Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قصة الأنسان والنقود THE HUMAN AND THE MONEY STORY / الجزء الأول

نعم انها قصة حب لابل قصة حب عميقة جدا ومن طراز خاص لم يشهد لها مثيل ولم نتوقع ان يشهد لها مثيلا في المستقبل فهي تختلف عن قصص الحب التي قرأناها وسمعناها فهي مثلا تختلف عن قصة روميو وجوليت للكاتب المسرحي الشهير شكسبير وقصة سيامندو وخجي المشهورة في شمال وطننا العزيز العراق العظيم وكانت تقص لنا ايام الطفولة ويقال ان خجي اشترت حبال لسبع قرى مجاورة وربطتها على شكل قطعة واحدة ومدتها الى عشيقها سيامندو المعلق بنصف الوادي الا ان الحبل لم يصل الى سيامندو لتجره وتنقذه ---!!!!!!! ثم قصت كصائبها وربطتها بالحبل ايضا وحاولت ان توصله الى حبيبها المسكين لكن دون جدوى مما اضطرت ان ترمي بنفسها فوقه فسقط كلاهما في قعر الوادي ويقال ان شجرة تفاح احمر نبتت في موقع سقوطهما في قعر الوادي موجودة لحد الان وثمرها طيب المذاق جدا( قد يكون هذا جزاء او أجرة ذلك الحب العظيم ----!!!! )
كما وتختلف ايضا عن قصص الحب لمعظمنا ايام الشباب والبعض من عندنا في الوقت الحاضر ------!!!!
اذن هي قصـــة غريبة جدا وغرابتها تكمن في ان الانسان هو الذي اكتشف النقود كوسيلة للتبادل آملتها عليه ضرورات تطور طويل في العلاقات الاقتصادية للافراد والجماعات لكن البعض اخذ يركض ورائها ليل نهار ومعذرة عند البعض قد تصل محبتهم لها الى درجة العباد واخرون يضحون بأعز الناس واقربهم الى قلبهم بحكم صلة القرابة والرحم من اجل الحصول عليها ولكن من المؤلم والمؤسف جدا ان البعض يتخلون عن كل القيم الانسانية النبيلة الشريفة السامية بقتلهم للأنفس بغية الحصول على هذه المعشوقة اللعينة والتي لم تكن سوى وسيلة (كما اسلفت ) اكتشفها الانسان لتسهيل مهمته للحصول على حاجاته الضرورية في الصراع من اجل البقاء لان الانسان( ولد لكي يعيش لا لكي يستعد للحياة --!!!) وهذا ما ستوضحه قصتي هذه -----
حيث عند ظهور الانسان على مسرح التاريخ ظهر في صور قبائل تتكون كل قبيلة فيها من مجموعة من العشائر تربط بينهما روابط عديدة اهمها رابطة الاصل المشترك فكانت تعيش على جمع والتقاط ثمار الاشجار وعرفت الصيد برا وبحرا بواسطة اسلحة بدائية وادوات صيد وبعض الاواني ولم تكن هناك سلع بالمعنى المتعارف عليه ((ان يوجد انتاج فائض من جانب بعض افراد المجتمع يقابله طلب من جانب مجموعة الافراد )
بل كانت المنتجات التي يحصل عليها الفرد خلال الجمع والالتقاط والصيد (تتجه )مباشرة لاشباع حاجاته الشخصية او حاجات اسرته او الجماعة التي ينتمي اليهم ---ناهيك عن عدم امكانية تحقيق فائض منها فوق حاجاتهم ومع تطور ادوات العمل نسبيا عرف صور بدائية لتقسيم العمل( على اساس الجنس ) فالذكور تخرج للقتال والصيد بينما تعني النساء بأعمال المنزل وجمع النباتات (القيت هذا الموضوع في محاضرة ارتجالية على قاعة جمعية اشور بانيبال يوم الثلاثاء الموافق 6 تشرين الاول 2002 وتم توثيقها وسجلت ايضا على اقراص السي دي )-- حيث رغم هذا التقسيم للعمل كانت انتاجية العاملين متواضعة بحيث لم تسمح بوجود اي فائض فوق حد الكفاف الذي يبقي بالكاد على رمق الحياة –فكان يحكم عملية توزيع العمل وكذلك توزيع الانتاج خليط من قواعد العادات والتقاليد التي تسود الجماعة والاوامر التي تفرض عليهم من سلطة عليا كسلطة القائد او الكاهن وهكذا عاش الانسان (فترة الانعزالية البدائية الاقتصادية-----)
او ما نسميها تجاوزا مرحلة اقتصاد الاكتفاء الذاتي ولم تعرف الجماعة معنى التبادل اللهم الا ما كان يحدث بصورة عرضية في اوقات متقطعة مثلما كان يحدث في المناسبات الدينية بينما كانت الجماعات المختلفة تجتمع لتقديم الهدايا والقرابين للكهنة والالهة ومثلما كان يحدث من تبادل للهدايا والتذكارات في الافراح والمآتم -----
***وعندما عرف الانسان الزراعة وأستئناس الحيوانات وتربية الماشية عرف بعض الاستقرار في احوال معيشته وثباتا نسبيا في الحالة الغذائية ولم يعد فريسة لاحول لها لأهواء الطبيعة وفي تلك المرحلة تطور التقسيم البدائي للعمل على اساس الجنس الى تقسيم اجتماعي للعمل اي بمعنى ان تتخصص بعض افراد المجتمع في الزراعة والبعض الاخر في تربية الماشية وكنتيجة اولية لهذا التقسيم زادت انتاجية العاملين واصبح لمجهود الانسان قادرا على تحقيق فائض من الانتاج فوق حاجة الاستهلاك الضروري المباشر لذا اعتبر هذا الامر واحد من (اهم الاحداث التاريخيـــة الهامــة ) حيث اصبح من الممكن ان يعيش البعض على فائض انتاج (عمل )البعض الاخر وان ينتج البعض اكثر مما يحتاجه او يسمح بأستهلاكه ومن هنا بدأ نظام الرق (العبوديةSlavery system )فبعد ان كانوا الاسرى من الذكور يقتلون اكتفاء" بالسبايا الاناث حاولت كل جماعة الحصول على اكبر عدد من العبيد الرقيق لتشغيلهم والانتفاع بمجهودهم وسرعان ما بدأ الافراد يعرفون سبيلهم الى مبادلة الفائض من انتاجهم بالفائض من انتاج الاخرين وذلك بشكل دائم ومقصود وليس بصورة عرضية كما كان يحدث سابقا من قبل------ وهكذا نشأ بالفعل((نظام التبادل )) وبدأت المجتمعات تتحول من مرحلة الانعزالية البدائية الاقتصادية الاكتفاء الذاتي الى مرحلة اقتصاد المبادلة وهي مرحلة لازالت كل دول العالم تعيشها بشكل او بآخر حتى الان -----مثل اتفاقية النفط مقابل الغذاء والدواء لبلدي والتي لازالت سارية المفعول الى يومنا هذا
لقد كانت اول صورة من صور المبادلة التي عرفها الانسان هي (المقايضة Barter )واستمرت فترة طويلة حتى ظهور التاجر المتخصص وبدأ اقتصاد التبادل يفرض وجوده مع استقرار نظام السوق ومع تعدد السلع المنتجة وتباين حاجات الافراد واختلاف اذواقهم حيث بدأت صعوبات المقايضة تتزايد تدريجيا حتى اصبح من المستحيل استمراره وبات من الضروري البحث عن صورة اخرى للتبادل تحل محله وبالتجربة والخطأ اكتشف الانسان فكرة النقود كوسيلة للتبادل املتها ضرورات تطور طويل في العلاقات الاقتصادية للأفراد والجماعات وايضا اعتبر اكتشاف الانسان هذا ((خطوة هامــة ))على سلم حضارته مثل (اكتشاف النار والكتابة )حيث مكن هذا الاكتشاف من ترشيد سلوك الانسان الاقتصادي الى حد بعيد مما كان له الاثر الكبير على التقدم الذي احرزه ومنذ ذلك الامد البعيد بدأت (قصـــة الأنســـان والنقــــــود ) وسنوجز بعض فصولها بأختصار شديد الى حد التماس مع المغزى في الفصول القادمة --!!
وبعد ان نشرب قهوتنا لكي نتمكن من أبداء رأينا او وجهـــة نظرنا بهذا الخصوص فنـــــقـــول:- ------!!!



بعد ان عرفنا وتأكد لنا من خلال قصتنا هذه ان النقود هي وسيلة اكتشفها الانسان لتسهيل مهمته في مصارعته مع الحياة (وليست هدفه في الحياة ) كان لابد لنا من مداخلة او ابداء وجهة نظر بسيطة ومتواضعة ايضا حول هذا الموضوع والسؤال الذي يشغل بال وتفكير عامة الناس منذ البدء ولايزال-----!!!!!! هو من اين للمادة كل هذه القوة والسلطان بحيث تجعل هذا الانسان العظيم ضعيفا امامها بالشكل والكيفية ----الخ منذ البدء ولايزال وسيستمر---!!! على مستوى فرد اوجماعات ودول ايضا ---؟؟-
1- ان السبب الاول يكمن في ارادة الله سبحانه وتعالى منذ بدء الخليقة حيث كما تخبرنا الروايات السماوية بها هو ان الله جل جلاله خلق الكون اولا وفي اليوم الاخير قبل الراحة خلق الانسان وخصص اليوم الاخير للراحة اي بمعنى اعطا للمادة افضلية في الخلق هذا اولا ---- ومن ثم عندما خلق الانسان ايضا حيث يقول سبحانه وتعالى:- اخذنا طين وجبلناه ثم نفخنا من روحنا فيه فصار انسان كانت للمادة افضلية كذلك اذن هي حكمة ربانية لاتضاهيا حكمة لااعتراض ولاجدال عليها مطلقا (ان للله في خلقه شؤون ) لكن الذي حصل هو ان الانسان اساء في استخدام هذا السلطان والقوة لتحقيق مآربه الشخصية مما سبب لنفسه هذه المعانات والمصاعب منذ البدء وستبقى هكذا الى ان يأمر الله سبحانه وتعالى بأنتهاء الحياة فينتهي كل شىء -----
2- السبب الثاني لو نراجع المعادلة التكوينية للأنسان نجدها تتكون من الجانب الطيني المادي والجانب الروحي اي بمعنى الجانب المادي +الجانب الروحي كما ان سعادة الانسان لاتتحقق الا بتوازن طرفي هذه المعادلة اي بأشباع الغرائز المادية والغريزة الروحية معا
( الغرائز المادية +الغرائز الروحية = سعادة الانسان ) اما الغرائز الروحية هي غريزة واحدة وهي (تطلب ) من الانسان ان يعبد الله سبحانه وتعالى او يعبد ما عبده اباؤه واجداده وتربى عليه واعتقده ---!!!
اما الغرائز المادية (تفرض نعم تفرض ) على الانسان تلبيتها وهي غرائز لا نهاية لها مثل غريزة المآكل والمشرب والنوم والزواج -ووو----الى ما لانهاية واذا اراد تحقيق غرائزه المادية (وهذا أمر مستحيل ----- ) فما عليه الا ان يترك الله ويعبد المادة ويركض ورائها ---الخ وكما قال الرب يسوع المسيح له كل المجد :- (لايستطيع الانسان ان يعبد سيدين في آن واحد فأما الله سبحانه وتعالى او ان يعبد المال ويصبح من الاغنياء ----- ويصبح دخوله الى الجنة اصعب من دخول---!!!----)الجمل--- (عّقد الحبل وليس ((الجمل الحيوان المعروف والذي يعيش في الصحراء ))---- في ثقب الابرة ) وهذا يعني استحالة تحقيق المعادلة التكوينية للأنسان اي بمعنى لاسعادة للأنسان ***(السعادة كلمة لنا لفظها اما معناها فلا يدرك )*** وكل ما يتحقق له في هذه الحياة هو الشعور بالرضى وفي احسن الاحوال ((الرضى نفسه )) مثلا الطالب عندما يحصل على معدل يؤهله للدخول في كلية يرغبها يشعر بالرضى ويعتقد هذا الشعور هو سعادة والشاب الذي يحظى بفتاة جميلة يهواها ايضا يتصور نفسه سعيد والشيخ عندما يحصل على نتائج ايجابية لتحليله المختبري يشعر ايضا انه سعيد وهكذا اما السعادة الحقيقية فلا وجود لها هذه هي الحقيقة وليست نظرة تشائمية كما يتصورها البعض من البسطاء ----!!!!
3- والسبب الثالث هو أعتقاد الناس بأن المال هو معيار السعادة وميزانها الذي توزن به (وهو أعتقاد خاطىء جدا ) لابل وهو الذي يقودنا الى الشقاء والضياع والقتل والقلق كما هو حال المجتمع الانساني اليوم ميدان حرب يعترك فيه الناس ويقتتلون لايرحم أحد أحدا" يعدون ويسرعون ويتصادمون ويتخبطون كأنهم هاربون من ساحة المعركة (ما شاء الله نحن العراقيون خبرتنا بالمعارك طويلة لذلك نعرفها جيدا ) ودماء الشرف والفضيلة تسيل على اقدامهم وتموج موج البحر الزاخر يغرق فيه من يغرق وينجو من ينجو ---!!! أتدرون لماذا سقطت الهيئة الاجتماعية هذا السقوط الهائل الذي لم تصل مثله في اي دور من ادوار حياتها الماضية ولما هذا الجنون الاجتماعي الثائر في ادمغة الناس خاصتهم وعامتهم علمائهم وجهلائهم ولما هذه الحروب القائمة والثورات الدائمة واحتلال البلدان (كما حصل لبلدي العزيز في 2003 ) والقتال المستمر بين البشر جماعات وافراد قبائل وشعوب دول وممالك فهم يتباهون ويتصارعون من حول المال كما تتصارع الكلاب حول الجيف الملقاة ويسمون عملهم هذا تنازع الحياة او صراع البقاء وما هو لاصراع ولاتنازع -- -- دائما هو التفاني والتناظر والدم السائل والعدوان الدائم والشقاء الخالد -- وهذا لالسبب سوى شىء واحد كما ذكرته(( ان الناس يعتقدون اعتقادا خاطئا ان المال هو معيار السعادة ---الخ والعلاج الوحيد هو ان يفهم الناس الصلة بين المال والسعادة وان الافراط في الطلب شقاء كالتقصير فيه وهو حاصل فعلا (فقدان القناعة))) كما ان البعض من الناس السذج يتصورون ويعيشون بهذه الاوهام لا بل وكأنهم يستطيعون ان يأخذون اموالهم معهم الى القبر هكذا يتصورون وعلى هذا الاساس يتصرفون في حياتهم ايضا---!!! هذه كانت الاسباب التي نعتقدها هي التي تجعل الانسان ضعيفا امام المادة وتنتقل الى الاجيال اللاحقة عن طريق المؤثرات العائلية في فترة الطفولة قبل ان يتمكن الطفل من التمتع بحياة نفسية مستقلة --------الخ
++وبودي قبل ان انهي قصتي هذه والتي اعتقدها ان فيها عبر ودروس لمن يريد--++
ان اقص عليكم هذه الواقعة الحقيقية كما هي وبنفس اسلوبها وبأختصار جدا :--
توفي الشيخ (س) في محافظة --- – الممتلىء اي غني جدا --- زوجة الشيخ المرحوم طلبت من الدفان وقالته يمه ابني خذ هذا المحبس لأن عمك المرحوم كانت نفسه به واريدك تخليه بحلكه قبل ان تنزله بالقبر فجاوبها صار انشاء الله وبعد ان انتهى كل شىء عاد الدفان الى زوجة الشيخ المرحوم وبيده المحبس وقال لها أخذي المحبس قالت ليش يمه قال الدفان والله حاولت عالجت ردت ان أحط المحبس بحلكه المرحوم لكن والله ما قدرت لأن المرحوم صاك سنونه صكة كلش قوية حيل حيل حاولت عالجت لكن ما قدرت ---!!! (تصوروا حتى هذا المحبس الصغير ما استطاع الانسان ان يأخذه معه )
****ولم يبقى للأنسان في هذه الدنيا سوى الذكر الطيب فقط –وآخر ما نقوله هنا هو :- هنيئا لمن يكون ذكراه طيبا بعد رحيله الى مثواه الاخي في هذه الدنيا لأن الذكر الطيب هو اعز وأثمن شىء يحصل عليه الانسان في هذه الحياة الفانية وذلك لم يتحقق الا بمحاسبة الضمير اي الخوف من الله و بالتعامل الحسن الجيد والنظيف مع أخيه الانسان وهو اساس الدين لابل وهو ما تهدف الى تحقيقه الاديان السماوية والاديان الوضعيــة ايضا------****

Opinions