قس البيت ما تنباس إيدو
إختياري لهذا المثل الشعبي (الموصللّي) لعنوان مقالي حصل بعد أن تولدت لدي قناعة تؤكد تطابق معناه إلى حد بعيد مع عبثيّة اقلام و مساعي البعض من ابناء شعبنا و الذي نجم عنها من فوضى وهشاشة ساهمت في تجميد وتعطيل نشاطات مثقفي وإعلامييّ شعبنا الكلدواشوري السرياني وإغراقها في مستنقعات لا طائل لها , لتجرف معها كذلك عددا من أقطاب ورموز سياسيّه و دينيه لها دور ومكان في مجتمعنا.قبل كل شيئ, تفسيرمعنى المثل(عنوان المقال) حسب إعتقادي لا يتطلّب توضيحه جهدا كبيرا وهو يرادف معنى المثل القائل(نويّا بماثح ليلي قبيلا) وترجمته بالعربيه(النبي في قريته غير مقبول) , ومفاد معنى عنواننا هو أن أفراد العائلة أو العشيره ألتي كان يصبح أحد أبنائها قسّا (كاهنا), كانوا لايولون ما هو فعلا مطلوب منهم من إهتمام إزاء إبنهم (القسيس) بمثل ما كان يبديه الغرباء تجاهه وهوكما معروف في الوسط الإجتماعي والرسمي على أنّه رجل الدين و الوجه الإجتماعي الواعظ في نفس الوقت, لذافقد كان أهله في البيت على سبيل المثال ينادونه بإسمه ألصريح أحيانا كمناداتهم لأي فرد عادي في عائلتهم بعكس ألأسلوب الذي يتبعه الناس معه خارج أروقة البيت, و ليس بالضرورة مقصود منه إهانته أو الحط من مكانته , لكن في عرف مجتماعتنا, يبقى موضوع إستخدام التعابير الرسمية المتعارف عليها بحق الوجهاء والرموز خاصة الدينية منها والتي يستخدمها الغرباء في مناداتهم ككلمة رابي أو أبونا هي دلائل تشير إلى أحترامه ومقامه في المجتمع , أمّا سبب غياب هذه الدلائل الفضائلية و إهمال ضوابطها المتجسدة في رسميتها داخل العائلة يعود على الأكثر إلى الميانة ألفطرية وعفوية العلاقات ألتي نمت وترعرعت بين أكناف وأطراف تلك العائلة لاغية في ذلك أية فرصة لإمكانية فرض حالة من الرسميّات البروتوكوليه(المطلوبه) في العلاقات داخل العائلة و التي يتطلبّها موقع القس داخل العائلة ومستحقات منصبه اللاهوتي , لذلك يصبح تقبيل يد القس في بيته أو مناداته بعبارة( رابي قاشا ) او( ابونا القس ) أمرا مستبعدا أو شبه نشاز, على عكس ما يفعله بقية عامة الناس في تلك القرية او المدينة.
إذن , بالمقارنة بين ما يحصل في داخل العائلة تجاه إبنها القس, وبين طريقة تعامل الأخرين من خارج البيت مع ذلك القس, نحس أن هنالك تباين واضح بين الحالتين بشكل لابد له أن يبعث التساؤل حول مدى أحقيّة وواقعية أهل البيت إزاء تحديد وترسيم المكان المناسب الذي يستحقه الإبن والذي بدوره سيعكس صوره أكثر رصانة و أقوى حصانة لإبنهم القس لدى الناس الذين هم خارج البيت او القريه.
موضوعنا الأساسي بعد هذه المقدمة أعلاه , يدور حول مممارسات ( البعض )من أهل بيتنا (الكلدواشوري السرياني الكبير) و تحديدا في طريقة تعاطيهم المبتوره مع شأننا السياسي إزاء أحزابنا وتنظيماتنا , أعني بذلك أنهم يمارسون حرية التعبير المتاحة للجميع وهم ينتقدون( الأخر ) لكن بطريقة لافته للإنتباه خاصة حين نكتشف بأن الأخر ألذي يصّبون جام غضبهم عليه هو دائما أبن البيت وليس من خارجه ! على سبيل المثال , حصر الجهد المبذول في النقد وتضييق فضاء حركته في دائرة أحادية مغلقة , كما هي الحال لدى البعض الذي قد جعل من الحركة الديمقراطية الأشوريه(زوعا) أسهل الأهداف بالنسبة له وتكرار هجماته ألتي أصبح قلمه يجترها مع كل وجبة طعام أو كأس نبيذ يتناولها صاحب القلم وهو متحمّس يحمّل (زوعا) و(فقط) زوعا ما لا طاقة لها به (ويا ليته كان نقدا بنّاء ونابع عن حرصه على مصلحة شعبنا))لأنه لا يمتلك لا هو ولا قلمه الجرأه في تجاوز هذا العدو اللدود(زوعا) كي يتوزع إنتقاده وتهجمّه على بقية الأحزاب والكتل السياسية الأخرى أيضا و حينها ستتحقق حتما موازنة عاكسة لمصداقيته ونزاهته في عملية النقد , لكن الذي يحصل رغم قلّة عدد الأأقلام , يوحي بان هنالك امر مثير للدهشه وهو مبعث تساؤل وتشكيك , بالأخص حين يتعدى حدوده المعقولة , معتبرينها المسكينة ( زوعا) إبنة الأرملة الخبّازة المغضوب عليها ,وحفيدة راحيل اللّصه!وكأنّها هي ألتي نصبت صدام ديكتاتورا على العراق وعقدت معه الصفقات , وهي ألتي صنعت مأسي الشعب العراقي, وهي التي بنت مدارس التطرّف , وهي ألتي أسست الفساد في عموم البلد, وهي ألتي إستقدمت الإحتلال و الإرهاب إلى العراق وهي ألتي روّجت للإصطفافات الطائفيه الدينية والإثنيه,وهي ألتي تسرق نفط العراق , وهي ألتي تطالب بتقسيم العراق , وهي ألتي سرقت صناديق الإقتراع, وهي ألتي تستفز الناس بميليشياتها المكبسله, وهي التي تغتصب حقوق الاشوريين الكلدان السريان وتحتل أراضيهم وووو!!.
أنا لست من دعاة إعتبار زوعا حالة طوباويه و إستثنائيه يستوجب علينا إعفائها من أي نقد, كلا ثم كلا ,فهي حركة سياسية قومية ووطنية حديثة النشأه , لها ما تستحقه وعليها ما يستوجب, وهي تعمل بموجب ما تمتلكه من قدرة ودراية ذاتيه موسومة بحجمها المتواضع الذي لا يزال بحاجة إلى صقل ودعم مستمر , لأن إكتسابها لما تمتلكه من قدرات قد تحقق نتيجة عملها ونضالها على الأرض في وسط سياسي مرتبك وشائك وليس بقدرة قادر أنزل لها السلوى والمن من نوافذ السماء , هذه الإمكانيات المتواضعة ألتي بحوزتها ربما نتفق بأنها لا تؤهلها دائما لطرح وتنفيذ كل ما يدور في عقولنا على إختلاف مخيّلاتنا و أهوائنا , فهي بسبب عملها وتعاطيها المستديم مع الواقع السياسي الذي نراه ,والذي كما يبدو لا يتناسب في معظم حالاته مع قدراتها المتواضعه,يكون لابد لها (زوعا) من الوقوع في الأخطاء التي يستوجب التوقف عندها بين الفينة والأخرى , وهي بحاجة حتما إلى هذه الوقفات ألتي نطالبها بها وهذا ما تؤكده معظم مقررات مؤتمراتها و أدبياتها و من خلال تصريحات العديد من قيادييّها , وغالبيتهم يبدي الإستعداد الكامل للخوض في حوارات و نقاشات جادّه و التي نراها مفيدة للجميع على حد سواء لأنها تصب بإتجاه تقويم الذات الجمعيّه وإصلاح ذات البين وهي تستجيب دائما لكل من يطالبها بإجراء مذاكرة نقدية على طريق تطوير العمل الجماعي الممأسس مع الأطراف السياسية الأخرى لكن بشرط أن يكون ذلك بالإعتماد على برامج سياسية واضحة ومستقلّه تتسّم بالواقعية والسيادية ألتي تبرهن من خلالها إحترامها المطلق لإرادة شعبنا وحقه المشروع في رسم مستقبله الوطني كأي جزء سكاني أخر , لكن الذي نتحسسّه في الأونة الأخيره هو أن الحركة الديمقراطيه الأشوريه قد أصبحت بمنظار البعض أشبه ما تكون بذلك القس المسكين في أكناف أهل بيته او أشبه بذلك النبي الذي شاخ تحت وطأة همومه و أثقال أبناء شعبه , و يا ليتهم إكتفوا بعدم تقبيل يده!!!!لأن الأشد إيلاما في الممارسه هو أن البعض يصر على لزوم قطع أيادي القس وتدنيس كتاب نبيّه , ويريد( الشاطر) أن يفقأ كلتا عيناه عن سبق إصرار ,كما أن البعض وللأسف الشديد, ومن شدة تأثير ما تولّده إرهاصات المنافسة الغوغائيه من عقد نفسية على مجمل تصرفاته بات يسعى صاحب العقدة بكل ما يمتلكه من إمكانيه إلى كتم انفاس هذا القس بالكامل , وهذا أمر يجعلنا نشكّك شئنا أم أبينا حتى في إنتمائه إلى البيت, لأن ألذي يريد فتح أبواب ونوافذ البيت وخزاناته مشرعة أمام كل من أراد التسللّ إلى الداخل, لايمكن له أن يطرح نفسه بديلا لراعي وحامي البيت ولا حتى شريكا مع بقية افراد العائله .
وعلى ذكر طرائق البعض في أسلوب نقدهم( السياسي) للحركة الديمقراطيه الأشوريه سأسوّق مثالا أرجو أن لا أكون فيه طرفا ثالثا, لكنه يؤكد صحة ما أنا بصدده ,فقد وصلني بالأمس رابط ألكتروني عن طريق صديق طالبا منّي الإطلاع علي ما يحويه الموقع من جهد سياسي (ناقد) , لقد أضحكني ما يفعله صاحبنا في موقعه هذا لكنّه في نفس الوقت أبكاني وخيّب الكثير من أمالي ,خاصة حين علمت نقلا عن العديدين بأن صاحب الموقع يعتبر نفسه عمود من أعمدة أحد أحزابنا الأشوريةوذلك ما زاد ألمي أكثر , هذا الأخ السياسي الأشوري والوطني المتنوّر و الديمقراطي الحر كما يدّعي, والذي يفترض به على الاقل إحترام مقامه السياسي أولا ثم درجته التي حصل عليها , وجدته قد هوى حيث لا أحد يحسده ,لأن الإحترام الذي نرجوه منه لنفسه أولا لا يتأتى إلا في إتباع أسلوب النقد الحضاري للظاهره التي يرى فيها الأذى لأهله وأبناء شعبه او للحركة السياسية (الاشوريه) وليس بالهبوط السريع إلى مستوى نشر ما يراه يخدم نواياه الشخصيه في مواقع ألكترونيه, و بالطريقة الغير الساميه التي رأيتها ,لأنه كما إتضح لي, لم يعد شغله الشاغل ومع الأسف , سوى تأسيس أستوديو إنترنيتي لنشر تسجيلات أصوات أبناء شعبه الذي يعاني الأمرّين على مختلف إتجاهاتهم مقتبسا من غرف الحوارات الصوتيه و ناسخا بطريقة إنتقائيه مقاطع مقتطعه مما يكتبونه ويقولونه في غرف الحوار بعد التفنّن والتلاعب بطريقة عرضها بحيث تؤدي الى هدفه الذي في ذهنه ليقوم بنشرها في موقعه متناسيا بأن ذلك ربما سيسبب له وجع راس لاحقا! , وكما هو معلوم لدى الذين يرتادون غرف الدردشه , فمن الطبيعي جدا أن يكون من بين هذه الحوارات التي تدور في غرف الدردشه ما هو عقيم وغير مقبول وهو أمر يتعلق بالشخص صاحب الكلام نفسه , لذلك فأنا في هذه النقطة أتفق مع صاحب الموقع في معارضة أساليب البعض من هؤلاء , لكنني لا أتفق معه في الطريقة البوليسية التي يريد منها معالجة الخطأ وأنا أشك في حسن نيّته , لقد عايشت بنفسي هذه الفعاليات الحواريه بحسناتها وسيئاتها وما تسببّه السيئات من إنفعالات فيما بيننا , وما أكثر المرّات ألتي وقفت فيها بالضد من البعض وجها لوجه ناقدا كل من يحاول توريط الحاضرين وسحبهم إلى مواضيع القيل والقال أو أساليب النيل من هذا الشخص أو ذاك , لكن من دون أن ألجا إلى أسلوب التشهير والتملّق لهذا او ذاك كي أكون كمن يزرع بذور الشغب و الضغينة , الأخ الناشط الأشوري صاحب الموقع هذا يعتقد بأنه قد بذل جهدا سياسيا جبّارا حين أقدم على عمله الطوعي في نشر وإعلان الأسماء الصريحه وعنوان السكن والموقع الحزبي لكل من ينتقد المراجع الدينيه سواء كان عن وجه حق او لا وكأنه قد أصبح بوليس سرّي يعمل لحساب هذا الحزب او ذاك , غريب جدا أمر صاحبنا حين يهيئ قائمة بأسماء صريحة لكل من ينتقد السياسة الكرديه او الشيعيه او الشيوعيه, أو السنيّه , وينسبها كلها إلى الحركة الديمقراطية الأشوريه بإعتبارها إنتقادات او تهجمّات او تصريحات صادرة من مؤيدي أو مناصري زوعا واصفا رواد الغرفة عامة بأوصاف غير لا تليق , وهو في أسلوبه هذا يخسر المشيتين , بينما الكل يعلم مواقف الحركة الديمقراطية الاشوريه المعلنه تجاه الذين يستغلون تأييدهم لها من أجل إبراز مشاكلهم الشخصيه مع الأخرين .
أؤكد بأنني لست عضوا في أي حزب أو أية حركه,وأقول هذا ليس تهربا ولا طعنا بأي حزب , لكن الحقيقة يجب أن تقال سواء كانت لصالح زوعا او ضدها , أمّا إن كانت مثل هذه النماذج من الأعمال (المسمومه) هي كل ما يمتلكه صاحبنا وحزبه في عملية نقد الأخر, أقول إتقوا ألله يا (رابي) و كل ما يتوّجب عليه وعلى حزبه فعله (دون ذكر الأسماء هذه المرّه) وبالسرعه الممكنه هو مراجعة هذا الأسلوب البوليسي الذي سئمنا منه في السابق والترّشد بنفس هادئة في معالجة الأمور .
حسب علمي لقد طالب الكثيرون ولا يزالوا ضمن نفس السياق , طلبوا من زوعا رسميا وعبر نداءات تلفونية بوجوب تحديد موقف صريح من هؤلاء الذين يدعون أنفسهم مساندين لزوعا ومستغلّين ذلك في النيل والتشهير بالأخر من أجل سد الطريق أمام المنافقين,وكانت المطالبه بسبب كثرة الأقاويل والإجتهادات الفردية ,وفعلا لقد أوضح قياديي زوعا موقف الحركة في عدة مناسبات رسمية وشعبيه, وكانوا في نفس الوقت يصفون هذه الأساليب بالعبثية وانا كنت حاضرا في العديد منها خاصة في الولايات المتحدة , صرحوا بأنهم براء و ضد كل من يتخذ من أسلوب القذف والتشهيرالذي يؤدي الى الفرقه وسيله للحوار او النقد , لهذا أؤكد وأقول بأنه لا يمكن بأي حال إعتبار أسلوب القذف والتشهير عملا مقبولا , ولايمكن كذلك إحتساب عملية نشر أصوات الناس و إعلان أسمائهم وعناوينهم في المواقع الأنترنيتيه نقدا او تقويم لواقع سياسي معين, إنه عمل إستفزازي وإختراق شخصي يجيز للناس إثارته قانونيا وقضائيا .
للسيد صاحب الموقع أقول إتقوا ربّكم قليلا , كلنا ينتقد بحسب ما هو اصولي و متاح من حرية في المجال الصحافي, لكن الذي تقومون به بأسلوبكم هذا(أستميحكم عذرا) هو أشبه ما يكون بعمل بوليسي وتجسسّي غير مقبول , والمراد منه هو فقط تحقيق أمور شخصيه عبر محاولة تحميل تبعات أخطاء أشخاص وإلصاقها كتهم بالحركة الديمقراطيه الأشوريه او بكل من ترون بأن لكم أزمةشخصيه معه لا أكثر و سيكون مؤداه إيقاع الناس فيما بينها وخلق مشاكل مفتعله عن طريق تحريض أطراف سياسية وشرائح شعبية ضد أبناء شعبنا الكلدواشوري في العراق, ولا أعتقد بأن أحدا سيمتدحكم في عملكم هذا .
لا مجال هنا لنشر بعض من الإقتباسات من موقعكم, لكنني أتمنى الإستجابة العقلانية من جانبكم و أن لا نظطر لاحقا إلى الدخول في غياهب العبث ثانية وسأكون لكم شاكرا مسعاكم نحو فعل الخير.
ليكن المربوّن من مختلف مواقعهم الدينية والسياسية والإجتماعية هم القدوة الحسنة للأجيال.