قس.... أم ضابط مخابرات!!!/ القسم الأول
لقد كان استغرابي كبيرا عندما قرأت على احد مواقع الانترنت المسيحية المعروفة وهو موقع عنكاوا دوت كوم مادة نشرها (القس) عمانوئيل يوخنا التابع إلى كنيسة المشرق الآشورية في امريكا وتحوي نص رسالة ارسلها مطران في هذه الكنيسة (اسقف) اسمه (مار باوي) إلى رئيس الكنيسة (البطريرك مار دنحا الرابع) في فترة غزو العراق الى الكويت وتشكيل حكومة جديدة في الكويت... ويقترح (مار باوي) في هذه الرسالة على البطريرك مباركة هذه العملية لتحسين العلاقة مع النظام العراقي الذي قائما في ذلك الوقت،،، وهذا لخدمة ومصلحة المسيحيين في العراق (كنيسة المشرق ولدت في العراق واتباعها ينتشرون في العراق مع آخرين مهاجرين في الاردن سوريا وأمريكا واستراليا ونويزلندا وأوربا).ان هذا العمل (نشر الرسالة) لا شك هو مخابراتي وسياسي ويحمل الكثير من المعاني والدلائل ... ولكن ناشر الرسالة قس (اي كاهن)، ومفروض انه من تلاميذ السيد المسيح اللذين قال لهم (انتم نور العالم ... انتم ملح الارض)،،، والمطلوب منه ان يعمل بالمحبة التي أوصى بها السيد المسيح ... ويقوم بمهاته الكنيسية بصدق ويعملها باخلاص والايمان الحقيقي ويبتعد عن ما هو ليس من الدين وتعاليم الكنيسة. لكن القس المذكور يقوم بالنشر في وسائل الاعلام وثيقة كنيسية المفروض انها داخلية، لا بل المفروض انها ايضا سرية (رسالة من مطران الى رئيسه الكنيسي ... البطريرك).
ومهما كانت محتويات رسالة الاسقف إلى البطريرك وعملية احتلال الكويت المرفوضة ودكتاتورية النظام السابق في العراق والذي لا احد كان يتوقع في يوم من الايام ان تكون نهايته هكذا ... فهناك حقيقة واضحة ليس ممكنا ان ينكرها احد وهي ان كل المؤسسات في العراق ومن ضمنها المؤسسة الكنيسية كانت في حينها تحرص على نيل رضى النظام لتفادي قمعه، وبغض الطرف عن مناقشة ما احتوت رسالة الاسقف (مارباوي)،،، معلوم ان القس المذكور كان موقوفا عن الخدمة في الكنيسة منذ سنين عديدة واستطاع في الشهور الأخيرة كسب رضا البطريرك عليه بوسائل يبدو كانت السياسة واساليبها وطرقها المعروفة وألاعيبها من ضمنها، مع مهارة في التملق ومسح اللحى ... والاسقف صاحب الرسالة جرى توقيفه عن الخدمة مؤخرا بعد اتهامه بالقيام بعملية انشقاقية في الكنيسة ... والقس عمانويل ينتمي (حتى لو ينكر ذلك) إلى حزب سياسي يعمل في العراق وهو شقيق رئيس هذا الحزب. وهذا القس ينشر مقالات في مواقع الانترنيت وهي أكثرها عن مسائل سياسية او تاريخية، وهو لم ينشر في يوم مقال ديني او في التربية المسيحية أو شرح بعض الاعياد أو الطقوس أو بعض الآيات للكتاب المقدس كما هو مفروض بالكاهن، أي انه يعمل في السياسس تحت غطاء القس (أي الدرجة الدينية).
اذن ... السؤال هنا: هل يجوز لقس أن يضحي بالدين من أجل السياسة يفعل هكذا فعلة فيها طعن وتشهير بقدسية الكهنوتية وواجباتها،. نشر وثائق المفروض هي داخلية وسرية؟؟؟؟؟؟؟، وهذه مسألة تسيء إلى الكنيسة نفسها وإلى قساوستها وكهنتها؟؟؟؟. وكيف وصلت هذه الرسالة إلى يد القس عمانوئيل يوخنا؟، هل كانت ضمن سرداب مخابرات تم حوسمتها بعد السقوط؟؟... أم أن بعض مواقع الانترنت هي سربتها،،، وكأن هذه المواقع مؤسسات مخابراتية بينما الكل يعلم ان مثل هذه الوثائق لا يمكن أن تتسرب إلا عن عمد وقصد ومن المصدر الوحيد!!!!!!!.
والواقع يقول ان البطريرك هو الذي قدم الرسالة إلى القس المخابراتي (وهذا هو الاحتمال الوحيد) وقام القس بنشرها من أجل الرد على انشقاق الأسقف وتشويع صورته أمام أبناء الكنيسة،،، الا اذا كانت الرسائل من هذا النوع تُنشر على الناس في كنيسة المشرق ويتم توزيعها وتكون موجودة في متناول الجميع؟؟؟؟. واذا كان الاحتمال الاول هو الارجح ... فهل هذا معقول؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!.
اذن... بعد اليوم سيفكر باقي القساوسة والاساقفة في الكنيسة كثيرا عندما يريدوا كتابة رسالة او تقرير في موضوع مهم إلى رئيسهم البطريرك،،،، لانهم سيخافوا أو يفكروا أن تتسرب هذه الرسالة او هذا التقرير يوما إلى ايدي القس عمانويل.. وبعدها سيتم نشرها في وسائل الأعلام وفي الانترنيت؟؟!!!. وهم الان مجبورون على الطاعة العمياء لانه ربما كتبوا في السابق الى البطريرك رسائل في مسائل اخرى حساسة ويخافون ان يتم نشرها اليوم.
اذن من الواضح ان نشر هذه الرسالة هو (رسالة) لباقي الكهنة والقساوسة تشير إلى أن رسائلهم للبطريرك ستكون محضرة للنشر في وسائل الإعلام إذا................؟؟.
وافترض ايضا انه ربما حصل في المستقبل ان صدر عفو عن الاسقف الموقوف، فماذا سيكون موقف القس الذي حصل العفو عنه هو مؤخرا، بالتأكيد سيقوم بكتابة مقالة تبرر ذلك.. مع مدح وتمجيد بالاسقف العائد.
هل هذا هو الكهنوت المسيحي؟؟؟؟؟؟: كشف وثائق سرية وتشهير، ونشر رسائل قد تؤدي إلى أذى يقع على عدد من الناس بسبب مواقف قساوستهم رؤسائهم الدينيين!!!!!!!!.
واذا لم اقول: هل من صفات وأخلاق القس (الكاهن) الذي يعترف المؤمنين بذنوبهم أمامه.. فاسأل، هل من الأدب واللياقة القيام بهذا الفعل من أي شخص كان ومهما كان الاسباب؟.
ان القس بنشر هذه الرسالة لا يزكي نفسه ولا يزكي الكنيسة ضد الاسقف، بل بالعكس يسيء إلى نفسه وإلى الكنيسة وبطريركها؟؟؟؟؟.
واذا كان قس أو اسقف او مطران قد اخطأ.. فهل هكذا يكون المعالجة.. هل هذه هي المحبة التي بشر بها المسيح وتعاليمه في التسامح وعدم التشهير!!!!!!!!!!!!!.
من الموسف كثيرا ان يصل البعض بالقسوسية والكهنوتية الى هذه المرحلة بعيدة عن كل القيم الروحية والسماوية ... وصدق السيد المسيح في قوله عندما قال ليس كل من قال يا رب يدخل الملكوت.
في القسم الثاني: أسباب ابراز تهم قديمة او جديدة للمطارين والاساقفة الآخرين في كنيسة المشرق تمهيدا لاختيار خليفة البطريرك (شخص معين دون غيره).