له المزيد فبدل ثلاثة تقترح عليه الرابعة والخامسة لتصبح تسمياتنا تماما كتسمية أحد أطباق المجانين . شعبك يفتقد ما تضعه أمام بوابة منزلك لتتخلص منه في كل يوم . شعبك فقير جائع ليس فقط للطعام بل لأمور كثير, للحرية , للتعبير عن الذات , للأحترام والهيبة في نظرة الأخرين عندما يوجهون أبصارهم نحوه , شعبك وشعبي ماذا قدمنا له فلنسال انفسنا دائما هذا السؤال قبل أن نملأ المواقع الألكترونية والجرائد بكلمات ومقالات يصبح المطلع عليها تماما كمن يواجه كلمات متقاطعة يصعب عليه أمرها وتتطلب منه الكثير من الوقت لكي يجتهد ويفك الخيوط المتشابكة عن بعضها البعض ويصل إلى الحقائق . سهل أمور الناس بكلماتك ولا تعسرها وحول طاقتك ألى أمور كثيرة تنفع ابناء شعبك وتخدم قضية وجودهم التي أصبحت على المحك اليوم في العراق . شعبك بحاجة إلى دولار لكي ترفع عنه أبتزاز ذلك الحزب أو تحكم الأخر , بحاجة إلى أن تكتب بلغة البلد التي تعيش فيه وتجبر محافله السياسية وتقنع الراي العام في كل مكان بأنك جزء من شعب وقضية ولست مجرد تائه لا يزال يبحث عن أسم بعد خمسة او ستة ألاف سنة من الوجود وبكل صوره وشواخصه . شعبنا يستحق من مثقفيه وكتابه وسياسيه أن يخوضوا شوارع العالم عراة حفاة أن يعلقوا أنية في رقابهم بحثا عن سنتات فائضة عن الجيوب لأنك ربما تشعر بأنك بكلماتك ستحقق وجودا في تاريخ دون أن تتصور كم هي مهمة تلك السنتات لأبنائك في تلكيف والقوش وتللسقف . شعبنا بحاجة إلى رحمة إلى ظهيرة إلى عباقرة يدخلون قضيته في محافل العالم وبرلماناته من مشرقه إلى مغربه . ليست هذه الكلمات حماسة فارغة بل مشاعر حقيقية يجب أن تعيشها في بلد تبدأ صباحاته بتحديات كثيرة ولا تعلم هل سينتهي يومك بان تضع راسك على وسادتك أو اخرين يضعون ذلك الراس في مكان ما بعد أن تكون فقدت قدرة السيطرة والشعور بالحياة لأي سبب كان مثلا سيارة مفخخة او سبب صحي بسيط جدا ولكن بسبب عدم توفر الخدمات قد يكون ذلك السبب هو النهاية أو لمجرد أن تكون مسيحيا أو دخلت بناية عليها خشبتان أو قضيبان حديديان متقاطعان . فأسباب الوفاة في بلدي كثيرة بل ان بعض الناس في وطني يقولون عن انفسهم نحن أحياء موتى أو موتى بدون جنازة قادرين على سلوك الطرقات وقراءة بعض المقالات وانتظار الكهرباء في ساعاتها المعدودة وسماع اخبار كثيرة لا تسر ولا تبهج في دوامة طويلة وقديمة أصبح جليا اليوم بان بنود كثيرة سوف تضاف على اعناق مسيحيي العراق كتطاحن كنائسهم وخلافاتها وتوزيع أملاكهم واراضيهم على الأقوياء والمتنافسين على ما تركه الأغنياء الأغبياء كما يسمينا البعض من اخوتنا في الوطن . وأنا متاكد لو أن كل من سأل نفسه هذا السؤال قبل ان يتكلم عن اي موضوع حساس سوف يدرك كم كان تافها عندما تطرق إلى مواضيع في منتهى الأنانية أمام مقارنتها بالحاجات الفعلية لأبناء شعبه والتحديات الخطيرة التي اصبحت تحاصرهم اليوم من كل حدب وصوب .









وشكرا

عصام سليمان – تلكيف

Sydney – Australia

Assyrian_publisher@yahoo.com




Opinions