Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

قضاء تلكيف والقانون العراقي

 

   اصدرت اللجنة التحقيقية المكلفة من قبل محافظ نينوى السيد اثيل النجيفي بقضية التلاعب وبيع الأراضي التابعة للمسيحيين في قضاء تلكيف، تقريرا ً مهما ً اظهرت فيه النتائج الاولية، بتقصير بعض الموظفين العاملين في دوائر القضاء المذكور بتلاعبهم بالمستمسكات والاوامر الادارية، نتيجة استغلالهم الثغرات الموجودة في النصوص القانونية في مواد الدستور العراقي، وكأن ممتلكات هذا الشعب مستباحة وليس لها راعي، او قانون يحميهم، او تخويفهم، وجعلوا اراضيهم سهلة التحويل بحجة ان صاحبها مجهول الاقامة ان كان في داخل العراق او خارجه، او انه متوفي !! فتجري عملية التحايل بكل سهولة، وينتهك حق المواطن المسيحي بوضح النهار وفي أروقة بناية الدولة التي يرتفع فوقها علم بلدنا العراق.


 كما قررت اللجنة معاقبة هذه المجموعة وطردهم من الوظيفة، واحالتهم الى المحاكم بتهم جنائية لينالوا جزاءهم .. لذا على البرلمانيين والسادة العاملين في الشأن القومي لتنظيمات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري تشكيل فريق من المحامين يتكون من اثنين او ثلاثة لمتابعة قرار اللجنة المذكورة في المحاكم الجنائية، لعدم افساح المجال لأية جهة تحاول تغطية او تسويف هذا الحق الذي ادى الى مصادرة العديد من اراضي شعبنا في قضاء تلكيف ان كانت من جهات متنفذة في الدولة او من قبل العشائر، او أية جهة أخرى كانت، لكي تعاد الى اصحابها الشرعيين وانهاء متعلقات هذا الملف المتراكم.


 ونؤكد على كافة المؤسسات والجهات الى تحمل المسؤولية القانونية خلال هذه الفترة للحفاظ على ارواح وممتلكات المسيحيين في محافظة نينوى، وإيقاف الانتهاكات اليومية التي تطالهم من قبل الارهابين والخارجين عن القانون والتي تأتي بسبب ضعف اداء الاجهزة الامنية في المحافظة، حيث كان اول رد فعل يحتمل ان يكون مرتبط بالإجراءات اعلاه او يكون لربما لسبب آخر، حين اقدمت المجاميع الضالة والحاقدة عدوة شعبنا قبل يومين بتفخيخ منزل لعائلة مسيحية في منطقة الدركزلية بمدينة الموصل بمادة شديدة الانفجار ( تي . ان . تي ) !!! وقامت الشعبة الهندسية البطلة التابعة الى الفرقة الثانية للجيش العراقي بمعالجة وتنظيف المنزل من هذه المواد المتفجرة، وتخليص هذه الاسرة البريئة من موت محقق.


 عندما نناشد الاجهزة الحكومية والمخلصين في العراق الى الانتباه عما يجري لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري على مدار الساعة، حيث لا زال الخوف والرعب ينتشر في صفوفهم، رغم انهم لم يرتكبوا أي ذنب سوى انهم يحبون وطنهم ويرغبون بالعيش بكرامة، ويبحثون عن حق المواطنة الذي ضاع بين المصالح الشخصية للسياسيين، وبين النهج الطائفي المقيت، حاربوهم في معيشتهم وفي رزقهم، ويمنعونهم من ممارسة طقوسهم بحرية، ويتدخلون في خصوصياتهم وملبسهم، فضلا ً عن  تلقي العوائل رسائل تهديد باستمرار شبه يومية، وعندما يفكر المسيحي في بيع بيته من منطقة ساخنة كي ينتقل الى أخرى اكثر امنا ً يمنعونهم من البيع ويطالبون من الجميع بعدم شرائها، ومن يحاول بيعها يتم قطع راسه بأمر من دولة العراق والشام الاسلامية داعش.


على الحكومة اعتماد استراتيجية وطنية تساهم في حماية أبناء المكونات من خلال سن قوانين جديدة تدعم وجودهم وتحمي حياتهم وممتلكاتهم، من اعداء البلد، رغم ان كل هذه الاجندات تنفذ من قبل المليشيات الطائفية المدعومة من السلطة، وفي حال وجود ارادة حقيقية وصادقة لحمايتهم، تعمل على تطبيق القانون على الجميع، وملاحقة مرتكبي هذه الاعتداءات، وعدم التهاون مع من يرغب بضرب السلم الاجتماعي المتنوع في العراق الذي يرمز لشعب له تأريخ كبير في ضمير الانسانية.

 

 ومن المعروف ان اهالي قضاء تلكيف هاجروا وتركوا العراق منذ سنوات ولأسباب مختلفة تأتي في مقدمتها سياسة التمييز والتهميش، فضلا ً عن اسباب اجتماعية أخرى، الى العديد من دول العالم، وتأتي الولايات المتحدة الامريكية في مقدمة هذه الدول، حيث هناك جالية كبيرة من ابناء تلكيف في مدينة ديترويت والذين اثبتوا جدارتهم في العديد من المجالات الاقتصادية والعلمية، ووقف ابناء تلكيف مع العديد من العراقيين القادمين حديثا ً الى امريكا مواقف مشرفة  رغم اختلافهم معهم في الدين او القومية لكن يجمعهم اسم العراق الذي هو فوق كل الاعتبارات، وبفضلهم اصبحت الجالية العراقية ذات مكانة معروفة لدى السلطات الامريكية والجاليات الاخرى المتعايشة في المهجر الامريكي، لكن في وطنهم الام تسلب اراضيهم التي ورثوها عن اجدادهم واباءهم، من قبل ثلة تستهين بمقدرات وخصوصيات هذا الشعب الصابر على الانتهاكات عبر العصور.

 

Hamid_murad@yahoo.com

 



        

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ استطلاع رأي: لماذا يشهد العراق ارتفاعاً مخيفاً في حالات العنف الأسري؟ في الآونة الأخيرة تفشت ظاهرة العنف الأسري بشكل لافت وغير مسبوق في مجتمعنا العراقي، ومعظم هذه الحالات تقع على عاتق ثلاثة فئات وهم النساء والأطفال وكبار السن وظهر حديثاً فئة الرابعة وهي تعنيف وتعذيب الرجال الظالم هادي عباس حسين/ لابد ان يكون للظالم يوم يقع تحت طائلة الحساب لينال العقاب وهذا الرجل الذي وجدت والدي يتوسل به كي يعفيه او يصبر عليه من تسديد ما عليه من ديون آيات الله في عصر العلم... أحمد أبورتيمة/ حين سأل إبراهيم ربه رب أرني كيف تحيي الموتى جاء الجواب الإلهي على هيئة معجزة بأن خذ أربعةً من الطير ثم اجعل على كل جبل منهن جزءً ثم ادعهن بطريرك بابل وبابا روما والموقف من الإسلام وشؤون مهمة أخرى ليون برخو/ قد يرى البعض عنوان المقال مثيرا بعض الشيء. وكي أزيل اللبس أدخل الموضوع مباشرة وفي الفقرة الأولى من المقال كما يفعل أي صحفي قدير عند نقله للخبر حيث يعمد إلى إتباع قالب الهرم المقلوب،
Side Adv1 Side Adv2