Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قداسة البطريرك مار أدى الثاني يوجه رسالة رعوية للتهنئة بعيد الميلاد المجيد والعام الجديد، وأوضاع المسيحيين في الوطن

24/12/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/شليمون داود أوراهم/
وجّه قداسة البطريرك مار أدى الثاني رئيس الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد والعام الميلادي الجديد وأوضاع شعبنا المسيحي في وطنه العراق.
وأدناه الترجمة العربية المعنوية للرسالة، تليها صورة من النسخة الأصلية باللغة السريانية:
أخوتنا في الخدمة الرعوية.. الرعاة الأجلاء.. الكهنة المختارون.. الشمامسة الموقرون..
أبناء كنيستنا المؤمنين والأحباء في رعيات وطننا المبارك بين النهرين.. وكل رعيات كنيستنا المقدسة في بلدان العالم:
تقبلوا السلام الإلهي والمحبة الربية.. مع صلواتنا الدائمة أن تكونوا بصحة جيدة في أي بلد كنتم فيه.. محفوظين بنعمة الرب.
(لقد وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص، هو المسيح الرب.. لوقا 2 : 11).
في مستهل رسالتنا هذه نقول: إن بشارة الملائكة هذه للجنس البشري الضعيف والخاطيء.. تبقى مستمرة وقائمة في كل حين وإلى أبد الآبدين.
وإذ نبارك لجميعكم عيد الميلاد المجيد لربنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد والرفعة.. والسنة الميلادية الجديدة 2011 التي نأمل أن تكون مزدانة بالأمن والسلام والرجاء الصالح.. يجدر بنا أن نتوقف عن نقطتين مهمتين:
الأولى: أن احتفالنا بعيد الميلاد المقدس لهذا العام إنما هو موحد ومشترك مع احتفال الغالبية العظمى للكنائس في وطننا المبارك والعالم أجمع، وذلك وفق قرار المجمع السينودوسي الأخير لكنيستنا المقدسة والمنعقد في بغداد عام 2009 والذي تمت المصادقة عليه من قبل الغالبية العظمى لأبناء كنيستنا المقدسة في العراق وباقي البلدان الموجودين فيها، وكخطوة قائمة على المحبة المسيحية النقية بهدف التقارب بين الكنائس وتوحيد كل ما يمكن توحيده لفائدة وصالح أبناء شعبنا وعموم كنيسة الرب.
والثانية: إننا نحتفل بهذا العيد في ظل استمرار الأوضاع غير الطبيعية في وطننا خلال الفترة الماضية ولأسباب مختلفة منها تأخر تشكيل الحكومة الجديدة وحدوث نوع من الفراغ الحكومي والأمني ما أدى إلى استمرار أعمال العنف ضد شعبنا العراقي عموما وشعبنا المسيحي بشكل خاص والذي تعرض لهجمات إرهابية في الآونة الأخيرة ولا سيما في العاصمة بغداد وفي مدينة الموصل، حيث أن الهجمة الأعنف كانت على كنيسة سيدة النجاة في بغداد يوم الأحد 31 تشرين الأول 2010 والتي أسفرت عن وقوع عشرات الشهداء والجرحى من المصلين المؤمنين الأبرياء وبضمنهم كاهنين شهيدين، أثناء القداس وهم يسبحون الله ويطلبون الأمن والسلام للشعب وللعراق. هذه الهجمات التي قوبلت بإدانة واستنكار شديدين من قبل جميع المسؤولين والمؤسسات والجهات المدنية والدينية والسياسية، المحلية والإقليمية والدولية، لكنها وفي ذات الوقت أسفرت عن ضيق وضغط جديد على شعبنا المسيحي حيث أُجبر عدد منهم على ترك منازلهم والتوجه إلى أماكن أخرى آمنة سواء داخل الوطن أو خارجه.. مع تعرضهم لمصاعب قاسية ومريرة.
ومن هنا.. ارتفعت أصوات كل مؤسسات أبناء شعبنا ليقفوا وقفة واحدة قوية مطالبين السلطة في البلد أن تتحمل مسؤوليتها وتسعى بشكل أكبر لحفظ وحماية أرواح وأملاك كل الشعب العراقي ومنه شعبنا المسيحي كمكون أصيل في هذا البلد. وتم اتخاذ عدد من الخطوات المشتركة على هذا الطريق، إن كان ذلك عن طريق الأحزاب والمؤسسات القومية لشعبنا والذين نبارك سعيهم للتقارب وتوحيد المواقف والخطاب، أو كان من قبل رؤساء الكنائس في العراق ومجلسهم الرسمي الذي عقد اجتماعا مطلع كانون الأول 2010 وأصدر بيانا وبلاغا إعلاميا تضمن عدة مطالب سواءً من الحكومة العراقية وجميع الجهات ذات العلاقة للسعي لاتخاذ خطوات أوسع لترسيخ الأمن والسلام والاستقرار في البلد، أو كان للأحزاب القومية لشعبنا من خلال الدعوة لعقد اجتماع مشترك، أو للمسؤولين والمؤسسات والمنظمات الوطنية والدولية للقاء بهم بهدف حثهم للمشاركة في إيجاد معالجات لهذه الأوضاع الصعبة، أو كان لشعبنا المسيحي في الوطن لتعزية كل من هو في ضيق ومعاناة.. ودعم الذين تلقوا الألم من ذوي الشهداء والجرحى والمهجرين.. حيث طالبنا كآباء روحانيين من جميع أبناء شعبنا الأحباء أن لا يفقدوا الأمل في البقاء في وطن الآباء والأجداد.. وأن يكون اتكالهم على إيمانهم المقدس لتجاوز المعوقات والمصاعب القاسية والمريرة، وبحسب الكلمة المقدسة لربنا ومخلصنا يسوع المسيح: (لا تخافوا.. فأنا قد غلبت العالم... يوخنا 16 : 23). على أمل أن نلقى جميعنا نهاية قريبة لهذه المعوقات والمصاعب بصلاوتنا الحارة.. وسعي واجتهاد حاملي المسؤولية في البلد.. وكل الجهات الحريصة التي يمكن أن يكون لها دور في مساعدة العراق لترسيخ الأمن والسلام.. لبناء حاضر طيب ومستقبل مشرق.
وبالإضافة إلى ذلك.. وكموقف دعم لجميع الواقعين في الضيقات والمعاناة من أبناء شعبنا المسيحي، واستنكارا وتنديدا بالهجمات التي وقعت على شعبنا.. قررنا كرؤساء الكنائس أن يكون الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لهذا العام مقتصرا على القداديس والصلوات والطقوس الكنسية، دون أية مظاهر احتفالية في القاعات، ونحن نؤمن أن هذا القرار لن يُنقص من هذا الاحتفال.. حيث أن ميلاد الرب إنما هو مثل طلوع نور الخلاص على آثام خطايا البشر.
أبناء كنيستنا الأحباء:
نبتهل ونطلب جميعنا بصوت واحد وقلب مؤمن:

* الراحة والهناء في ملكوت السماء مع الأبرار والصديقين لشهداء شعبنا المسيحي وشعبنا العراقي عموما.
* العزاء والصبر لذويهم، والاتكال على كلمة الرب: (الذي يصبر للآخر سوف يخلص).
* الشفاء والصحة للجرحى.. وانتهاء معاناة المتضايقين والواقعين في المصاعب.
* الأمن والسلام والاستقرار لوطننا الحبيب.
* عيد ميلاد الرب يسوع المسيح مبارك لجميعكم.
* وليكن العام الجديد مباركا ومزدانا بالفرح والهناء بعيدا عن كل ألم وحزن.
ويبقى ابتهالنا الدائم مع الملائكة: (المجد لله في العلى.. وعلى الأرض السلام.. والرجاء الصالح لبني البشر.. لوقا 2 : 14).
ولتكن نعمة الرب يسوع المسيح.. ومحبة الله الآب.. وشركة الروح القدس.. معنا جميعا في كل حين.. آمين.

كُتب في قلايتنا البطريركية
بغداد: 25 كانون الأول 2010

أدى الثاني
بالنعمة: جاثيليق بطريرك
الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم

بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة/ مكتب الإعلام

Opinions