Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قصة قصيرة - بعد فوات الأوان

                                  

أني احترت مع ولدي ,واستعملت معه أفضل الأساليب لأجل ان يكن مثلما أتمنى وأريد ,لكنه على الدوام يعتبرني بمثابة عدوه اللدود الذي عليه ان ينتصر علي دوما,لو كنت في دائرتي لاستحققت ألان الإحالة على التقاعد كوني تخطيت السن القانوني لذلك ,لكن تذمري وتعنتي بالانخراط في جوقة المطبلين آنذاك منعني من الاستمرار فيها بالرغم مكن أنني أكملت دراستي الجامعية وحصلت على شهادة البكالوريوس من كلية الإدارة والاقتصاد ,كرست حياتي ولحبي في  مهنتي وعملي في الطباعة جعلني ان أكون من احد أصحاب المطابع البسيطة والتي يمكن القول عليها من مجموعة المطابع الفقيرة التي بالصعوبة ان توصلني إلى المصاريف التي احتاجها ومن ضمنها البيتية وما يكلفني ولدي من مصاريفه الباهضة ,يريد ان يكون حاله مثل أحوال أولاد الأكابر الذين يمرحون ويسرحون مهرولين وراء أمانيهم وأحلامهم ومصاريفهم الكبيرة ,تصور ان احد معيته دفع ثمن وجبة غداء واحد في مطعم البلام لسقف السمك تقريبا ربع مليون دينار ,ناهيك عن السيارة الفخمة ومن الموديل الحديث يستقلها ,من أين يجد ولدي طريقه الصحيح بعد ان غرق في متاهات صعب علي ان أتفهمها ,ماذا أريد  القول له بعدما وجدته ينظر لي نظرة متفحصا رجلا مثلي بسيطا فقال

_أنني أريد كذا ...وكذا.. 

أنها المأساة وكان في كلامه يوجه لي سؤالا لم يتجرأ النطق به 

_لماذا أذن أنت أخرجتني للحياة اذا كنت لم تقدر على تدبير أمري ..

حقا أنني عاجز وقررت ان أقول وبصوت عالي 

_ليس لي أي غرض بولدي سأدعه كما يريد ...

كانت دقات قلبي تتسارع  وصداها يهز جسدي بأكمله ,ولم اصدق ما اسمعه بأذني وما تراه عيني  وطريق ولدي أراه يمضي إلى السراب ,لأكثر الليالي ابقي يقظا أفكر بما جنيته على ولدي وكما جنى علي ابي فأخوض في المسافات البعيدة التي ليس باستطاعتي ان ألا ان اردد

_حسبي الله ونعم الوكيل والعوض عليك ومنك يا ربي ..

أني في هزيمة كبيرة تنشر أذيالها على شخصيتي فابدوا متهربا حتى بالتواجد في بيتي لأنه يعيد لي تلك التصرفات التي سيقوم بها ولدي ,رغم كل شيء أنني أحبه حبا لا يمكن ان يصفه احد فهو ولدي الوحيد بعد بنات ربيتهن أحسن تربية وسعدت بأنني أكملت لهن العيش الرغيد ,أني في حيرة من أمري وقلبي اخذ تتعبه الحالات التي أمر عليها كل يوم ,حتى شعرت ان مرض قلبي بدأ يتفاقم وولدي الذي احسبه ان يكونه بديلا عني أجد يريد مقاطعتي وان يفضل أصدقائه علي ,أنها ليست أنانية ان يحب الأب ولده لكن من الأنانية ان يفضل الولد أصدقائه على أبيه أنها حالة الفشل التي يزرعها الشيطان داخل قلب ولد كولدي ,باستطاعتي ان أدير عقول كل من يسمعني أو يلتقي بي لكن من الصعب ان أحقق الحلم الذي رسمته منذ ان علت زغاريد النسوة مهنأين بولادة ولدي الوحيد ,انا قوي رغم هذه الأحاسيس المبعثرة هنا وهناك ولابد ان يرجع ولدي إلى وعيه وان يبقى معي يساعدني في عملي فأنني  أراه مبدعا وناجحا في ما يتركز عليه تفكيره من إبداع ونجاح ,من الواقع ان ينتبه الأولاد إلى أبويهم لكن أخشى ان يحدث هذا بعد فوات الأوان ....

 

Opinions