قلوبنا معكم غبطة البطريرك وشكراَ على التوضيح حول القومية وهذا رأينا
في توضيح مقتضب صدر حول المسالة القومية والسياسية من قبل إعلام البطريركية الكاثولكية للشعب الكلداني والذي ورد في إحدى فقراته :
" هناك تمييز بين العمل القومي والعمل الكنسي. وإن كان هناك من يدمج المجالين فهو المسؤول عنه. لكن لا يمكن لمؤسسة كنسية بحجم الكنيسة الكلدانية و مسؤولياتها ان تزج نفسها في العمل القومي والسياسي على حساب رسالتها. هذان المجالان هما من اختصاص العلمانيين." انتهى الأقتباس ، وحسب الرابط (1 ) .
وفي اعقاب ذلك ورد توضيح آخر حول المسالة القومية اكثر تفصيلاً من قبل غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو الكلي الوقار وحسب الرابط رقم ( 2) والذي ورد في بعض فقراته :
(..إن دور الكنيسة في مجال القومية هو الحفاظ على التاريخ والتراث واللغة والطقوس والوجود والتواصل والتطور ، لكن ليس على حساب رسالتها الأولى المركزية اي التبشير .
ونقتبس فقرة أخرى تقول :
التسميات موضوع شائك ومتشعب ويحتاج الى دراسات علمية وافية لنتركها للمتخصصين وسيحصل هذا لا محالة .. ويمضي التوضيح الى القول ان التحديات والمخاوف كبيرة في الوقت الراهن ، تهدد وجودنا وبقاءنا ، فالمطلوب منا ان نتحد ونوحد قوانا وإمكانياتا لأن في الوحدة قوة ، وتعطينا الحرية للانطلاق ... ) نكتفي بهذا الأقتباس ، لأن التوضيح منشور حسب الرابط أعلاه . والتعليق عليه في النقطة 11 من المقال .
أقول :
ان الأمل والتفاؤل يغمرنا وقد تبوأ المطران لويس ساكو مسؤولية ومكانة البطريرك على الشعب الكلداني في العراق والعالم تحت اسم غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبة بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ، واقترن هذا الأختيار بفرح كبير من قبل المسيحيين بشكل عام ومن قبل شعبنا الكلداني بشكل خاص ، وهو يحدوه الأمل في ان يكون لهذا التبدل الجوهري في رأس الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في العراق منعطف تاريخي بأن يعيد شعبنا الكلداني مكانته المجيدة في وطنه العراقي وفي اقليم كوردستان على حد سواء . وقد غمرنا شرفاً وفخراً ان يُستقبل البطريرك الكلداني بهذه الحفاوة البالغة من قبل الساسة والمسؤولين في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان وما رافق ذلك من زخم إعلامي مكثف ، كل ذلك كان فخراً لنا نحن الكلدان ، إذ يستقبل بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم بهذه الحفاوة والتقدير والأحترام .
تجدر الإشارة الى إن الإرهاب قد طال جميع المكونات العراقية دون تمييز ، لكن كان نصيب المسيحيين والمكونات الدينية غير الإسلامية كان ثقيلاً ومرهقاً وكانت نتائجه على هذه المكونات اكثر ايلاماً من اخوانهم المسلمين وهكذا يكون العراق مرشح بعد عقد او عقدين من السنين ( إذا سارت الأمور على هذا المنوال ) ان يغدو خالياً من المكون المسيحي والمندائي والإيزيدي بعد ان فرغ كلياً من المكون اليهودي في اواسط القرن الماضي .
وإن كان الإرهاب والتهجير القسري قد طال اتباع هذه الديانات ، وإن الحكومة تبذل جهوداً في الحفاظ على ما تبقى منهم وعلى ممتلكاتهم ومعابدهم وتحميهم من العنف المجتمعي والإرهاب فتمنح لهم بعض الحقوق القومية والسياسية ، لكن شعبنا الكلداني محروم من تلك الأمتيازات ، لقد بدأ بول بريمر بتطبيق لعبة سياسية كانت لا تخلو من اعتبارات طائفية مقيتة قسمت العراق الواحد الى طوائف دينية ومذهبية وقومية ، وما ارتكبه من حماقة بحق شعبنا الكلداني ، إذ ابعده بشكل قسري عن التمثيل بمجلس الحكم المبني على تمثيل كل الطوائف ، وكان ذلك يتنافى مع ما كان وارداً في العقود الماضية من ضمان لحقوق شعبنا الكلداني حينما تبوأ مكانته السياسية والقومية في العهد الملكي وما تلاه من حكومات متعاقبة .
اليوم الجميع يتكلم عن الغبن الذي اصابه ، لكن في الحقيقة فإن شعبنا الكلداني هو اشد المتضررين بعد سقوط النظام في نيسان 2003 وكان ذلك ناجماً منذ البداية بسبب تصرف الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر كما مر ذكره ، وثمة اسباب ذاتية متعلقة بضعف الشعور القومي الكلداني وبسبب الهوة المتسعة بين الكنيسة الكلدانية وشعبها ، فالكنيسة تنأى بنفسها ، في اكثر الأوقات ، من تعضيد حقوق شعبها الكلداني في المسألة القومية والسياسية تحت فرضية ان الكنيسة مؤسسة دينية لا تتدخل في الشان السياسي والمسائل القومية على حساب رسالتها الدينية السماوية ، لكن من الأنصاف الاشارة الى بعض الأستثناءات لهذا الموقف العام وكمثل غير حصري ، حينما انعقد السينودس في عنكاوا في اواخر نيسان عام 2009 حيث قدم المطارنة الأجلاء مذكرة للقيادة الكوردية يطالبونها إدارج اسم القومية الكلدانية بشكل مستقل وواضح في مسودة الدستور الكوردستاني وذلك اسوة بما هو مدرج في دستور العراق الأتحادي ، وهذا موقف يعبر عن حالة الوقوف مع حقوق الشعب الكلداني لا يمكن إنكارها .
لقد عملت في اعالي البحار ، والقانون الدولي يقضي بأن يقوم اي ربان سفينة بإبداء المساعدة لأي باخرة مجاورة منكوبة ، إذ ينبغي على اي باخرة متواجدة في منطقة الحادث ان تقدم المساعدة الممكنة وهذا جزء من واجب الربان ، لكن قبل كل ذلك ينبغي على الربان المحافظة على سلامة سفينته وطاقمه ، اي ان الربان يحافظ على طاقمه وركاب سفينته في المقام الأول وبعد ذلك يستطيع ان يتوجه لأنقاذ الباخرة المنكوبة ، وهنا اشبه غبطة البطريرك بأنه ربان السفينة ، والأكليروس هم طاقم السفينة ، وابناء الشعب الكلداني هم ركاب السفينة ، والربان مسؤول عن مركبه لإصاله الى بر الأمان قبل اي مساعدة يبديها للاخرين هذا هو المنطق وناموس الحياة .
اقول :
لقد كانت إرادة المطارنة الكلدان الأجلاء المفعمة بالمحبة المسيحية ان يتبوأ غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الطوبى هذه المكانة وأن يتسلم هذه المسؤولية الجسيمة ، وهو يحمل فيضاً كبيراً من تجارب الحياة المقرونة بدراسات اكاديمية معمقة وكل هذه المزايا والخصال تؤهله ليقود البطريركية وشعبنا الكلداني والمسيحيين في العراق بشكل عام نحو خلق اوضاع اكثر ملائمة وإنسانية في هذا المجتمع وهو يعتمد على تجاربه وذكائه الكبير في قراءة الأحداث واتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب . هنا اسجل بعض الملاحظات :
اولاً :
لقد كانت البداية في إطلاق شعار : الإصالة ، الوحدة ، التجديد ، ونحن الشعب الفقير نؤيد بشدة هذه الشعارات فنحن مع وحدة كنيسة المشرق بكل فروعها ، وليس ثمة اي سبب لنقف ضد الوحدة الكنسية ، إنه هدف مطلوب ،لكن كما يقال الشيطان يكمن في التفاصيل ، ورغم ذلك إن توفرت نوايا طيبة وثقة متبادلة على ارض الواقع فلا يمكن ان يكون تحقيق هذه الوحدة من المستحيلات بل من الممكنات .
اما مسالة الإصالة المرافقة للتجديد او بالأحرى التجديد المقارن مع الأصالة ، فإن المعنى الذي افهمه من هذا الشعار : إننا نمضي قدماً نحو التجديد مع ما يلائم متطلبات العصر مع عدم طي صفحة الجذور ووضعها فوق الرفوف العالية ، بل نحافظ على وشيجة التواصل بين التراث والماضي من جهة والتجدد والعصرنة من جهة اخرى ، وهذه حالة نادرة ، لكن يمكن تطبيقها بكفاءة كما يحدث في اليابان مثلاً حيث تتجدد الحياة مع تكنولوجية العصر ، مع بقاء الأصول الثقافية التاريخية للأنسان الياباني ، في حين فشلت امم اخرى بتطبيق هذه المعادلة ، فانجرفت مع التيار او تقوقعت في ماضيها ولم تحرك ساكناً .
ثانياً :
يزمع سيدنا البطريرك التصدي لمشكلة كبيرة وهي ظاهرة الهجرة المستفحلة بين ابناء شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والاشوريين على حد سواء ، وهذه المشكلة كبيرة لها اسبابها وجذورها ودوافعها ، وهي متعلقة بالأوضاع السياسية والأقتصادية والأمنية للبلد ، ومن العسير التصدي لهذه المشكلة برمتها في خطوة واحدة ، فمن الضروري تجزئة المشكلة الى مراحل ، كأن يكون الهدف الأول ايقافها ، ومن ثم التوجه الى الخطوة الثانية وهي عودة المهاجرين ، على كل هذا طموح كبير يصب في مصلحة الوطن العراقي وفي مصلحة الوجود التاريخي لشعبنا المسيحي في هذه الديار منذ سحيق الأزمنة . ونحن نشد على يد غبطة البطريرك بهذا الهدف النبيل .
ثالثاً :
تمكن غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الكلي الوقار من لم الشمل لرؤساء كافة الكنائس المسيحية في العراق والتوجه بقوة الى المسؤولين في قيادة الدولة العراقية ودعوتهم لتوحيد الخطاب العراقي ونبذ العنف وتوحيد الصفوف لبناء عراق ديمقراطي موحد ، وهكذا تمكن من ايصال رسالة المكون المسيحي برمته الى رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس البرلمان اثيل النجيفي مباشرة والى كل المسؤولين العراقيين ، بأن رسالة المسيحيين بالشأن السياسي هي توحيد الكلمة ، والمضئ بالوطن العراقي نحو التقدم والأزدهار .
نحن الكلدان نبارك هذ الخطوة الجريئة من قبل غبطته ومن قبل بقية البطاركة والمطارين والآباء الجزيلي الأحترام .
رابعاً :
امام هذه التوجهات والخطوات الطموحة بقينا نحن ابناء الشعب الكلداني ، ننتظر من غبطة البطريرك الذي يقود سفينتنا في عباب المحيط ويتكلم باسمنا نحن الكلدان في العراق والعالم ، انتظرنا ان يصغي الى الى صوتنا لسماع همومنا ومشاكلنا ، لأنه بصراحة نحن الكلدان نستشعر تغييباً لوجودنا وتهميشاً لحقوقنا القومية والسياسية في اقليم كردستان وفي العراق الأتحادي على حد سواء . إن وقوف البطريكية الكلدانية مع شعبها ليس اثماً بل هذا من صميم واجبها ، الشعب الكلداني يقف مع كنيسته وتحت مظلة مؤسسته البطريركية ، ومطلوب من هذه المؤسسة ان تقف مع طموحات شعبها بشجاعة وبقوة ودون خوف او خجل .
نحن لا نريد ولا نقبل ان نزج كنيستنا الموقرة في مستنقع السياسة ، لأنها اسمى من ذلك ، ولكن هذا لا يعني ان تتخلى الكنيسة عن القضايا الوطنية لوطنها العراقي وعن هموم شعبها الكلداني والمسيحي بشكل عام .
خامساً :
لقد اطلعت على توضيح الجهة الإعلامية التابعة للبطريركية الكلدانية ، والذي كان مقتضباً بشدة حيث تناول موضوع المسائل السياسية والقومية لشعبه بجملة مقتضبة بأن هذا الجانب من اختصاص العلمانيين ، وهنا ينبثق سؤال دون إبطاء :
اليس توجه الوفد الكنسي الكبير الى الساسة العراقيين يدعونهم لتوحيد الخطاب السياسي اليست هذه الدعوة قمة التدخل بالسياسة ؟ لكننا باركنا هذه الخطوة لأنها تصب في مصلحة الوطن العراقي ، ونحن نطلب من كنيستنا ان تقف الى جانب حقوق شعبها ليس اكثر ، الكنيسة الاشورية بشقيها تقف بشدة الى جانب شعبها الآشوري في طموحاته القومية والسياسية ، وكذلك الكنيسة الأرمنية والمرجعية الشيعية وهيئة علماء المسلمين ( السنية ) ، هؤلاء جميعاً يقفون مع طموحا شعوبهم ، ونحن الكلدان بدورنا نتأمل من كنيستنا ان تأخذ بيد شعبها الكلداني لكي لا تكون ثمة اي هوة تفصل بين الكنيسة وشعبها .
سادساً :
العجيب ان بعض الأخوة الكتاب من ابناء شعبنا الكلداني ، يتناكفون في دعوة مؤسسة كنيستنا الكلدانية الى التوحد مع الكنائس الأخرى ويدعونها الى عدم الأهتمام بشؤون شعبنا السياسية والقومية على اعتبار ان ذلك يعد تدخلاً في السياسية ، لكن الغريب في امر هؤلاء الكتاب ، إنهم لا يخطون حرفاً واحداً يناشدون فيه الكنائس الأخرى بالمثل ، كأن يدعونها للتوحد مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ، وأن يدعون تلك الكنائس بعدم التدخل بالسياسية بل العجيب انهم يباركون كل الخطوات القومية والسياسية للكنائس الأخرى وكما يقال : عجيب امور غريب قضية .
لماذا تكيلون بمكيالين يا اخوان ؟ لماذا حرصكم على الوحدة وعدم التدخل بالسياسية يتناول الطرف الكلداني فحسب بينما يلفكم الصمت المطبق إزاء الكنائس الأخرى .
حقوق شعبنا الكلداني هي حقوق مشروعة وكبقية المكونات العراقية ، فينبغي ان يكون لشعبنا الكلداني ومؤسساته الدينية والسياسية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ان يكون لهم حصة في الثروة العراقية ، وأن يكون لهم قناة فضائية تعبر عن ثقافتهم وتاريخهم وامجادهم . وأن يكون لنا تمثيل في البرلمانين الكوردستاني والعراقي . وأن يتبوأ ابناء شعبنا الكلداني مناصب مهمة في الدولة العراقية وفي اقليم كوردستان . اليس من حقنا التمتع بهذه الحقوق بكوننا مواطنين عراقيين من الدرجة الاولى في وطننا ؟ وتشملنا نفس لوائح حقوق الأنسان التي تسري على كل البشر في المعمورة ؟
سابعاً :
اقترح لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الأحترام حضور المؤتمر الكلداني الذي يرعاه المنبر الديمقراطي الكلداني الموحد والمزمع عقده في مشيكان ( ديترويت ) من 15 ـ 19 ايار القادم وفي حالة تعذر الحضور من قبل غبطته فيجدر إرسال ممثل عن البطريركية لحضور المؤتمر للاطلاع على مشاكل وهموم شعبه الكلداني .
ثامناً :
مؤسسة كنيستنا الكاثوليكية تتوجه بخطوات نحو تحقيق الشفافية في المسائل المالية ، راجع الرابط ادناه : (2) .
وقد شكلت لجنة من اعلى المستويات في الكنيسة لكي تضع الأمور المالية بطريقها الصحيح وينبغي في هذا المجال ان تتسم هذه الناحية المهمة والحساسة بآلية المؤسساتية المركزية وان يقوم بذلك اناس من ابنا شعبنا الكلداني يمتازون بالمهنية والنزاهة . إنها نقطة مهمة ينبغي معالجتها بحرفية ومهنية ، إنها خطوة رائعة ومباركة لوضع الأسس المتينة لبناء مؤسسة كنسية مركزية مالية ملؤها النزاهة والشفافية .
تاسعاً :
اقترح على غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الأحترام ان يشكل وفداً (كنسياً ـ علمانياً ) يضم نخبة من الكلدان لزيارة لمسؤولين في الدولة العراقية الأتحادية وفي اقليم كوردستان ، إن تضامن الكنيسة مع شعبها والدفاع عن حقوقه امامهم يزيدها قوة ومتانه .
عاشراً :
ان تحقيق الأهداف المشروعة لشعبنا الكلداني لا يتنافى مع عقد شراكة حقيقية اخوية مع اخواننا الآثوريين والسريان ، وإن توحيد كنائسنا ضرورة ملحة ونحن نقف بقوة مع هذه الوحدة ، خاصة وإن هنالك قواسم مشتركة مهمة بيننا منها الطقس الكنسي واللغة الواحدة . كما اننا نحن العلمانيون اهل لمثل هذه الشراكة بين منظماتنا واحزبنا السياسية ، على ان تكون هذه الشراكة مبنية على اسس من الأحترام المتبادل والندية والتكافؤ بين كل الأطراف ، فالشراكة والتعاون وحتى الوحدة لا تعني إلغاء الكلدان من الوجود ، يقول مهاتما غاندي :
لتهب الرياح في داري من كل الأتجاهات لكني لا اسمح لها ان تقعلني من جذوري ، هذه هي نظرتنا لتوحد شعبنا .
حادي عشر :
تعليقاً على ما ورد في الأيضاح الأخير حول القومية اقول :
إن توضيح الكنيسة حول مفهوم القومية يكتنفه الغموض ولا يمكن الأخذ به من الناحية العملية ولا يمكن تطبيقه على واقع الحياة ، وهنا يتبادر الى الذهن هذا السؤال : ماذا لو طرح علينا سؤال : ما هي قوميتك ؟ او إذا حصل إحصاء وكان في استمارة الإحصاء حقل القومية ماذا نكتب ؟
الجواب معروف :
الكلداني وأنا اولهم سوف اكتب كلداني ، والأخ يونادم كنا سوف يكتب آشوري ، والأخ وسام موميكا سوف يكتب سرياني ، إذن المسألة محلولة ومحسومة ، فلماذا نحاول تعقيد المسألة وهي محلولة امامنا ؟ كل منا يعرف اسمه ولا يوجد اي تعقيد وليست المسألة متشعبة وباعتقادي المتواضع لا تحتاج المسالة الى دراسات علمية ، الراعي الكردي في الجبل يعرف قوميته الكردية دون تقديم اي دراسات ، والفلاح العربي يعرف اسمه القومي بشكل عفوي ، وهذا ينطبق على الأرمني والكلداني والسرياني والآشوري والتركماني .. .
سيادة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو الكلي الوقار : إن موضوع إشكالية التسمية وتعقيداتها هي من صنع أحزاب مسيحية قومية متطرفة قومياً تريد إلغاء الأسماء التاريخية لشعبنا ووضع بدلها التسمية التي تؤمن بها تلك الأحزاب وهي معروفة ، ونحن غبطة البطريرك لا يمكن ان نخضع للأفكار الإقصائية لتلك الأحزاب المتزمتة .
الثاني عشر :
اتفق مع غبطة البطريرك في تفسيرة لمعنى القومية ، حيث تجاوز فيه للمعنى الكلاسيكي المعلب بتحديدات قسرية ، والقومية مشتقة من القوم الذي يرتبط بروابط ثقافية وله مصالح مشتركة ، وينبغي ان تتوفر النزعة القومية لكي يصار الى تحقيق الحقوق المشروعة لذلك القوم .
كما ان الثلاثة اشهر الماضية هي فترة وجيزة وقد خطت البطريركية الكاثوليكية الكلدانية في هذه الفترة خطوات رائعة وشجاعة ، ولا بد من فسح المجال لتحقيق المزيد وكنت قد كتبت بهذا المعنى مقالاً تحت عنوان :
لنكن كرماء مع غبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو وهو يحمل هموم بحجم الوطن وحسب الرابط (3) .
وفي الختام اقول : محبتنا عظيمة لغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو ولمؤسسة كنيسة بابل على الكلدان في العراق والعالم ، ولكل خطواته الجريئة في المجال الوطني والكنسي والوحدوي مع الأخوة في الكنائس الأخرى ، وفي مجال الهجرة وشفافية المؤسسة الكنسية المالية ، ونحن المدافعين عن المعنى القومي الكلداني نريد ان نضع يداً بيد ، الكنيسة الكاثوليكية وشعبها لنشكل قوة ضاغطة في اقليم كورستان والدولة العراقية الأتحادية هذا هو منطق الترابط بين اجزاء قمة الهرم الكنسي وقاعدته .ونعمل جميعاً بمحبة المسيح الذي استطاع بتواضعه ومحبته ان يغرس فسائل الخير والمحبة والسلام بين البشر في اصقاع هذا الكون الفسيح .
<!--[if !supportLists]-->1<!--[endif]-->ـ http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,656247.msg5974641.html#msg5974641
<!--[if !supportLists]-->2<!--[endif]-->ـ
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,656728.msg5977666.html
3 ـ http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,641283.msg5912813.html#msg5912813
د. حبيب تومي ـ القوش في 21 ـ 04 ـ 2013