Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قرار حكومة اقليم كوردستان باستقبال المسيحيين النازحين.. نعمة ام نقمة؟؟

منذ سقوط نظام البعث الفاشي في العراق اواخر اذار 2003، وبسبب تردي الاوضاع الامنية في البلاد وحملة استهداف المسيحيين وكنائسهم على وجه الخصوص، وبوابة إقليم كوردستان العراق مفتوحة لاستقبال المسيحيين وابناء الطوائف الاخرى وهذا ليس بالخفي على احد، ولكي نكون اكثر انصافا، منحت هذه العوائل الكثير من المساعدات من قبل حكومة الاقليم والمنظمات الخيرية، وكانت كوردستان العراق السباقة باستقبال هذه العوائل النازحة جراء الاضطهادات التي اتخذت بحقهم لا لشيء سوى انهم معتنقي الديانة المسيحية.. وبعد عدة سنوات اخرى استمر الارهاب الاسود المتخفي خلف ستار الدين، بقصف عصب الحياة المسيحية وهم فئة الشباب، لدى استهداف عرباتهم المتوجهة الى منصة الدراسة لتلقي العلم، على طريق الحمدانية، مرة اخرى كان دور حكومة الاقليم فعالا حيث سمح لطلبتنا الاعزاء وخاصة جرحى الحادث الارهابي بتلقي العلاج داخل مشافي الاقليم وتسفير البعض منهم الى خارج الوطن لاستكمال علاجهم، وقبول اعداد اخرى من الطلبة في معاهد وكليات الاقليم، وكل هذا ان دل فانه يدل على حكمة وسعة صدر حكومة الاقليم وادارتها المتمثلة بالسيد البارزاني المحترم.

واليوم وبعد حادثة استهداف كنيسة سيدة النجاة(كنيسة الشهداء) في بغداد، مدت حكومة الاقليم يد العون مرة اخرى لابناء شعبنا المسيحي بمختلف اطيافه، لتاتي هذه المبادرة التي اطلقها الرئيس البارزاني عقب المجزرة بقرار حكومته باستقبال مئات العوائل المسيحية وضمهم داخل المجتمع الكوردستاني.

ومن هنا تبدا الحكاية، وتبدا خطوط العرض والطول لهذه القصة، هل قرار حكومة الاقليم يحسب نعمة كما يضن الكثير، ام يراه البعض نقمة على ابناء شعبنا النازح الى الاقليم؟؟!! مما نحن متاكدين منه انه قرار صائب ولا ننكر صدق ونية حكومة الاقليم تجاه ابناء شعبنا وحسب ما ذكرناه اعلاه، الا هل هذا سيحقق اهداف ابناء شعبنا المتعطش للحرية والامان والعيش الرغيد؟ والى متى سيدوم هذا النعيم يا ترى؟؟ اسئلة عديدة تطرح اليوم على الساحة الكوردستانية بهذا الخصوص ومن حق النازح المسيحي الى الاقليم ان يتعرف ما له وما عليه بهذه الظروف الراهنة وبمستقبل نزوحه الذي قد يكون مؤقت او دائمي.

ومن وجهة نظر البعض، يرى ان نزوح المسيحيين الى الاقليم يعد محسوب عليهم نقطة سوداء خاصة اذا فكروا بالعودة الى مناطقهم والى دورهم التي هجروها قسرا، كبغداد والموصل وكركوك وغيرها من المناطق الغير امنة نسبيا، ومن ناحية اخرى ما هو مصير تلك العوائل القادمة الى الاقليم من ناحية ايجاد العمل والذي اصبح اليوم داخل الاقليم صعب المنال الا اذا وفر له راس مال ضخم ليواكب عجلة الاقتصاد والتطور الحاصل في الاقليم.. ولا ننسى السكن الجديد وصعوبة اتقان اللغة وحرمان البعض منهم من مخصصات التقاعد الذي كان يتقاضوه في مناطقهم بالاضافة الى حرمان كل تلك العوائل النازحة الى الاقليم من حصة المواد الغذائية، ومستحقات اخرى اصبحت مهددة بالقطع اثر خروجهم وقدومهم الى الاقليم.

لقد ذاق ابناء شعبنا المهاجر تارة والمطرود تارة اخرى، الامرين، مرارة ترك الغالي والنفيس وذكرياتهم داخل مناطقهم، ومرارة تشردهم وتبعثرهم هنا وهناك، ويبقى المستفيد الاوحد هم قليلي الذمة والضمير ممن يُحسبون على الشعب العراقي للاسف، وذلك لضنهم ان المسيحي لا يستحق ان يعيش داخل هذا الوطن والذين يضنونه هو دولة اسلامية صرف ولا يحق لغير المسلم العيش على ارضه، متناسين ان حضارة العراق وتراثه وتاريخه بنتها الامبراطورية الاشورية والكلدانية، وان المسيحيين كانوا ومازالوا والى الابد، هم ملح الارض كما اتى على السنة الانبياء في الكتب السماوية، وهم جزء لا يتجزء من العراق وحضارته وتاريخه.. وبهذه الخاتمة هل ستكون حياة القادمين(وكما يسمونهم البعض بالنازحين) الى الاقليم من ابناء شعبنا، نقمة والتي نامل ان تكون نعمة؟؟!! ام ماذا ؟؟!!.
Opinions